كشف أسرار بيان توبة «أولتراس أهلاوى»

جاء البيان الذى أصدرته رابطة مشجعى النادى الأهلى أولتراس أهلاوى ، أمس، وخاطبت فيه رئيس الجمهورية ومؤسسات الدولة، لفتح باب الحوار مع الجماهير- ليبعث على التفاؤل بشأن عودة الجماهير للمدرجات بشكل طبيعى، وعزز هذا التفاؤل لهجة البيان التى اتسمت بالعقل والهدوء وتحمل المسئولية.
وأصدرت أولتراس أهلاوى بيانا ناشدت فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى العفو عن جماهير الفريق المحتجزة خلال مباراة الأهلى ونادى مونانا الجابونى، واصفة إياه بـ الأب ، مؤكدة رفضها استغلال أى قنوات خارجية للتربص بالدولة المصرية، والتزامها بعدم الخروج عن النص أو التجاوز ضد الجهات الأمنية، ودعمها لجهود الدولة ضد الإرهاب.
ولقى البيان ردود فعل إيجابية، سواء داخل النادى الأهلى أو اتحاد الكرة أو بين الجماهير ولدى نجوم الكرة السابقين، إذ رحب الجميع به، ووصفوه بأنه خطوة على الطريق الصحيح لإعادة الحياة لملاعب كرة القدم.
اجتماع بقيادة الجارحى انتهى بـ البيان والمجموعة اقتنعت باستغلالها من الإخوان و 6 أبريل
لعب محمد جمال الجارحى، عضو مجلس إدارة النادى الأهلى، دورا محوريا، فى إخراج بيان أولتراس أهلاوى إلى النور، بعد عقده جلسة خاصة مع قيادات المجموعة، نجح خلالها فى إقناعهم بفتح صفحة جديدة مع الأجهزة الأمنية.
وشهدت الجلسة، التى نظمها الجارحى مع قيادات المجموعة، حضور عدد من مسئولى الشئون القانونية بالنادى الأهلى، ومحامى شهداء النادى، كما جرى التنسيق مع العميد محمد مرجان، المدير التنفيذى للنادى، لإعداد بيان يخرج بصيغة مختلفة عن البيانات المعتادة من المجموعة.
وعلمت الدستور أن الجارحى استغل خبراته السياسية باعتباره أحد قيادات حزب مستقبل وطن ، لإقناع شباب الأولتراس ، بفتح صفحة جديدة مع الدولة، بما يتواكب مع الولاية الجديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى.
كما نجح الجارحى فى إقناع المجموعة بعدم صحة الشائعات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، عقب أحداث الشغب التى شهدتها مباراة مونانا الجابونى، وتفيد بتسليم محمود الخطيب، رئيس النادى، قائمة بأسماء بعض أفراد المجموعة إلى الأجهزة الأمنية، باعتبارهم من مثيرى الشغب.
وقال إن هذه الشائعات تأتى فى إطار محاولات البعض لإحداث وقيعة بين إدارة الأهلى وجماهيره، داعيا إلى تبنى الجميع لغة الحوار، من أجل حل كافة المشكلات، والوصول إلى حلول ترضى جميع الأطراف.
وكشفت مصادر داخل أولتراس أهلاوى ، لـ الدستور ، أن البيان الذى أصدره الخطيب بشأن وجود مجموعة مندسة فى مباراة مونانا، ودعوته للوقوف إلى جوار الدولة المصرية- أثر بشكل بالغ فى نفسية وعقلية قيادات المجموعة، ما جعلهم يقررون تغيير طريقتهم فى التعامل مع الأمور، وفتح صفحة جديدة مع أجهزة الدولة.
وقالت المصادر إن بيان الخطيب نجح فى إقناعهم بوجود فصائل سياسية تحاول استغلالهم من أجل تحقيق مكاسب سياسية وشخصية، وأن هذه الفصائل، الممثلة فى أعضاء حركة ٦ أبريل، وجماعة الإخوان، نجحت فى اختراق المجموعة، ووضعتهم فى دائرة الاتهام بشكل دائم.
كما أسهمت محاولات الخطيب المتكررة لإعادة الجماهير إلى المدرجات فى تحول موقف كابوهات الجروب من العداء مع الدولة إلى قبول مبادرة الرئيس السيسى التى قدمها قبل ٤ سنوات، وتضمنت دعوة تنظيمات الأولتراس إلى الحوار، ونبذ العنف، الذى تحول إلى ظاهرة مرتبطة بهذه المجموعات فى السنوات الأخيرة.
الأهلى: ندرس الملف بعناية لإيجاد ضمانات للتنفيذ
أشاد مسئولو النادى الأهلى بالبيان، معتبرين إياه خطوة جيدة يمكن البناء عليها، سواء لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الرابطة ومجلس إدارة النادى، بعد توتر العلاقة بينهما عقب أحداث الشغب فى مباراة الفريق أمام مونانا الجابونى فى دورى أبطال إفريقيا، أو لإعادة الجماهير للمدرجات.
