مستشار نتانياهو الجديد يتسبب فى أزمة مع واشنطن..
استمرارا لأزمة التعيينات المثيرة للجدل لرئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، لنائب الكنيست السابق دانى دانون سفيرا فى الأمم المتحدة، ورئيس مجلس المستوطنات السابق، دانى ديان، سفيرا فى البرازيل، تسبب تعيين ران برتس، مستشارا إعلاميا له فى أزمة كبيرة مع واشنطن بسبب تصريحاته التى أثارت جدلا واسعا ضد الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
اتهام أوباما بمعاداة السامية
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن المستشار الإعلامى الجديد لنتانياهو تعرض لانتقادات لاذعة مساء الخميس، بسبب تعليقات مثيرة للجدل، بينها اتهامات للرئيس الأمريكى بـ"معاداة السامية".
ويبدو أن برتس، يحمل أفكارا أكثر تطرفا من نتانياهو، أو ربما نتانياهو، بحكم منصبه، لا يفصح عن أفكار كالتى عبر عنها المتحدث باسمه، برتس، والتى دفعت عن قياديين فى حزب "الليكود" و"المعارضة" إلى انتقادها والمطالبة بإلغاء تعيينه.
دعا لبناء الهيكل المزعوم محل الأقصى
وتأتى هذت التصريحات بعد ساعات قليلة من تعليقه على صفحته على موقع "الفيس بوك" ضد الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، باراك أوباما، ووزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، كما عبر عن تأييده لبناء "الهيكل" المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك.
وأتت هذه الانتقادات لران باراتس، فيما يستعد نتانياهو للقاء أوباما فى واشنطن يوم الاثنين المقبل لإجراء محادثات حول قضايا عدة بينها الجهود الرامية لرأب الصدع مع الإدارة الأمريكية على خلفية الاتفاق النووى الإيرانى.
ومنذ إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى الأربعاء تعيين بارتس (42 عاما) مستشارا إعلاميا، بدأت المواقع الإسرائيلية بنشر سلسلة تعليقات كان قد كتبها على صفحته الشخصية الرسمية.
نتانياهو يتبرأ من تعليقاته
وندد نتانياهو بهذه التعليقات، قائلا على موقع "تويتر" إن تلك التعليقات "غير لائقة ولا تعكس مواقفى ولا سياسة الحكومة"، مشيرا إلى أنه سيجتمع ببارتس بعد عودته من الولايات المتحدة.
من جهته، قال بارتس إن تلك التعليقات "كتبت من دون تفكير وأحيانا كمزاح بلغة تتناسب مع وسائل التواصل الاجتماعى ولأشخاص معينين".
غضب فى البيت الأبيض
وفى المقابل، اعتبر "البيت الأبيض"، أن الاعتذار يفرض نفسه ويضع نتانياهو أمام مسئولياته، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست، "إن قرارات رئيس الوزراء المتعلقة بأعضاء حكومته، والأشخاص الذين يمثلونه ويمثلون بلاده هى قرارات يتخذها بنفسه".
وتأتى الأزمة فى الوقت الذى تحدث فيه نتانياهو أمس، مع ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الذى انتقد أيضا بارتس، بحسب ما أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكى جون كيربى.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن تفوهات براتس "مهينة"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية جون كيرى تحدث هاتفيا حول هذا الموضوع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مضيفة أن كيرى فهم من نتانياهو إنه سيعيد النظر فى تعيينه عقب عودته من الولايات المتحدة.
تصريحات مزعجة ومهينة
ووصف كيربى تصريحات المستشار الإعلامى الإسرائيلى الجديد بأنها "مزعجة ومهينة" خصوصا حين تأتى من "أقرب حلفاء" واشنطن، مضيفا: "فهمنا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى سيعيد النظر فى هذا التعيين عند عودته من زيارة الولايات المتحدة".
وكان مكتب نتانياهو قد أعلن الأربعاء الماضى، تعيين بارتس: "مستشارا لوسائل الإعلام ورئيسا للدبلوماسية العامة ووسائل الإعلام فى مكتب رئيس الوزراء" وهو منصب استراتيجى يتولى صاحبه قيادة العملية الاتصالية للحكومة.
دعا لإرسال الرئيس الإسرائيلى لداعش
وظهرت منذ ذلك التعيين تصريحات باراتس حول أوباما وكيرى الذى قال عنه: "إن عمره العقلى لا يزيد عن 12 عاما"، بالإضافة لتصريحاته حول الرئيس الإسرائيلى رؤوفين ريفلين، الذى قال عنه أن تنظيم "داعش" لن يريده رهينة، وأخرى حول المسجد الأقصى.
وكان بارتس قد تناول أوباما على صفحته على فيس بوك فى مارس الماضى، بعد خطاب نتانياهو فى الكونجرس الذى لاقى انتقادات من أوباما، حيث قال: "إن طريقة أوباما فى الحديث عن خطاب نتانياهو، تجسد الوجه المعتدل لمعاداة السامية فى الدول الغربية والليبرالية، وهذا أمر يحصل بالتوازى مع الكثير من التسامح والتفهم لمعاداة السامية الإسلامية".
وكان بارتس الذى يقيم بمستوطنة بالضفة الغربية المحتلة، دعا فى 2004 إلى إعادة بناء "هيكل اليهود" المزعوم على المسجد الأقصى فى القدس الشرقية المحتلة، ودعا أيضا إلى عدم السماح للمسلمين بالصلاة فى المسجد الأقصى، إلا إذا اعترفوا بالموقع كمكان يهودى مقدس.
وقال بارتس مساء أمس الخميس على الفيس بوك: "أقدم اعتذارى للتصريحات الجارحة التى نشرتها على الإنترنت بحق الرئيس الإسرائيلى ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية ووجوه عامة أخرى، أنا آسف لأنى لم أبلغ بها رئيس الوزراء بشكل مسبق".
المعارضة الإسرائيلية تطالب بإلغاء تعيينه
وفى المقابل، دعا رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوج، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، إلى إلغاء تعيين الدكتور ران براتس فى منصب المسئول عن الإعلام الحكومى.
وقال هرتسوج إن صاحب هذا المنصب يجب ألا يكون ما وصفه بالببغاء الشخصى لنتانياهو، كما دعت الوزيرة جيلا جامليئيل، أيضا نتانياهو لإلغاء تعيين براتس.