"الأنبا هدرا" أسقف أسوان اهتم بتفسير الكتاب المقدس منذ 17 قرنًا هدرا هو ابن مدينة أسوان، سمى بـ هدرا والتى تعنى جرة ماء، لأن الناس كانت تشاهده وهو يحمل جرة ماء من مياه النيل ثم يمضى بها إلى صومعته، وكان الناس يشيرون إليه قائلين أبو هدرا . وُلد هدرا فى القرن الرابع الميلادي، وكان منذ صغره مداومًا على الصوم والصلاة وقراءة الكتب المقدسة، ورفض الزواج، وسار هدرا إلى أحد الأديرة تاركًا أهله وأملاكه، متخذًا طريق شيخ الرهبان الأنبا بيمن -٣٥٠:٤٦٠- وصار تلميذًا له وطلب من معلمه أن يسمح له بالانطلاق لمكان خالٍ للتوحد، ولبى له الأنبا بيمن رغبته واصطحبه إلى مكان يسمى المتوحدين ، إلى أن خبر الراهب هدرا وفضائله دفعت الكثيرين لزيارته لسماع تعاليمه، وهو ما دفعه إلى أن يذهب لمكان آخر لا يعرفه فيه أحد. فمضى إلى البرية وبعد مسيرة ثلاثة أيام سكن فى مكان الدير الحالي. تفسير الكتاب المقدس اشتهر الأنبا هدرا بتفسير الكتاب المقدس، وكان يأتى إليه رهبان من الشام يسألونه على بعض المسائل الغامضة للكتاب، فكان يفسرها لهم ويفك غموضها وتميز أيضًا بالاهتمام الكبير بالغرباء والمساكين. وعن ملابسات اختياره أسقفًا، تقول مصادر الكنيسة، إنه عندما مات الأنبا نيلامون الثاني، الذى رسمه البطريرك الـ٢٠ البابا أثناسيوس الرسولي، صار كرسى أسوان شاغرًا، وذهب أراخنة المدينة واجتمعوا بالرهبان الذين حضروا من الشام، فأثنى هؤلاء الرهبان على الأنبا هدرا ، مما جعل الأراخنة يأخذونه رغمًا عنه بسرعة إلى البطريرك ثؤفيلوس الـ٢٣، وطلبوا منه رسامة هدرا أسقفًا لأسوان. وما أن عكف الأنبا هدرا على كرسيه حتى وعظ شعبه وتعليمه الإيمان المستقيم. نياحته وفاته بعد مشوار طويل فى التعليم وتفسيرات الإنجيل، مرض الأنبا هدرا وشعر الكهنة والرهبان أنه سيفارقهم فاجتمع حوله لتوديعه، فعزاهم بكلامه الروحى وأوصاهم قائلًا: اعلموا يا أولادى أننا عندما نقف فى الكنيسة نمثل قائمين أمام الله، فليكن وقوفنا أمامه بورع وتقوى وأدب يليق بحضرته المقدسة حتى نستحق الرحمة فى يوم الدين أحبوا بعضكم بعضًا بقلب سليم ولا تظلموا أحدًا ولا تتوانوا عن أفعال الخير والرحمة ثم باركهم وودعهم وأسلم روحه فى يوم ١٢ من شهر كيهك (١٧ ديسمبر) فى عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الأول ٣٧٩- ٣٩٥. وبعد كل هذه القرون الطويلة تمت سيامة أول أسقف على أسوان حسب حدودها الإدارية بيد البابا شنودة الثالث فى ٢٢ يونيو ١٩٧٥، ورسم الأنبا هدرا الأسقف الحالى لأسوان.