هكذا انتهت حياة منيرة المهدية.. «قاتلة تحمل مسدسًا»

الحق والضلال
كانت منيرة المهدية سلطانة الطرب بلا مبالغة، يتمنى الباشوات التقرب منها، ويتسابق الصحفيون والنقاد للكتابة عنها، حتى ينالوا الرضا، فتدعوهم إلى "كازينو نزهة النفوس" أو عوامتها الخاصة.
وكان من بين هؤلاء العشاق الناقد الشاب محمد عبد المجيد حلمي، الناقد بجريدة "كوكب الشرق"، ومجلة "المسرح" ، كان هذا الشاب "وسيلة" من أكثر من زاوية، الأولى وسيلة تستخدمها منيرة المهدية لتحطيم أم كلثوم ونشر أخبار كاذبة عنها، والثانية أن الحياة اختارت ربما هذا الشاب كوسيلة لتحقيق الكارما على منيرة المهدية، لكى تتحطم نهائيًا، بعد كل ما فعلته في غريمتها أم كلثوم، وتحققت الكارما أيضا على محمد عبد المجيد حلمي، صاحب الإشاعات الهابطة، الذي أصيب بمرض السل، وعانى لوعة خسارة محبة منيرة المهدية، التى مارست عليه كل مفردات قاموس الإذلال البشري.
يقول مصطفى أمين في كتاب"مسائل شخصية" أن منيرة المهدية بعدما استخدمت محمد عبد المجيد حلمي، في حرب الإشاعات على أم كلثوم، حين وصفوها بنعوت تقلل من الشرف والكرامة، استبدلته بين يوم وليلة بعشيق آخر وهو فكري أباظة، الذى كتب عنها مقالاً في الأهرام بعنوان"معجزة الموسم" واصفا إياها بالسحر الحلال، ومثال النبوغ والعبقرية، فسحبته منيرة المنيرة بسلاسة إلى خيوطها العنكبوتية مثلما جذبت حلمي قبله وتركته عالقا محنطا فاقداً للروح.
وكتب محمد عبد المجيد حلمي رسائل الاستعطاف والتوسل لمنيرة المهدية كي لا تستبدله بفكري أباظة، عشرات الرسائل لا ترد عليها منيرة المهدية، وسقط عبد المجيد حلمي صريع الحمى والحب، وكتب في تلك الفترة ما يدل على فاعلية الكارما عليه "الآن وقد مضت الأيام الستة وأنا فريسة المرض، تألفت عليّ عناصر الطبيعة تريد أن تصرعني، وتألبت لتغلبني، ووقفت لا أحتمل ولا أدفع وأصبر فلا أجزع، حتى ثقل الحمل ودنا المصرع".
وأصيب حلمي بالسل وطلب رؤية منيرة المهدية للمرة الأخيرة، فرفضت خشية أن تصاب بالعدوى: "وقد اغتاظ محررو مجلة المسرح وأصدقاء عبد الحميد فنشروا لمنيرة المهدية صورة على غلاف المجلة في شكل قاتلة وفي يدها مسدس وكتبوا تحتها " السيدة منيرة كما يجب أن تكون".
وقررت منيرة السفر إلى سوريا للهروب من درامية ومأساوية الحياة حولها، فقرر حلمي اللحاق بها وبالفعل سافر وازداد عليه المرض بسبب السفر، وأدخل المستشفى بالشام، وطلب زيارة منيرة للمرة الأخيرة، لكنها للمرة الألف رفضت زيارته، حتى لملم حلمي جسده المتعب وعاد إلى مسقط رأسه بأسيوط ليموت في نفس ليلة وصوله.
ظنت منيرة المهدية أن الكارما تحققت فقط على عشيقها السابق، وأنها بعد وفاته ستبدأ بداية جديدة، لكن هذا ما لم تحظى به،"فلم يمت عبد المجيد حلمى وحده بل أخد معه منيرة إلى المقبرة".
و أصدر محررو مجلة المسرح عددًا خاصًا بعد رحيل حلمي عبد المجيد جاء فيه: "اقرأوا في هذا العدد أميرة المطربات تتسبب في موت زعيم النقاد"، وظهرت بشائر الإفلاس على منيرة المهدية فقد أفل نجمها وانزوت في عوامتها، وأحبت بطلاً للمصارعة اسمه حسن كمال سكرتير النحاس، ثم هجرته، وتزوجت شقيقه الأصغر إبراهيم كمال، وظلت في رفقته منسية.
          
تم نسخ الرابط