مقال للصحفية نورهان عبدالله ..النهاردة عيد المسيحيين

الحق والضلال

نورهان عبدالله صحفية بموقع الحق والضلال

تحتفل الكنائس القبطية والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية القبطية بل العالم بأكلمه بعيد نياحة الأسد المرقسي ومثلث الرحمات الراحل البابا "شنودة الثالث" الذي سيظل في قلوبنا جميعاً مسلم ومسيحي ، البابا شنودة هو من الرجال القلائل الذي وحد المسلمين والمسيحيين تحت سقف وطن واحد ، ليس هذا فقط بل له مواقف عديدة يشهد لها التاريخ على مستوى الوطن العربي في السياسة والدين وغيرها من المعجزات القبطية التي اسعدت الكثير وادخلت البهجة على قلوب المسيحيين .

اليوم وهو الموافق 17 مارس لهذا العام الجاري هى الذكرى الرابعة لعيد نياحة "وفاة" البابا شنودة ،فاليوم هو عيد يضاف على اعياد المسيحيين التي يحتفلون بها ، هو عيد الاحتفال بوجود رجل مثل هذا الرجل الذي اجتمعت كل صفات الإنسانية فيه ، هذا الرجل الذي تعرض إلى الإعتقال في عصر السادات .

اتذكر أن علاقتي بالبابا شنودة كانت علاقة ليست شخصية بل إنها علاقة ثقافية بمعنى أشمل وأدق علاقتي بالبابا شنودة كانت من خلال قرائتي لمقالاته عن المحبة والحكمة والتسامح والإخلاص وهى الصفات التي يجب أن يتحلى كل مصري بها ، علاقتي بالبابا شنودة هى علاقة صوتية فقد حصلت وبحثت عن التسجيلات الصوتية واللقاءات النادرة له وتابعتها بشغف ، اذكر أن البابا ظهر في برنامج البيت بيتك مع الفنان "عادل إمام" والإعلامي " محمود سعد " ليبارك له على فيلمه "حسن ومرقص" وقتها كان البابا يأخذ رحلة علاج في امريكا ، أن تسمع صوته الرخيم فأنت مجبر أن تحبه بل تبحث عن هذا الأسد المرقسي وعن قصة حياته ومقالاته وعن طريقة تعامله مع اولاده ، وعن مواقفه السياسية الحيادية والتي لا تشوبها نزعة طائفية ، لم يكن هذا وحسب ، ولكن علاقتي بالبابا كانت من خلال المعجزات التي قرأت عنها والتي تمثل جانبا ًمهماً بل رمزاً قوياً يتبارك به الأقباط .

البابا شنودة كان شاعراً عظيماً يمتلك قلماً قوياً قصائده المنثورة هنا وهناك ، ترانيمه القبطية التي تحتل قلوب الاقباط ، هذا الرجل الذي احب الفقراء بل كان يحتضنهم داخل الكنيسة ، كان رمزاً للعطاء والإنسانية والمحبة ، هذا الرجل الذي علم اولاده الإستقامة ، وحب الرب ، والصوم والبعد عن الملذات ، كان واعياً ذو ضمير قوي .

هذا الرجل الذي من خلال قرأتي عنه اكتشفت أنه رفض أن يدخل القدس بدون المسلمين هو ايضاً الذي طالب مبارك بإقالة حبيب العادلي وهو الذي دخل في معركة قوية مع السادات وكان حبيباً لعبد الناصر حتى افرج عنه مبارك وجلس معه في مقابلة شخصية ،هذا الرجل الذي ترهبن وترك الحياة .

شهدت الكنائس على يده تغيرات كثيرة كان سبباً في بناء كنائس متعددة ووضع قوانين للأقباط تخص قانون الزواج ، بل كان ايضاً سبباً رئيسيا ً في إقامة مدارس الاحد ، كل هذا وهو يحتل مكانة كبيرة في قلوب العالم جميعاً .

أكثر مااثار دهشتي هو أثناء نياحة "البابا " كان جالساً على كرسيه لمدة ثلاث أيام وكان السبب الحقيقي وراء ذلك لكى يتبارك به الأقباط ، وهذه هى احدى الطقوس الكنسية لديهم، حيث بكى على فراقه المسلمين والمسيحيين ،مما يدل على عظمة هذا الرجل الذي لابد أن يخلده التاريخ في كتبه أو يسمى أحد شوارع العاصمة بأسمه أو أن يصنع تمثال تخليداً لذكراه ، هذا الرجل لابد أن يتعلم منه كل مصري معنى الإنسانية الحقيقية والشجاعة والإقدام ، ومعنى المواقف الوطنية التي يحثها داخل كل قبطي ، هذا الرجل الأسد المرقسي لن يتكرر ولن يأتي احد ليحل محله ، هذا الرجل الذي لم يتوانى عن حضور جناز ابونا فلتاؤس والبابا كيرلس السادس حينما كان سكرتيراً له ولم يتوانى عن حضور جناز الكثير من القديسين والعظماء ، بل مواقفه تشهد بذلك وتاريخه الجليل يتحدث عن عظامته ، رحم الله هذا الرجل الجليل ومعلم الأجيال " البابا شنودة " وهنيئاً للأقباط على وجود مثل هذا الرجل في تاريخهم القبطي بل في الوطن العربي بأجمعه .

          
تم نسخ الرابط