رحلة تماف ايريني للسماء

الحق والضلال
[رحلة تماف ايريني للسماء]
كان عندنا راهبة اسمها امنا ايلاريا، كانت تبدأ يومها من الساعة ١٢ بالليل تقوم تصلي وطول النهار تجول تصنع محبة وسلام وخير في يوم وانا ماسكة مسئولية الدير جات لي راهبة جديدة كانت تقوم بخدمة الراهبات المسنات وقالت لي: "امنا ايلاريا راكعة وماسكة الأبصلمودية في ايديها وبقي لها مدة علي الوضع ده وانا خايفة اكلمها تكون بتتأمل او بتصلي، وفي نفس الوقت خايفة تكون تعبانة. فقلت لها: "افتحي الباب بهدوء وشوفيها احسن فعلاً تكون محتاجة حاجة" ففتحت الباب ولقيتها اتنيحت
في الحقيقة انا كنت باحبها قوي وكنت بصلي وابكي كتير ونفسي اشوفها ففي ليلة كان القمر منور وكانت الساعة ١٢ بالليل وكنت واقفة في الدور الثالث عند البايكات وبتأمل في السماء وبأصلي، فلقيت واحد وجهه مضئ ولابس ابيض رشم الصليب وقال لي: "تيجي معايا رحلة؟"
قلت له: "فين؟
قال لي: "السماء."
قلت له: "ياريت."
لقيت زي قوة شايلاني وبأطير وفضلنا طالعين فوق.فوق.فوق وبعدين مشينا افقي ولقيت نفسي ماشية، مش باطير، لغاية مادخلت في مكان كله خضرة وزهور وانهار، مكان جميل جداً لكن كل الجمال ده يعتبر لا شئ بجوار السلام والفرح اللي ماللي المكان
وبعدين لقيت زي أرشات كبيرة قوي، وكل أرش قدامه صالة واسعة جداً تخص راهب او راهبة وكلها مفتوحة علي بعض. وفي نهاية كل صالة ربنا يسوع المسيح جالس علي العرش ومنير ومضئ جداً وجماله يعطي فرح كان فيه رهبان وراهبات كتير كتير وكل صالة فيها فرح وسلام لايوصف، وفيه اماكن قريبة جداً من ربنا وفيه ابعد شوية وفيه بعيدة خالص كل واحد حسب جهاده لكن كلها مفرحة جداً واللي يدخلها، يشعر بالسلام والهدوء والاطمئنان لقيت امنا ايلاريا واقفة لابسة ابيض ووجهها مضئ جيت احضنها، منعتني وقالت لي: "انا في الروح."
قلت لها: "انتي واقفة ليه هنا؟"
قالت: "عندي خبر انك جاية فانا منتظراكي"
سألتها: "انتي عرفتي منين اني جاية؟!"
فقالت: "الملاك اللي معاكي قال لي انه رايح يجيبك شوفي قد ايه انا فرحانة، انا في سلام ومجد."
فقلت لها: "يابختك ده فعلاً المكان فيه فرح وسلام عجيب، زي ما قال معلمنا بولس:
"ما لم تر عين، ومالم تسمع اذن، ولم يخطر علي بال انسان: ماأعده الله للذين يحبونه."
فيه فرق بين كل أرش والتاني من ناحية خضرة اكتر زهور اكتر، يعني زي مابيقول الكتاب "نجم يمتاز عن نجم في المجد." لكن ربنا يسوع المسيح واضح للكل
قالت لي امنا ايلاريا: "تعالي شوفي مكاني" لقيته جميل ومفرح، لكن في صحراء ومافيش حولها خضرة ولازهور قلت لها: "ليه ياأمنا ايلاريا مكانك هنا وانتي كنتي راهبة وقدوة؟!."
قالت لي: "علشان كانت ايدي ناشفة"
فقلت لها: "وانتي حيلتك ايه؟"
قالت: "علشان انا كنت بخيلة ومش ممكن اعطي حاجتي لاي راهبة زمان كتاب البستان ماكنش عند كل الراهبات وانا كان عندي كتاب، ولما راهبة كانت تطلبه مني، كنت ارفض علشان خايفة عليه يقطعوه ويبهدلوه ولو اعطيته لواحدة، افضل اقولها: "خلي بالك وأوعي تقطعيه" فقلت لها: " ودي فيها ايه؟ قالت: "دي فيها محبة قنية وكان عندي ادوات كثيرة ارفض اسلفها للراهبات علشان احافظ عليها ولما كانت الراهبات تجمع فلوس علشان يساعدوا اسرة فقيرة، كنت ارفض ادفع"
قلت لها: " نفسي أروح عند ربنا يسوع المسيح خديني عنده."
فقالت لي: "انتي ماتحتمليش تروحي عنده" قلت لها: "ليه؟"
قالت لي: "مش هتقدري تحتملي شدة نوره" سألتها: طيب انتي بتشوفيه ازاي؟"
قالت: "انا دلوقت مش بالجسد، الروح صحيح بياخد شكل الجسد فأنتي شايفاني كأني بالجسد، لكن انا خلاص تركت الجسد في الارض، لكن انت مازلت بالجسد."
فقلت لها: "اجرب اروح عنده لغاية لما اقدر"
مشيت معاها ومعانا الملاك في طريق طويل وفي نهايته ربنا يسوع المسيح جالس علي العرش فضلنا نقرب نقرب، وكل ماأقرب منه، كنت اشعر برهبة وبأن نوره زي النار يلسعني، فكنت اقول:
"لأ ياامنا ايلاريا، انا مش قادرة اقرب اكتر من كده" فقالت لي: "معلش حاولي" والملاك كان يشجعني ويقول لي: "حاولي" حاولت اقترب، لكن وجههي اتلسع.
قلت: "خلاص، انا مش قادرة اقرب اكتر من كده" الملاك قال لي: "كفاية لأنك في الجسد"
لكن شفت ملامحه. عينيه جميلة جداً وبيتدفق منها حب وحنان وعطف وابوة غير عادية مع رهبة ففضلت آخد فرح وسلام عجيب مهما وصفت وقلت، لايمكن اقدر اعبر عن الحب والعطف والحنان المتدفق منه وبعدين جه الملاك وقال لي:
"ياللا ح اوريكي بعض مواضع القديسين وبعض الناس اللي تعرفيهم وبعدين انزلك تاني." فقلت له: "ليه؟ ماتسبني في المكان الجميل ده."
فقال لي: "لا انتي جاية بس للتعزية في رحلة." وأخدني وشفت مواضع مختلفة عن بعضها، لكن كل الاماكن دي كان يسودها الفرح والسلام.
انتهت الزيارة وأخدني الملاك في طريق العودة مشيت افقي لغاية ماخرجنا من الفردوس {مافيش باب، لكن مجرد الدخول في هذا المكان حسيت وعرفت اني في السماء.} نزلنا رأسي من السماء الي الارض ولقيت نفسي في الدير ودخلت قلايتي كان وجهي شديد الاحمرار ولامع جداً غسلته كتير، لكن منظره مااتغيرش. كل الراهبات لاحظوا احمراره ولمعانه الغير عادي، وفضلت فترة طويلة بالشكل ده ومكنتش اقدر اقابل حد لان الكل كان بيسألني: "مال لون وشك كده؟ " وده كله كان من النور اللي تقابلت فيه مع ربنا يسوع المسيح
          
تم نسخ الرابط