تتصاعد وتيرة الخلاف، داخل كيان جماعة الإخوان من ناحية، وحلفائها من ناحية أخرى، بشكل سريع، بما ينبئ بقرب انتهاء الجماعة أو تقسيمها إلى عدة جماعات صغيرة متنازعة. وتصدر المشهد خلال الفترة الماضية محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، الذي يبدو أنه فقد زمام الأمور، لاسيما بعد القرار الذي أصدره بحل المكتب الإداري لجماعة الإخوان في الخارج. وفي أول بيان له بعد قرار حله، أعلن المكتب الإداري لجماعة الإخوان في الخارج، عدم التزامه بالقرار الصادر من القائم بأعمال مرشد الجماعة، بحل المكتب وتكليف إدارة رابطة المصريين بالخارج بالملفات التي كان يشرف عليها. وأكد البيان، أن هذا القرار لم يعلن إلا بالاستماع لطرف واحد يخطط للانفراد بالإدارة في الداخل والخارج، ولا يقدر حجم ما تم من الإنجاز، حيث جاء دون تحقيق بل ودون حوار طوال ستة أشهر، وبالتالي فهو قرار غير ملزم. وأكد مكتب الإخوان بالخارج، أنه مستمر في عمله وهو يتبع منذ إنشائه اللجنة الإدارية العليا بالداخل كمؤسسة، وليس تابعا لفرد، وأنه سيتم تحويل كل من تسبب في هذا العبث للتحقيق، والمساءلة في الأطر المؤسسية السليمة. ووجه المكتب رسالة إلى محمود عزت، قائلا: "لا تدار المؤسسة من مجهولين، ولا من فرد يظن أنه فوق الجميع". ووجه عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، رسالة إلى محمود عزت، أكد فيها أنه لن يسمع قراراته مرة أخرى. وقال تليمة فى بيان له: "لن أحترمك، ولن أحترم قراراتك، ما دمت لم تحترم إرادتي وصوتي داخل الجماعة، كائنا من كنت اسما أو تاريخا أو منصبا". وتابع: "أنت انقلبت على أصواتنا داخل الجماعة، وألغيت اختيار الناس لأفراد اختاروهم، أساءوا أم أحسنوا، أمرهم يرد للجمعية العمومية التي انتخبتهم". وكشف عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، أن الجماعة ستصدر بيانا بعد قليل حول أزمة الإخوان الداخلية وتأثيرها على تحالف دعم الإخوان. وقال "عبد الماجد" في بيان له: "بيان من الجماعة الإسلامية داخل مصر بشأن الموقف من تصاعد خلافات الإخوان الداخلية وتأثيرها على التحالفات الداعمة للإخوان قد يصدر خلال ساعات". يأتي هذا وسط توقعات بانسحاب الجماعة الإسلامية من تحالف الإخوان بعد أزمة التنظيم الأخيرة. من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن محمود عزت "ماكر ومخادع"، وطريقة إدارته للجماعة لا تختلف كثيرا عن أداء المرشد العام محمد بديع، فكلاهما يتبنى التفكير القطبي المناور، ويعتمد علي الغموض، حيث يوجه خطابا يدعي فيه السلمية بالمخالفة للممارسات الفعلية على أرض الواقع ، والفرق بينه وبين الشباب ولجان إدارة الأزمة، أنهم يمارسون العنف ويتبنونه في خطابهم الرسمي. وحمل " النجار" بديع" مسئولية الأزمة الراهنة التي تعاني منها الجماعة بسبب إجرائه تغييرات في مجلس شوري الجماعة من داخل السجن وأنشأ لجان إدارة الأزمة وأعطها القيادة ، رغم افتقادها للخبرة والحنكة السياسية . وأكد أن الجماعة ستأخذ وقتا طويلا قبل أن تعود لتماسكها المعهود ، لكونها تمر بأزمة كبيرة لا تعد سياسية فقط وإنما فكرية، فهناك تيارات داخلها تصر علي العنف بطريقة أيديولوجية وتصبغ عليه صبغة دينية مستعينة بأدلة من الشرع، وهو ما سيؤدي إلي انشطارات جديدة، وفشل الجماعة في تحقيق أي إنجاز أو تقدم في المشهد .