نكشف حقيقة غناء الأشباح داخل شقة الفنانة ذكرى

مر ما يقرب من 15 عاما، على حادث مقتل الفنانة التونسية ذكرى، وما زالت قصص الأشباح والأرواح الغاضبة تطارد شقتها رقم "112" الكائنة بالعقار رقم 23 أ بالزمالك. حادث مقتل ذكرى في 2003 في الثانية عشرة من صباح يوم الجمعة 28 نوفمبر 2003، كانت الفنانة التونسية "ذكرى" تحضر حفل افتتاح مطعم جديد لزوجها، رجل الأعمال المصري "أيمن السويدي"، ومع حلول الساعة الواحدة صباحًا، أرسل الزوج سائقه الخاص لإحضار مدير أعماله "عمرو الخولي"، وزوجته "خديجة صلاح" من مدينة الشروق بعدما دب خلاف بينه وبين "ذكرى" في الحفل، فحضر الاثنان إلى المطعم، ثم انصرفت ذكرى إلى منزلها ومعها "خديجة" وفي أثناء مغادرتها للمكان، اتصلت ذكرى بصديقتها المقربة الممثلة "كوثر رمزي"، طالبة منها الذهاب إلى شقتها في شارع "محمد مظهر" بحي الزمالك، وتحديدًا العقار رقم "23 أ"، الشقة "112"، وذلك لأنها ترغب في الحديث إليها عن زوجها الذي عادت إليه شكوكه مجددًا، وطلب منها أن تتفرغ للبيت وله وتنسى الفن والمهرجانات. وقالت كوثر في التحقيقات التي أجرتها النيابة ونشرتها صحيفة "الجريدة" الكويتية: "ذكرى كان يبدو عليها الخوف والقلق زوجها لم يكن في حالته الطبيعية، وكانت حالته النفسية هي التي تجعله يبدو كمن فقد عقله! وبينما نحن نتحدث أنا وذكرى وخديجة وصل أيمن وبصحبته مدير أعماله ولا أعرف لماذا تكهرب أيمن حينما رآني، وعاملني بغلظة غير طبيعية ثم طلب مني أن أدخل إحدى الحجرات لأنه يريد إكمال الحديث مع زوجته في أمور عائلية ولا يريدني أن أكون طرفاً فيها، وأمام ثورة غضبه قمت فعلاً ودخلت حجرة بعيدة عن المدخل". وتابعت: "كان صوت أيمن واضحاً وهو يحذر زوجته من الاستمرار في البروفات الليلية والسفر إلى المهرجانات، وكانت ذكرى تصرخ وهي ترفض هذه الإهانة التي وصلت إلى حد الشك في سلوكها وفي علاقتها بمدير أعمالها وببعض الأشخاص"، وهنا انتبه أيمن لوجودي وقام بطردي. وأثبتت التحقيقات أن "السويدي" طلب من الخادمتين الدخول إلى غرفة وإغلاق الباب عليهما، فتصاعدت حدة الخلاف بين الزوجين، وارتفع صوت الشجار، وطالب رجل الأعمال زوجته بترك مجال الفن، والاهتمام بأمورها العائلية، بينما حاول مدير أعماله وزوجته تهدئة الأمور بينهما. دخل "السويدي" إلى غرفته، ثم خرج وفي يده 4 قطع سلاح، 3 مسدسات ومدفع رشاش صغير، وصرخ في وجه ذكرى بشكل هيستيري -وفق رواية الخادمتين- وأطلق الرصاص على الجميع، ويرجح أنه أطلق رصاصة في فمه وانتحر. الأشباح تغني داخل شقة ذكرى منذ حادث مقتل الفنانة ذكرى في شقتها وقصص الأشباح تطاردها، فأحد حراس العقار كان قد قال إنه سمع صوت الأشباح تغني في الشقة، وتردد وصية زوجها، التي تركها لأخيه. تنوعت روايات الأشباح عن شقة ذكرى التي لقى أربعة حتفهم بداخلها، ما بين وجود أرواح مظلومة تسكن الشقة نتيجة الدماء التي سالت بداخلها، وأن "الأسانسير" يصعد يوميا في السادسة صباحا إلى الطابق الثاني وهو طابق شقة ذكرى، دون أن يطلبه أحد، وبين عراك القطط المخيف، وسماع أصوات عالية قبيل الفجر، وفتح نافذة غرفة النوم دون أن يفتحها أحد. وبعد كل هذه الروايات ومرور ما يقرب من 20 شهرا على الحادث، تقدم شقيق رجل الأعمال أيمن السويدي، بطلب إلى النيابة العامة لفتح الشقة والتأكد من هذه الروايات، وبالفعل توجهت قوة من مباحث قصر النيل وتم فتح الشقة ولم يتعرض أحد لأي ضرر. وكان آخر ما أشيع عن الشقة أن الأشباح ما زالت تسكن بداخلها وأنها معروضة للبيع بسعر بسيط يصل إلى 10 آلاف جنيه، في حين أنه عندما تم عرضها بالمزاد اشتراها أحد رجال الأعمال بمبلغ 6 ملايين و500 ألف جنيه. تأجير شقة ذكرى يكذب رواية الأشباح بعد عودة روايات الأشباح عن شقة ذكرى خلال الفترة الماضية، "التحرير" التقت عددا من العاملين بالعقار للتأكد من صحة هذه الروايات بعد مرور ما يقرب من 15 عام على جريمة القتل. قال أحد أفراد الأمن بالعقار لـ"التحرير"، إنه يعمل بالعقار منذ ما يقرب من عامين ولم يشاهد أشباحا كما يدعي البعض، لافتا إلى أن هناك عمالا أجروا بعض التغييرات داخل الشقة بناء على طلب مالكها، ولم يتعرضوا لأي أذى. وأضاف فرد الأمن أن روايات الأشباح جميعها من وحي الخيال، وأنه كل عام يطلق أحد الأشخاص الشائعات من خلال صفحات السوشيال ميديا، وآخرها ما أثير حول عرض الشقة للبيع بثمن ضئيل، مما جعل البعض يبدأ في التردد على العقار للسؤال عن هذا الأمر بغرض شراء الشقة، مشيرا إلى أن جميع من سألوا لا يملكون تكلفة إيجار الشقة لمدة أسبوع واحد فقط. ومن جانبه قال أحد العاملين بـ"اتحاد الشاغلين"، إن الشقة يتم تأجيرها، ولم يشك منها أحد حتى الآن، وكان آخر المستأجرين سفيرا من دولة أجنبية، لافتا إلى أن إيجار الشقة يصل إلى 8000 دولار شهريا، ولا أساس من الصحة لما يتردد على ألسنة البعض بأنها معروضة للبيع بثمن ضئيل، مشيرا إلى أن الشقة مفروشة وكانت الفنانة ذكرى قد أنفقت على الديكورات الخاصة بالشقة مبالغ طائلة، موضحا أن قصص الأشباح مجرد شائعات. وأوضح أنه عندما جاءت قوة من المباحث لفتح الشقة وقف مدير أمن القاهرة الأسبق إسماعيل الشاعر أمام العقار ونظر إلى شباك غرفة النوم وقال إن الهواء يحرك الشباك، وهذا أمر طبيعي، والضباط بداخلها ولم يحدث شيء.
التحرير