شرطى بالغردقة يترك ربة منزل وطفلتها «وليمة للكلاب»

الحق والضلال

ترجل محمد من السيارة، تفحص المكان بعناية لا شىء سوى الرمال وطريق بلا عابرين وفراغ بلا نهاية؛ مكان مثالى لتنفيذ خطته. طلب من السيدة التى كانت بجواره أن تنزل من السيارة هى وابنتها ابنتها مجرد طفلة لا يتجاوز عمرها 4 سنوات، لم يطل الحديث بينهما، بهدوء مد محمد يده والتقط سلاحه الميرى. لحظات ودوى صوت الرصاص تتخلله صرخات خاطفة كان محمد بالفعل قد أجهز على الضحيتين، الأم وابنتها، كل منهما نالت رصاصة فى الرأس.

رفع محمد رأسه إلى السماء، غمره إحساس زائف بانتصار على تلك السيدة التى تلاعبت به وحاولت النصب عليه فى مبلغ من المال، وها هو يأخذ حقه بطلقتين.

محمد يعمل شرطياً بقسم ثان الغردقة، لذلك حاول كشرطى أن يبتكر وسيلة لتضليل من يعمل معهم التقط هاتف الضحية وبعث برسالة لهاتف معاون المباحث شرح فيها الجريمة وأرشد عن الجثتين ثم أغلق الهاتف، لكن مباحث قسم شرطة ثان الغردقة كشفت غموض مقتل ربة منزل وطفلتها وتبين أن مرتكب الواقعة فرد شرطة يعمل بقسم شرطة ثان الغردقة وأنه قتلهما بسلاحه الميرى لوجود خلافات مالية بينه وبين الضحية.

قررت نيابة الغردقة حبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيق بتهمة قتل سيدة وطفلتها بسلاحه الميرى.

النقيب طارق سكر، معاون مباحث قسم شرطة ثان الغردقة، كان قد تلقى اتصالاً هاتفياً ورسالة على هاتفه المحمول من رقم مجهول أكد خلالها المتصل وجود جثة سيدة مقتولة بالطريق الدائرى وأن شخصاً ما هو القاتل، ووصف جريمة القتل فى الرسالة، كما تلقت النجدة بلاغاً من الرقم المجهول نفسه. على الفور توجه النقيبان طارق سكر وعلاء جاهين، معاونا مباحث القسم، إلى مكان الواقعة وعثرا على جثة سيدة بجوارها طفلة لا يتجاوز عمرها ٤ سنوات لم يتبقّ منها سوى ساقيها بعد أن نهشت الكلاب الضالة لحمها. تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء على عامر، مدير المباحث الجنائية؛ لكشف ملابسات الحادث ومعرفة الجانى.

وتمكنت المباحث بقيادة الرائد أحمد لاشين، رئيس مباحث قسم ثان الغردقة، من إلقاء القبض على الشخص المدون اسمه فى الرسالة وبمناقشته أكد، أمام الرائد هشام الأمير والنقيب حسن دنقل، أن هناك خلافاً بين محمد خ ، فرد شرطة بقسم شرطة ثان الغردقة والمدعوة أم رامى ، القتيلة؛ لوجود تعاملات مالية من تجارة المخدرات بينهما. وكشفت التحريات أن المتهم تقابل مع الضحية قبل وقوع الحادث بيوم لمدة ساعة كاملة ودار الحوار حول مطالبة أم رامى بأموالها لدى المتهم، بالحاح، فوعدها بتوفير الأموال فى اليوم التالى الذى قتلها فيه.

وكانت المفاجأة عندما استعلمت المباحث عن رقم الهاتف بإحدى شركات الاتصالات وتبين أن الرقم مسجل باسم الضحية وأن المتهم هو الذى اتصل وأرسل الرسالة إلى ضابط المباحث، وبتضييق الخناق اعترف بارتكاب الواقعة لخلافات مالية بينه وبين الضحية ومطالبتها للأموال وتهديده، وخوفه من افتضاح أمره فاستدرجها على دراجته البخارية بحجة إحضار الأموال.

          
تم نسخ الرابط