دق جرس المجمع ثلاث دقات فأسرع جميع الرهبان بالخروج .. فعرفوا ان احد الرهبان انتقل

الحق والضلال
دق جرس المجمع ثلاث دقات فأسرع جميع الرهبان بالخروج فعرفوا ان احد الرهبان انتقل

خاص لموقع الحق والضلال

كتبت | مارينا ابراهيم


دق جرس المجمع ثلاث دقات فأسرع جميع الرهبان بالخروج من قلاليهم وكنت بينهم أتسائل عن السبب فعرفت أن أحد الأباء الرهبان قد انتقل وسوف تقام الصلاة عليه فى الكنيسة ثم سيدفن فى طافوس الدير. وبعد أن انتهت الصلاة ودع الرهبان أخيهم المنتقل ثم رجعوا إلى قلاليهم وهم طالبون من الله أن يعينهم فى زمن غربتهم كما أعان أخيهم إلى أن انتقل إلى الفردوس. وفى اليوم الثالث قام رئيس الدير بصلاة الثالث فى قلاية الراهب المنتقل وأذن رئيس الدير للرهبان من يريد أن يأخذ بركة من قلاية الراهب المنتقل, فرأيت وإذ فى القلاية بعض الجلاليب وقلنسوة وأحذية وومجموعة من الكتب والأوراق ووقعت عينىّ على كراسة قديمة جداً مكتوب عليها (أسرار من حياتى) فأخذتها بركة من أبينا المتنيح وأسرعت إلى قلايتى متلهفاً لفتح تلك الكراسة التى كانت عليها ثلاثة ختوم ففتحت الختم الأول وقرأت: أنا الغير مستحق ثوب الرهبنة اخترنى إلهى لأكون له فولدت فى أسرة مباركة تحب الله وتعبده بمخافة وبرّ فقد كان والدى مواظباً على حضور القداسات وكان يوقظنى دائماً من نومى حتى أذهب معه ولا يتركنى حتى أقوم فقد كان يمسك قدمى الدافئة بيده البارده حتى أستيقظ. كان يقدم العطايا للفقراء فى خفية فقد كان فى كل عيد يذبح عجلاً صغيراً يوزع نصفه على الفقراء والمحتاجين. لم يشتم أبداُ ولا يحلف مطلقاً وفى أحد المرات عاتبنى بشدة بمجرد أن نطقت كلمة بطالة ومن يومها لم تخرج كلمة رديئة من فمى. أما والدتى فكانت أم طيبة دائمة الصلاة بالاجبية باكرأ ومساءاً مواظبة على قراءة الكتاب المقدس لا يفوتها يوماً دون أن تفتحه.فكانت توقظنى باكراً جداً حتى أذهب معها للتسبحة قبل القداس وكانت فى الأعياد تقدم الطعام للفقراء وتعطيهم بعض المال. أما أخى الأكبر فعلمنى كيف أصلى بالاجبية وأهمية الاعتراف وكان يأخذنى معه للكنيسة ولما كبرت وأصبحت شاباً ألحقنى بفصول إعداد الخدام وأخذنى مرة معه فى خلوة إلى أحد الأديرة وهناك رأيت الحياة الرهبنية وأحببتها كثيراً وهذه الزيارة ألهبت فى قلبى محبة هذه الحياة. انتهيت من قراءة ما فى الختم الاول وفتحت الختم الثانى وقرأت فيه العلاقة القوية التى عاشها أبينا الراهب مع رب المجد. ولما بدأت أفتح الختم الثالث لم أستطع حاولت وحاولت كثيراً ولكنه لم يفتح فبكيت كثيراً ثم نمت فجاءنى صوت يقول لى لن يستطع أحد أن يفتح الختم الثالث سوى رب المجد فى مجيئه الثانى حينما تفتح الأسفار.فأيقظنى صوت جرس الكنيسة فأسرعت لحضور التسبحة وأنا عازم على الجهاد مثل أبى.

          
تم نسخ الرابط