معلومات عن البابا بطرس الجاولي و قصة النور المقدس

موضوع
عندما فتح ابراهيم باشا ( بن محمد على باشا الكبير ) بلاد الشام واستولى على القدس سمع عن اخبار خروج النور المقدس فى سبت النور فلم يصدق .! وكان البطريرك المصرى فى ذلك الوقت هو البابا بطرس السابع الجاولى وكان سبت النور قد اقترب .
فأصدر ابراهيم باشا أمرا مشددا بأن يحضر قداسة البابا بطرس الى القدس بسرعة .
وبلغ الأمر قداسة البابا فأسرع بالذهاب الى القدس الشريف . ورتبت مقابلة لقداسته مع الباشا الذى طلب منه ان يؤدى صلوات خروج النور على أن يكون إبراهيم باشا نفسه حاضرا ليرى بعينيه .!
فقال قداسته : لقد جرت العادة منذ وقت طويل على أن تكون صلوات خروج هذا النور من حق بطريرك الروم فى القدس فلو قمت أنا بها اعتبر ذلك تعديا منى ونشأت مشكلة كبيرة بين القبط والروم فى المدينة المقدسة ولذلك فليعذرنى افندينا عن عدم إجابة هذا الطلب منعا للمشاكل والمنازعات .
فقال إبراهيم باشا هذا عذر مقبول . ولكن فلتكن مصاحبا لبطريرك الروم عند الصلاة على القبر وسأكون أنا ثالثا لكما حتى أشاهد بعينى خروج النور .( لأن سعادة أفندينا إبراهيم باشا كان كما قلنا غير مصدق لحقيقة خروج النور )
وجاء يوم سبت النور .! واجتمع الثلاثة معا : البطريركان والباشا واستعدوا لدخول القبر الكريم . وكانت كنيسة القيامة عند ذاك قد ضاقت بالجماهير حتى تضايق الناس . فأمر الباشا تخفيفا للزحام بأن يخرج بقية الناس خارج الكنيسة ليقفوا فى الفسحة الكبيرة .
ودخل سعادة إبراهيم باشا مع بطريرك الروم وبابا الاسكندرية الى القبر الكريم وكان الموقف حرجا وعصيبا .!
وخشى البابا بطرس الجاولى أن يتأخر ظهور النور فيهزأ بهما وتحدث أمور خطيرة فاتجه البابا الجاولى بقلبه الى الله المعين بالصلوات الحارة لكى يرسل الفرج من هذه الضيقة والإنقاذ من هذا المأزق
وسارت الأمور كالمعتاد وأخذ البطريركان فى الصلاة وفى الوقت المعتاد
حدثت المعجزة
وانطلق النور الإلهى بقوة ارتعب معها الوالى واستولى عليه الذهول والاندهاش وصرخ مرددا : أمان بابا ! أمان بابا .!!!
وكاد يسقط على الأرض فتلقاه البابا بطرس فى صدره الى أن هدأ قليلا قليلا وأفاق من تأثير عظمة وجلال المنظر المرهوب
أما الفقراء الذين وقفوا خارج الكنيسة فكان نصيبهم أفضل من الجماهير التى كانت بداخلها ذلك لأن أحد أعمدة الباب الغربى للكنيسة قد انشق وخرج لهم من الشق نور القيامة فأخذوا منه البركة وشملتهم الفرحة الكبرى .
وهكذا صارت المعجزة معجزتين وتبارك الفقراء والأغنياء وصدق الباشا أخبار النور بعد أن شاهد بعينيه . وكان يوما تاريخيا خالدا .
وبعد عيد القيامة المجيد عاد البابا بطرس الى مصر معززا مكرما