مقال للصحفية نورهان عبدالله..حسن ومرقص

خاص لموقع الحق والضلال
هل شاهدت فيلم "حسن ومرقص" من قبل للنجمين "عمر الشريف " و" "عادل إمام " ؟ ، هل شعرت بتلك الوحدة الوطنية الجميلة والحالة الإنسانية التي يبثها هذا الفيلم الذي لم يتكرر ، كانت المرة الأولى التي اشاهده فيها وكنت انتظر بشغف نهاية التتر لأعرف من هو مؤلفه وقد صدمت بأن هذا الفيلم للكاتب الساخر" يوسف معاطي" وتساءلت ماهى الحالة المسيطرة عليه عند كتابة فيلم مثل هذا ، وكيف جاءت له فكرة مثل هذا الفيلم ، الفيلم رسالة واضحة للوحدة من خلال مسلم يخفي أنه مسلم ويعيش على أنه قبطي والآخر قبطي ويخفي أنه مسلم ويعيش على أنه قبطي خوفاً لفكرة الإضطاد التي سيتعرضون لها ، أكثر ماجذبني هو أن كل شخص كان يمارس طقوسه في الخفاء بعيداً عن أعين الآخرين ، أليس هذه الوحدة الوطنية كانت سبباً أن يعيشان كلاً منهما الآخر تحت سقف وطن واحد ، أليس هذه الوحدة الوطنية كانت سبباً في أن يمارس طقوسه الدينة حتى ولو كانت في الخفاء ،
كما برز أيضاً فيلم "بين القصرين" للكاتب نجيب محفوظ كيف تخلصت مصر من الإنجليز بمشهد قوي يجمع المسلمين والمسيحيين مرددين "يحيا الهلال مع الصليب" ليبث بداخلك روح الوطنية .
ثم ظهر مشهد أخر في نفس ذات الفيلم وإمام الجامع مع القساوسة وهو يحذرهم من الفتنة الطائفية ، ومن احتلال الإنجليز للبلاد في سبيل إشعال هذه الفتنة ، مطالبين بوضع يد المسيحي في يد المسلم مردد ين "يحيا الهلال مع الصليب" أليس نجيب محفوظ مؤلفاً كبيرا ً، الم نتسائل لماذا سمى نجيب محفوظ بهذا الإسم وذلك تيمناً برجل قبطي كان يحبه حباً شديداً .
إن كان الفن يبرز هذه الوحدة فالتاريخ ايضا ًابرزها كثيرا ًوقد اشرت اليها في عدة مقالات سابقة كالوحدة الوطنية إبان عهد سعد زغلول في ثورة 1919 ، ألم يبرزها التاريخ في ثورة 25 يناير 2011 .
وإن كانت هناك مواقف من الحياة الواقعية فقد سمعت تهنئة المسلمين للإقباط في عيد القيامة وعيد الميلاد المجيد ، وايضاً في صوم يونان ، وبالمثل هنئنا الأقباط بعيدنا الأضحى والفطر وشهر رمضان الكريم .
لم تقف الدولة عند هذه الوحدة ففي عهد "السيسي" ذهب الرئيس في زيارة للبابا تواضروس وهنئهم بعيد الميلاد المجيد ، أليس كل هذا دليل على الوحدة الوطنية ؟!
قرأت أمس خبر مفاداه أن الكنيسة تعزينا في ضحايا حادث الحافلة التي على اثرها راح ضحايا كانوا متجهين إلى السعودية من أجل الحج ، ألم هذا دليل على روح الحب والوحدة الوطنية ؟!
لم يقف التاريخ عند هذه الوحدة الوطنية فقط بل ظهرت في لقاءات عديدة جمعت بين مثلث الرحمات "البابا شنودة " والشيخ الراحل " الشعراوي" حينما اهدى كل منهما هدايا تذكارية فأهدى الأول كتاباً للثاني ومالبث أن اهداه الشعراوي جلباباً ، حتى أثناء وجود الشعراوي في المستشفى ألم يذهب البابا شنودة لزيارته هناك واهداه بعض من قصائده ؟
ألم يعلق احدى صور الشعراوي داخل مكتبه ، ألم يبكي البابا "شنودة " على فراق رجل صالح مثل "الشعراوي" ، أليس كل هذا دليل على الوحدة الوطنية ؟!
أليست هذه المواقف التاريخية والواقعية دليل كامل وقوى على تلك الوحدة الوطنية التي يعيشها المسلم والمسيحي معا ً، من قال أن الإسلام يكره المسيحيين ومن قال أن الدين المسيحي يحرض على كره المسلمين ، نحن نعيش في ظل السلام كلاً يدافع عن عقيدته ولكن في آمان تحت وطأة المحبة والإستقرار ، مازال الفن سيقدم ويبرز هذه الوحدة من خلال المسلسلات والافلام دون المساس بالعقائد ودون المساس بالفتنة الطائفية ، مازال الإعلام ايضاً يبرز هذه الوحدة ومازال التاريخ يشهد بذلك ، نحن نعيش ازهى العصور بين المسلمين والمسيحيين عصور المحبة والسلام .