مقال للصحفية نورهان عبدالله..نعم لقد وقعت في حب المسيحيين

الحق والضلال

بقلم نورهان عبدالله صحفية بموقع الحق والضلال

لم تكن لي صديقة مسيحية يوما ًما ،و لم أنشاً في مدرسة راهبات ، ولم أزور الكنيسة ، ولم اقرأ الكتاب المقدس، كانت علاقتي بالمسيحيين علاقة سطحية جداً كل مااعرفه عنهم هو تلاميذ الفصل الذي كانوا يتركون حصة الدين الإسلامي الخاصة بميس "إيمان" ليتجهوا إلى حصة الدين المسيحي وقتها كنت اتسائل بسذاجة شديدة " هما بيخرجوا ويسيبوا الحصة بتاعتنا ليه " ؟!

حتى نشأت وترعرعت ودخلت الجامعة كانت ايضاً علاقتي بهم لا تتعدى السلام فقط ، كل مااعرفه أن هناك شارع خاص بهم يحمل اسم "christian street " ، يتجمعون فيه يتسامرون عن حياتهم اليومية ، ويتناولون الغداء ، ثم يتجهون بسرعة شديدة إلى المحاضرات .

كانت لي صديقة مسلمة تعيش في بيت متعصب دينيا ً ، غسلت عقلي بكلام أمها كانت تقول لها " عدوك عدو دينك ، مالكيش دعوة بيهم ، هما بيكرهونا جداً " حتى تخرجت صديقتي من الجامعة وقد تشربت بهذه العقلية المتشددة ، حتى وقعت على عقد عمل بإحدى الشركات وكان من حظها أن زميلها في العمل "مسيحياً" ارتاحت له وكانت تحكي له كل تفاصيل حياتها ، حتى اصبحوا اصدقاء تجمعهم المحبة هو ينصحها اذا وقعت في مشكلة وغيرها من الأمور الكثيرة ، وبيوماً ما اتجه إلى رئيس العمل وقدم فيها شكوى حتى يستغنوا عن خدماتها ، حتى الآن صديقتي لا تعرف لماذا فعل ذلك بها كانت كلمتها الوحيدة التي تقولها لي" طعنني بخنجر في ضهري" ومن كثرة احاديثها عن معاملته السيئة لها وحديث امها بت اكره المسيحيين بشدة ولا اطيق أن اتعامل معهم من ابسطهم حتى اكبرهم .

وجاءت الصدفة المعهودة بأنني ولحسن حظي اقتربت منهم وتورطت في حبهم ، حيث إنني جمعتني صداقة بمسيحيين وأصبحت اعمل معهم ، فأكتشتفت عكس ماكانت تقوله لي صديقتي المتشددة بأنهم "غدارين وبتوع مصلحتهم " فوجدت فيهم الحب والغيرة على دينهم ، والروح الوطنية ، والمودة والألفة والأحترام ، والخوف على الآخرين بل وحب المسلمين حباً شديداً ، كنت ارى المسيحيين حين يأتي رمضان يهنونني بل ويعلقون معي زينة رمضان أمام باب المنزل ووجدتني بعفوية وتلقائية ومحبة اهنيهم ايضاً بعيدهم ، اصبحنا نتبادل السلام والخروجات سوياً ، ومن يومها وقد وقعت في حب المسيحيين .

اقرب الناس حذروني بأن اتناول مواضيع سياسية أو الحديث عن السياسة بشكل عام لكنني وجدت نفسي ادافع عنهم وعن الإضطهاد الذي يتعرضون له في احدى المقالات تحت عنوان" إن كنت مسيحي فأنت معرض للقتل والخروج من مصر" ولا اخشى أى شئ سوف اتعرض له.

حبي للمسيحيين بات يفوق الخيال ، حتى أن لي صديقتي المسيحية تناديني دائماً بلقب " يابطاطا" فوجدتني احب هذا اللقب بشدة ، منذ العصور الوسطى ونحن نعيش على المحبة والسلام وديننا الإسلامي لم يحرض على القتل أو الكره أو التعصب الديني ولم توجد آية قرآنية واحدة تحرض على كرههم أو حتى معاملتهم معاملة سيئة مهما حدث ، ولكنني وجدت مواقف كثيرة تجعلني احبهم حتى ايضاً المسلمين الغير متشددين يحبونهم بل ويهنوهم بعيدهم المجيد ، مازلت ادعو لهم بالخير وأن تجمعنا دائماً المحبة والخير والآمان تحت ظل سقف واحد ، ولكن ليست قاعدة أن صديقتي وقعت في مشاداة مع زميلها المسيحي فلكل قاعدة شواذ وإن كان هناك شخص مسيحي اخطأ معها فليس هذا أن كل المسيحيين بهذه الصورة ، ولكن منهم حقاً من يستحق الحب والاحترام والتقدير ،فمن حسن حظي انني وقعت في حب المسيحيين .

          
تم نسخ الرابط