هل الإنسان مسير أم مخير؟ وما الدليل على ذلك؟

الحق والضلال
هل الإنسان مسير أم مخير؟ وما الدليل على ذلك؟
كتبت مارينا ابراهيم لموقع الحق والضلال
من الأمور التى تثير أسئلة الانسان فى كونه هل هو حر مخير أم مجبر ومسير إذ يرى هناك امور إنه مجبر فيها وليس له حرية اختيارها فنجد ليس لديه حرية الاختيار فى كونه ذكر أو إنثى كذلك من ناحية شكله و بيئته ووطنه وأهله ونسبة ذكائه ومواهبه, بالفعل كل هذه لم يكن للانسان حرية فى اختيارها. أما من جهة سلوكه وأفعاله فهو بالتأكيد مخير فيها فهو يستطيع القيام بعمل معين أولا يعمله حسب ارادته كما إنه من جهة بعض الامور التى يراها إنه مجبر فيها فهو قادر على تغييرها بإرادته إنه يمكن أن ينمى موهبة ما داخله وقادر على تخطى حوجز التأثيرات البيئية والوراثية والاجتماعية فى حياته بطرق متعددة منها القراءة أو معلمين ومرشدين أو الاصدقاء وغيرها. وهناك الأدلة الكثيرة التى تثبت أن الانسان مخير وغير مسير فوجود الخطية فى العالم أكبر دليل على ان الانسان مخير فحاشا لله أن يخلق الانسان مسير على الخطية أَلَسْتَ أَنْتَ مُنْذُ الأَزَلِ يَا رَبُّ إِلَهِي قُدُّوسِي؟ . عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ وَلاَ تَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَى الْجَوْرِ (حب1: 12، 13) لذلك فالانسان مخير على فعل الخطية أو عدم فعلها ومخير أيضاً فى التوبة عنها ومخير لفعل الخير أو الشر لكن الله يحثه دائماً على الايجابيات ويترك له حرية الاختيار ". "اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُ الْيَوْمَ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْخَيْرَ، وَالْمَوْتَ وَالشَّرَّ" (تث30: 15). وجود وصايا الله الالهية دليل على أن الانسان مخير فالوصايا هى قواعد وضوابط وضعها الله للانسان حتى تكون حياته مستقيمة لذلك مافائدتها و لما وضعت بما إن الانسان مسير وليس له إرادة. وبما أن الوصايا موجودة فان الانسان له الحرية ان يتبع تلك الوصايا أو يعصيها. ودليل آخر على أن الإنسان مخير هو وجود الدينونة وعقاب الانسان على ما فعله فإن كان الانسان مسير لما يعاقب وما ذنبه فى حين يعاقب على خطأ سيَر فيه, لذلك من عدل الله إنه لا يحكم على انسان ما لم يكن هو المسئول عن تصرفاته. أما دينونة الله سواء بالثواب أو العقاب دليل على حرية الانسان وإرادته الكاملة على أفعاله وتصرفاته. "هذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً" ( يو 3: 19). لذلك فالله دائماً يرشد الانسان على فعل الخير ويبعد عن الشر بطرق مختلفة من معلمين ومرشدين أو ضمير الشخص نفسه أو الحوادث المحيطة به, كما إنه سيحاسب الانسان قدر استيعابه وإدراكه وهو يضع فى الاعتبار الظروف المحيطة به والضغوط من حوله.
          
تم نسخ الرابط