ورحب شريف فؤاد، المتحدث الرسمى باسم مجلس إدارة الأهلى، بالبيان، معربا عن أمله بالتزام الرابطة الجماهيرية بما جاء فيه، وقال: البيان مجرد بداية يمكن أن تتبعها خطوات أخرى لاستبعاد العناصر المثيرة بين الجماهير، والاتفاق على العودة للتشجيع بشكل حضارى دون التعرض بالقول أو اللفظ أو الفعل لأى جهة أو مؤسسة ، مطالبا الدولة بمنح الفرصة لـ الأولتراس هذه المرة. وأكد أن مجلس إدارة الأهلى سيدرس الموضوع، وما الذى يمكن أن يقدمه فى هذا الإطار، مضيفا: نؤمن بأهمية الحوار المبنى على أسس الاحترام وعدم الخروج عن القيم، وواجبنا توجيه الشباب لأنهم طاقة يجب استغلالها فى الخير بعيدا عن أعمال الشغب .
وقال المتحدث الرسمى للأهلى: النادى شكّل لجنة لتنظيم المباريات وفحص ملف الجماهير، برئاسة خالد مرتجى، عضو مجلس الإدارة، وعضوية المدير التنفيذى محمد مرجان، وبعض المسئولين الآخرين ممن لهم خبرات كبيرة فى التنظيم والتعامل مع الجماهير .
وأضاف: مجلس الإدارة سيعرض على اللجنة بيان الأولتراس، لدراسة المبادرة واتخاذ خطوات للتعامل معها، مساهمة من الأهلى مع المؤسسات المعنية مثل اتحاد الكرة أو وزارة الشباب والرياضة أو الجهات الأمنية لاحتواء الشباب .
وأكد فؤاد أن النادى سيهتم بوجود ضمانات لتنفيذ مبادرة الرابطة، لأن هناك تجارب سابقة من الأولتراس كشفت أنهم قدموا تعهدات ثم نقضوها بتعديهم على المؤسسات فى بياناتهم أو فى المباريات التى حضروها .
اتحاد الكرة : نتمنى انتهاء الشغب وعلى الجماهير مساعدة الأمن
رحب اللواء ثروت سويلم، المدير التنفيذى لاتحاد الكرة، بمبادرة وبيان الأولتراس ، وقال: الكرة المصرية عانت طوال السنوات الماضية من واقعتين، فى استادى بورسعيد والدفاع الجوى، ما ساهم فى اتخاذ قرار بإبعاد الجماهير . وأضاف: مع ذلك لم يتأخر اتحاد الكرة فى تحقيق رغبة الأندية بعودة الجماهير، إلا أنه كلما اقترب من الوصول لاتفاق مع الأمن بشأن عودة الجماهير بشكل تدريجى تحدث أزمة تجبر الأمن على تأجيل العودة .
ورأى سويلم أن البيان يؤكد فتح الأولتراس صفحة جديدة مع الأمن، مشيرا إلى أن كل ما يتمناه اتحاد الكرة هو انتهاء الشغب فى ملاعب الكرة، وأن تسود الروح الرياضية خلال الفترة المقبلة. وتابع: الأمن رحب أكثر من مرة بعودة الجماهير، ومباريات كأس مصر ستشهد عودة الجماهير بحضور ما لا يقل عن ٥ آلاف، والبداية ستكون مباراة الأهلى والداخلية يوم ١٣ أبريل الجارى .
واستكمل: الجماهير لا بد أن تساعد الأمن فى العودة لمباريات الدورى بشكل أكبر، وكلما التزمت ساعد ذلك على اتخاذ قرار بامتلاء المدرجات فى المباريات، خاصة أن هناك ملاعب كثيرة تتوافر فيها الشروط التى حددتها النيابة للحضور . وأبدى محمود الشامى، رئيس رابطة الأندية المحترفة، ارتياحه الشديد لمبادرة الأولتراس ، مؤكدا أن البيان أظهر اعتزام الرابطة فتح صفحة جديدة.
محامى المجموعة: دليل على وقوفها مع الدولة المصرية
قال محمد رشوان، محامى رابطة أولتراس أهلاوى ، إن إعلان الرابطة استعدادها للحوار مع مؤسسات الدولة- هو بمثابة العودة للأصل، لأن الأولتراس جمهور ومشجع كرة، وليس فصيلا سياسيا. وأضاف محامى الأولتراس وشهداء جماهير الأهلى: دخول الأولتراس إلى عالم السياسة كان خطأ كبيرًا، ولا يعبر عن عقيدة هذه الروابط من الأساس ، معتبرا أن استغلال مصطلح أولتراس ، الذى يطلق على مجموعات سياسية مثل أولتراس حازمون و أولتراس التحرير و أولتراس الميدان - أثر على هؤلاء المشجعين الصغار.
وتابع رشوان : الأولتراس الحقيقى استعاد دوره الطبيعى بعد ٦ سنوات اهتزت فيها مصر، لم يكن أحد فيها يعرف وجهته .
واعتبر البيان رد فعل على دعوات الرئيس فى وقت سابق، عندما طالب وزير الشباب والرياضة بالجلوس مع شباب الأولتراس ، ليسألهم: هل هم مع أم ضد الدولة؟، ومع مرور الوقت واستيعاب الدرس أجاب البيان عن سؤال الرئيس بأن: الأولتراس مع الدولة، وينتظرون حوارًا مع الرئيس . وتابع: مواجهة الأولتراس بالعنف، لعبت دورا فى زيادة الفجوة بين الرابطة والدولة .
نقلا عن الدستور