ارتفاع موسمي متوقع

الصحة توضح أسباب زيادة الأعراض التنفسية وتؤكد انتشار فيروس الأنفلونزا H1N1

فيروس الأنفلونزا
فيروس الأنفلونزا H1N1

فيروس الأنفلونزا H1N1 تصدّر المشهد الصحي في مصر خلال الأيام الأخيرة، بعد إعلان وزارة الصحة والسكان عن ارتفاع ملحوظ في نسب الإصابة بالفيروسات التنفسية. ورغم زيادة الأعراض وشدتها، أكدت الوزارة أن الوضع لا يزال في الحدود المتوقعة موسميًا، وأن شدة الأعراض المرتفعة هذا العام لا تعني ظهور متحور جديد، بل تعكس تراجع المناعة المجتمعية نتيجة انخفاض التطعيم خلال السنوات الماضية.

ارتفاع في الإصابات التنفسية… ولكن داخل المعدلات الطبيعية

أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الارتفاع الحالي في الإصابات التنفسية لا يختلف كثيرًا عن نفس الفترة من الأعوام السابقة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الزيادة تُعتبر أمرًا موسميًا يحدث سنويًا مع بداية الشتاء.

وأكد أن المتابعة الدقيقة تُظهر عدم وجود أي مؤشر لظهور فيروس جديد أو متحور غير معروف.

لماذا تبدو الأعراض هذا العام أشد من المعتاد؟

أكد عبدالغفار أن شدة الأعراض التي يعاني منها المرضى هذا الشتاء أعلى مقارنة بالسنوات الماضية، موضحًا أن ذلك لا يرتبط بظهور فيروس غامض، بل يعود إلى عدة عوامل أهمها:

  • انخفاض المناعة المجتمعية ضد الأنفلونزا بعد سنوات من هيمنة كورونا على المشهد الصحي.
  • تراجع المواطنين عن تلقي لقاح الأنفلونزا الموسمي في الأعوام الأخيرة.
  • عودة الأنفلونزا للانتشار بقوة بعد انخفاض نسب الإصابة بها بنسبة قاربت 99% خلال فترة جائحة كورونا.

هذه الأسباب مجتمعة جعلت الجسم أقل استعدادًا لمقاومة فيروس الأنفلونزا H1N1، ما أدى إلى ظهور أعراض أكثر حدة لدى المصابين.

فيروس الأنفلونزا H1N1… الفيروس الأكثر انتشارًا حاليًا

كشف متحدث وزارة الصحة أن الفيروس الأكثر انتشارًا وتسببًا في حالات الإصابة خلال الفترة الحالية هو فيروس الأنفلونزا H1N1، وهو أحد فصائل أنفلونزا A.

وتتميز أعراضه بشدة أكبر من الأنواع الأخرى، وتشمل:

  • ارتفاع شديد في درجة الحرارة
  • آلام قوية في الجسم والمفاصل
  • صداع وتعب عام
  • سعال جاف
  • فقدان الشهية

وأشار عبدالغفار إلى أن هذا النمط من الأعراض طبيعي بالنسبة للسلالة H1N1، ولا يستدعي القلق المبالغ فيه.

تأثير كورونا على انتشار الأنفلونزا

أوضح متحدث الصحة أن فيروس كورونا كان المسيطر الأول على المشهد الصحي بين عامي 2019 و2023، ما أدى إلى تراجع كبير في انتشار الأنفلونزا العادية بنسبة وصلت إلى 99%.

هذا الانخفاض الحاد جعل جهاز المناعة لدى كثير من المواطنين أقل قدرة على مواجهة الأنفلونزا بعد عودتها للانتشار، مما تسبب في الأعراض القوية التي تُسجل اليوم.

ما وراء الخبر

تؤكد تصريحات وزارة الصحة أن ما يحدث حاليًا ليس حالة طوارئ صحية، بل نتيجة طبيعية لدورة فيروسات الشتاء.

ويوضح الخبر أهمية التطعيم السنوي ضد الأنفلونزا، خاصة للفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

كما يشير إلى ضرورة رفع الوعي المجتمعي بإجراءات الوقاية، خصوصًا في ظل ازدحام الأماكن المغلقة خلال فصل الشتاء.

معلومات حول فيروس الأنفلونزا H1N1

  • يُعد أحد الأنواع الشائعة ضمن فئة أنفلونزا A.
  • يتميز بأعراض أشد من الأنواع الموسمية الأخرى.
  • لقاح الأنفلونزا الموسمي يوفر حماية فعالة ضده.
  • ينتشر بسهولة في الأماكن المغلقة خلال الشتاء.

خلاصة القول

فيروس الأنفلونزا H1N1 يمثل السبب الأساسي وراء زيادة الأعراض التنفسية الحادة هذا العام، لكن الارتفاع في الإصابات لا يتجاوز المعدلات الموسمية المتوقعة. وتؤكد وزارة الصحة أن الحل الأمثل للحد من شدة الأعراض هو العودة إلى تلقي لقاح الأنفلونزا واتباع الإجراءات الوقائية المعروفة. وفي ظل تراجع المناعة المجتمعية، يصبح الالتزام بالتطعيم والسلوكيات الصحية ضرورة لا رفاهية.

          
تم نسخ الرابط