مقال للصحفية نورهان عبدالله..نعم المسيحيون صامدون

خاص لموقع الحق والضلال
في البداية لكى نتحدث عن تمسك الأقباط بالمسيحية لابد أن نشير إلى دخول المسيحية إلى مصر كيف بدأت وكيف استشهد المسيحيون ، فمع حلول القرن الثاني الميلادي كانت هناك الديانة المصريةو الديانة اليونانية والديانة الرومانية الرسمية والديانة الموسوية والديانة المسيحية والتي كانت جديدة منذ دخولها مصر.
بدأ ظهور الإنجيل ثم بدأت أول كنيسة في الإسكندرية برئاسة "ديمتريوس" وهو أول اسقف مصري ، ثم بعد فترة من الزمن تم تأسيس مدرسة اللاهوت ، ثم جاء عهد سبتيميوس عام 202 بدأ الإضطهاد ضد اقباط مصر فأغلقت مدارس اللاهوت لفترة من الزمن ثم فتحت مرة أخرى وأشرف عليها مفكرين مسيحيين حتى القرن الرابع ، ثم بدأ عصر الإضطهاد الكبير المعروف بعصر الشهداء اللي استشهد فيه بطريرك الأول .
وفي هذا الوقت ازداد عصر انشاء الكنائس وازداد اضطهاد الرومان للمسيحيين حتى تمسكوا بدينهم رغم هذا الإضطهاد ، فبعد انتشار المسيحية في جميع ربوع صعيد مصر، حيث اضطهد الاقباط على يد كاركلا عام 211، حيث اصدرت قوانين بصلب الأقباط وذبح عدد كبير منهم خاصة اقباط إسكندرية ، فعذبوا واستعبدوا في معتقلات المحاجر في سيناء والبحر الأحمر .
استمر عصر الشهداء لمدة 10 اعوام من تعذيب المسيحيين والتنكيل بهم ، راح ضحيتهم 840 الف شهيد ، حيث يقال أن في هذا العصر نزل عدد الاقباط من 20 مليون حتى 10 مليون قبطي ، حتى استمر هذا الوضع حتى عام 313 حينما اصدر الامبراطور "قسطنطين الأول " مرسوم ميلانو وكان ينص على حرية العبادات في جميع ارجاء الامبراطورية الرومانية ،الفتره دى فى بداية القرن الرابع كان فيه حوالى اربعين مدينه مصريه فيها اساقفه ، و اسكندريه وحدها كان فيها 100 اسقف، عدد المسيحيين فى مصر وقتها وصل لحوالى مليون.
وده كان الإستشهاد الأول على صمود الأقباط وتمسكهم ،ومن ضمن الأمثلة التي ذكرها التاريخ ايضاً قصة مسجد بن طولون الموجود على فئة الخمسة جنيهات ومدى تمسك الأقباط بدينهم ، فحين اراد أحمد بن طولون تصميماً هندسياً لم يأتي احد بتصميمات تعجبه فأمر بهدم كل الكنائس حتى ظهر له مهندس قبطي واعطى له تصميم مسجد اعجبه كثيراً ، فأمر بوقف هدم الكنائس حتى جاءت له وشاية من المقربين بكيف لأحمد بن طولون أن يوافق على أن يبني قبطي مسجد ، فطلب بن طولون من المهندس القبطي أن يأتي يوم افتتاح المسجد وإما أن يقتل ففضل المهندس القبطي أن يستشهد متمسكاً بدينه ، وندم أحمد بن طولون على هذا الأمر فتم تعيين اقارب لهذا المهندس القبطي في الدولة ، ومن هنا ظهر مسجد بن طولون على فئة الخمسة جنيه وهذا دليل قوي من التاريخ على تمسك الاقباط بدينهم .
سيذكر التاريخ ايضاً "داعش" الذي ينحاز لما يسمى وهماً بالدولة الإسلامية وبدأ ايضاً التنكيل والقتل لاقباط العراق وليبيا حينما استهد 21 قبطي سيذكرهم التاريخ لتمسكهم بالمسيحية وعدم التخلي عن دينهم .
ولأن الحال في مصر ربما يكون أفضل من أى دولة لأن حرية ممارسة العقيدة مباحة لجميع الطوائف الدينية سيظل التاريخ يذكر مدى تمسك الاقباط بدينهم استشهادهم في سبيل ذلك .