أسمهان أجبرت على الغناء للسكارى..وما لا تعرفه عنها وهذا هو اسمها الحقيقي

الحق والضلال
107 سنوات مرت على ذكرى ميلاد الفنانة أسمهان، فقد ولدت في يوم 25 نوفمبر 1912، على متن باخرة يونانية كانت تقل أمها السيدة علياء الأطرش وهي في طريقها إلى تركيا، وكان أبوها فهد الأطرش يعمل رئيسًا لمحكمة أمن الجنايات، حيث كانوا يعيشون عيشة مستورة، ولكن عندما قامت ثورة الجبل التي أشعلها عمها سلطان باشا الأطرش ضد الفرنسيين رأت أمها السيدة علياء أن تنزح بها وبأخويها فريد وفؤاد إلى بيروت، وكانت في العاشرة من عمرها، وظلت هذه العائلة في بيروت حتى عام 1922.

ولكن عندما طلب دخيل واسمه أدهم خنجر حماية سلطان باشا الأطرش من الفرنسيين الذي لم يكن موجودًا آنذاك في السويداء، ألقت السلطات الفرنسية القبض عليه وقتلوه، فعلم سلطان باشا وأرسل جنوده إلى الفرنسيين للانتقام منهم، وعلم الفرنسيون أن عائلة علياء في لبنان، وحاولوا أسرهم جميعا، ووضعهم كأسرى أو رهائن للمقايضة بالجنود الفرنسيين الأسرى عند سلطان باشا، فهربت السيدة علياء إلى حيفا، وفي منتصف الطريق غيرت رأيها وتابعت طريقها إلى مصر ملتجئة إلى الزعيم الراحل سعد زغلول، بعد أن تحدثت إليه من الحدود وشرحت له الظروف، فرحب بها وبأولادها في دياره، ولكنها استقرت في منطقة الظاهر، وبعد فترة عرف السلطان فهد الأطرش أن زوجته وابنته آمال وولديه فريد وفؤاد في مصر، فاستدعاهم إلى السويداء، فرفضت الأميرة علياء وقررت الاستقرار في مصر بعد أن أدخلت أولادها المدارس وبدأت تعمل في خياطة ملابس السيدات، ولكن ما كانت تحصل عليه كان قليلًا، ولكنه يقي العائلة من الجوع، بحسب مقال للكاتبة فاطمة حمود، بجريدة الفنون بعددها رقم 25 المنشور بتاريخ 1 يناير 2003.

وبالصدفة التقت السيدة علياء في دار صديقة سورية بالملحن والمطرب داود حسني، حيث كانت بارعة الجمال، وجميلة الصوت، وسمعها حسني ، وهي تغني عند صديقتها وتنقر على الدف فسألها لماذا لا تحاولين استغلال هذه الموهبة؟ ، وفي الوقت نفسه تعرف على عازف الكمان سامي الشوا وساعدها الاثنان، وبدأت تغني وتحيي الحفلات الخاصة عند بعض العائلات، وفي إحدى زيارات داود حسني لمنزلها سمع صوت أسمهان، وهي تدندن أغنية لأم كلثوم وقال لها: يا آمال أنت الأمل الجديد في الموسيقى والغناء سأعلمك الغناء، وسأجد فيك العوض ولكني لا أريد اسم أمل ولا آمال ولا إميلي كما ينادوك الفرنسيون لقد اخترت لك اسمًا آخر هو أسمهان نسبة إلى امرأة فارسية كانت فاتنة العصر وحسناء الزمان، وكانت تتمتع بصوت لا مثيل له في ذلك الوقت، وهو صوت تسيل الدموع عند سماعه، كما ينشر البهجة والسررور .

وسرعان ما لمع اسم أسمهان وتسابق تسابق المتعهدون والموسيقيون والكتاب والسياسيون لكسب ودها، فضلًا عن ما كانت تتحلى به من دبلوماسية كأميرة، كما استطاعت قبل أن تبلغ الخامسة والعشرين من عمرها، أن تلعب دورًا فنيًا رائدًا، أما فريد الأطرش أخوها فقد بدأ اسمه ينتشر كعازف في فرقة بديعة مصابني، فساعدها على الاختلاط بالوسط الفني وعرفها على كبار الموسيقيين، ومنهم محمد القصبجي، وكانت أسمهان أصغر مطربة تغني في دار الأوبرا وكانت حينها طالبة في مدرسة الفرير بالظاهر، وترتدي مريول المدرسة .

وكانت أمها قد عبأت بعض الأسطوانات بأغانيها بوساطة داود حسني، في شركة الأسطوانات نفسها التي عبأت صوت أسمهان مقابل بضعة جنيهات عن كل أسطوانة، وكانت في بداية طريقها، وقد عرفت بأنها فنانة بعد الأسطوانة الأولى لجمال صوتها، وقد بدأت تغني في صالات شارع عماد الدين، وقد صرحت في أحد حواراتها بأنها لم تخلق لمثل هذا الجو لوجود السكارى أمامها وهي تغني في هذه الصالات، ولكن كان عليها الخضوع لذلك لأن لقمة العيش كانت تجبرها وأخاها فريد على هذا النمط من الحياة الفنية.

وكانت أسمهان تشترط في العقد الذي يتم مع أي ملهى تعمل فيه، بأن تغني الأغاني المتفق عليها فقط من دون أن تستضيف أحدًا من رواد الملهى في أي مكان، وكل مكان كانت تغني فيه كانت تترك له شهرة كبيرة ويزداد رواده على الدوام، ومع ذلك كانت تتقاضى جنيهًا واحدًا عن كل ليلة دون أي زيادة أو نقصان، كما كانت تحيي الفرح بأربعين جنيهًا.
5
          
تم نسخ الرابط