تأسست مؤسسة الصليب الأحمر العالمية بفضل جهود السويسري هنري دونان المولود عام ١٨٢٨، الذي قدم يد العون إلى الجنود الجرحى في معركة سولفرينو في عام ١٨٥٩ ثم حاول اكتساب تأييد القادة السياسيين من أجل بذل مزيد من الجهد لحماية ضحايا الحرب. وكانت فكرتاه الرئيسيتان تنصبان على وضع معاهدة تلزم الجيوش بتوفير الرعاية إلى جميع الجرحى من الجنود وإنشاء جمعيات وطنية تقدم المساعدة إلى الخدمات الطبية العسكرية. صاغ دونان فكرتيه في شكل كتاب لإثارة وعى الناس تحت عنوان تذكار سولفرينو تم نشره في ١٨٦٢. واعتمدت لجنة الرعاية العامة الموجودة في مدينة جنيف وهى مسقط رأسه، على هاتين الفكرتين وشكلت فريق عمل كان النواة التي انبثقت منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعيّن دونان أمينًا لها، اجتمع للمرة الأولى في فبراير ١٨٦٣، وفي أكتوبر التالي، انعقد مؤتمر دولي من أجل تجسيد مفهوم الجمعيات الوطنية. واتفق المؤتمر أيضًا على وضع شعار موحد للتعرف على الأفراد الطبيين الذين يعملون في ميدان المعركة كان في شكل صليب أحمر على خلفية بيضاء، وفي أغسطس ١٨٦٤، اعتمد مندوبون من حوالي اثنى عشر بلدا اتفاقية جنيف الأولى التي وضعت إطارا قانونيا لتلك القرارات وأضفت عليها الطابع الإلزامي الذي يوجب الجيوش على توفير الرعاية إلى كل الجنود الجرحى بصرف النظر عن طرف انتمائهم في النزاع. وأصبحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بفضل هذه التطورات المصدر الذي انبثقت عنه الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تضم اليوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية في معظم دول العالم واتحادها الدولي، والقانون الدولي الإنساني الحديث، الذي يتضمن اتفاقيات جنيف الأربع لعام ١٩٤٩ وبروتوكولاتها الإضافية الثلاثة لعامي ١٩٧٧ و٢٠٠٦. وحاز هنري دونان جائزة نوبل للسلام التي كانت تمنح لأول مرة وذلك عام ١٩٠١، وتوفى عام ١٩١٠م.
هذا الخبر منقول من : البوابه نيوز