صديق 5 ضحايا يكشف مأساة الهجرة غير الشرعية على مركب الموت لليونان.. لا جثمان ولا خبر
في كل مرة تتصدر فيها أخبار غرق مركب هجرة غير شرعية عناوين الصحف، يعود الألم نفسه ليُخيّم على الأجواء، وكأن البحر أصبح شاهدًا دائمًا على أحلام غارقة وشباب يفقدون حياتهم قبل أن تُتاح لهم فرصة عيشه هزّت مأساة جديدة الرأي العام: غرق مركب كان يقلّ عشرات المهاجرين، باحثين عن الأمل على الضفة الأخرى، أثناء رحلتهم من دولة مجاورة إلى اليونان.
هذه المرة، لم تقتصر المأساة على بيان رسمي أو إحصائيات جافة؛ بل كشفت عن وجوه وأسماء وقصص إنسانية قُطعت بوحشية، تاركةً العائلات تنتظر بفارغ الصبر أي خبر، أو حتى جثة، لتخفيف مصابها.
“لا جثمان.. ولا خبر”.. صديق الضحايا يروي الألم

كشف هذا الصديق عن فداحة المأساة التي تعيشها عائلات المفقودين، مؤكدًا أن مصير كل منهم لا يزال مجهولًا قال بصوتٍ يمتزج فيه الصدمة والحزن:
"لقد اختفوا جميعًا، ولا أحد يعلم عنهم شيئًا. لا جثث، ولا تواصل... ننتظر الأخبار. كان على متن المركب نحو 34 شخصًا، حسبما سمعنا."
لم تكن كلمات هذا الصديق مجرد شهادة، بل صرخة إنسانية تعبّر عن ألم الانتظار ويأس العائلات التي تتشبث بأدنى بصيص أمل في الحصول على معلومات أو أي إشارة، بعد أن ابتلع البحر أحباءهم.
ذل، وضرب، وجوع... شهادات على واقعٍ مرير.
لم يقتصر سرده على المخاطر العامة، بل كشف عن قسوة واقع الهجرة غير الشرعية: فمن يسلك هذا الطريق يواجه "الإهانات، والضرب، والذل، والجوع، وكل حاجة وحشة".
وأكد أن التهديد بالقتل حاضر دائمًا، خاصة لمن يحاول التراجع أو الإبلاغ عن الضحايا، مشددًا على أن ركاب المركب قد تحملوا هذا الجحيم قبل أن يعلموا بمصيرهم المأساوي.
ذكر أسماء بعض أصدقائه الذين كانوا على متن القارب: أبانوب رزق، وبيشوي صموئيل، ومينا هاني، وإيهاب وجيه، ومايكل، مؤكدًا أن ذكراهم ستظل شاهدة على مخاطر هذا الطريق الذي يحصد الأرواح بلا رحمة.
بيان رسمي وإجراءات عاجلة
أعلنت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، في بيان رسمي، أنها تتابع عن كثب غرق مركب الهجرة غير الشرعية الذي وقع في 7 ديسمبر 2025. وكان القارب يقل 34 مهاجرًا من جنسيات مختلفة، بينهم 14 مواطنًا مصريًا لقوا حتفهم.
التواصل مع العائلات وانتظار مؤلم
كما أوضحت الوزارة أن السفارة المصرية على اتصال مباشر بعائلات الضحايا لإطلاعهم على آخر المستجدات، ولترتيب إعادة الجثامين إلى الوطن فور استكمال الإجراءات الرسمية، بهدف تخفيف آلامهم وإنهاء هذا الانتظار الذي لا يُطاق.
البحر لا يمنح فرصة ثانية.
تبقى هذه المأساة رسالة قاسية، وإن كانت صادقة، عن ثمن الهجرة غير الشرعية، التي لا تمنح أي فرصة ثانية ولا تفرق بين الأمل واليأس. وسط شهادات الأصدقاء ودموع العائلات، يبقى البحر شاهداً صامتاً على قصص لم تكن نهايتها كما تمنى أبطالها، بل انتهت في لحظة.









