"أنا هقول كلمتين ومش عايز لماضة"، هكذا كان يغني الضيف أحمد في أوبريت "خدنا أجازة" في فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة"، من بطولة سعاد حسني وحسن يوسف وثلاثي أضواء المسرح وعبد المنعم مدبولي، هذه الجملة تلخص مسيرة الضيف أحمد، فقد قال رسالته سريعا ورحل. ولد الضيف أحمد في قرية "تمي الأمديد" بمحافظة الدقهلية من عائلة الشرايفة، ووالده أحمد الضيف عمدة تمى الأمديد، وحصل على ليسانس الآداب قسم الاجتماع عام 1960، وكان رئيس فريق التمثيل بالجامعة، حيث قدم عددا من المسرحيات ممثلا ومخرجا، ومنها مسرحية "الأخوة كرامازوف" للروائي الروسي الكبير دوستفاسكي، فشاهده النجم الكبير فؤاد المهندس،ومنحه دور الخادم في المسرحية الشهيرة "أنا وهو وهي"، وعاد وقدم الدور مرة آخرى في الفيلم الذي حمل نفس الاسم. ثم كون مع سمير غانم وجورج سيدهم فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، وقال عنه الفنان سمير غانم أنه كان العقل المدبر للفرقة وكان مخرج مسرحيات الفرقة بعد اتجاهها للفرقة، كما كان يكتب أوبريتات الفرقة مع حسين السيد. كان متعدد المواهب، فكتب لفؤاد المهندس فيلم "ربع دستة أشرار"، ولحن جميع اسكتشات فيلم "30 يوم في السجن" لفريد شوقي وأبو بكر عزت، وكان من أبرزها "مبسوطة يا ماما حواء يا بابا آدم". رحل الضيف أحمد عن عالمنا بعد إصابته بأزمة قلبية ووقتها كان يبلغ من العمر 33 عاما فقط، وتزوج الضيف أحمد من السيدة نبيلة مندور قبل 3 سنوات من رحيله، وأنجب من زوجته ابنة واحدة تدعى "رشا" وكانت عند وفاة والدها تبلغ من العمر عامين فقط. وفي لقاء لسمير غانم مع وائل الإبراشي، قال إنه بعد عودة ثلاثي أضواء المسرح من الأردن، شدد الضيف على سمير غانم، أكثر من مرة لحضور بروفات المسرحية. الغريب، أن الضيف كان متجهم جدا أثناء عودتهم وأثناء تواجدهم في المطار، وقال عازف الكمان بالفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن: "شوف الضيف أحمد واقف إزاي ده شكله كدة هيموت"، ولم يعلق الضيف على ما قاله العازف، وخرجوا من المطار وانصرف كل فرد إلى حيث يقصد. وفي منتصف الليل تلقى سمير غانم اتصالا هاتفيا من الفنان جورج سيدهم ليخبره بوفاة "الضيف"، ورحل الضيف بضيق شديد في التنفس أدى لسكتة قلبية. وفي حوار صحفي نادر قالت زوجته نبيلة مندور: "اتعرفت على الضيف أحمد قبل الزواج بـ 7 شهور،وكنت أعمل في الشركة العقارية، وذهبت لزيارة صديقة لي كانت ملايضة وقابلته عندها ولا أعلم صلة قرابته بها، وعرفتنا الصديقة على بعضنا البعض، وطلب منى موظفة تعمل ككاتبة سيناريو، ورشحت له فتاة واعطاها السيناريو لكتابته وتعددت الزيارات، وتوفي والدي وسافرت للإسكندرية لأعيش مع قريب لي، وحصل على رقم ابن عمي وطلب يدي منه، وتم كتب الكتاب في 19 نوفمبر 1966، وتم الزواج في يوليو 1967، وقضينا شهر العسل في الإسماعيلة لمدة 15 يوم، وأثناء تصوير فيلم شاطئ المرح، رزقنا بابنتنا رشا، ولما مات الضيف كانت رشا سنة و6 شهور". وأضافت في حوارها الوحيد: "الضيف أحمد كان يجيد عمل علاقات مع كبار القومن فأنا وهو حضرنا فرح هدى جمال عبد الناصر وكان صديق شخصي لملك الأردن، وكان هادئ الطباع ومؤدب، وكان يحب الذهاب للأوبرا مع رشدي أباظة وأحمد رمزي، وسعاد حسني وتحية كاريوكا واحمد حلاوة كانوا الثلاثي الذين لم ينقطعوا عن زيارتي بعد وفاة الضيف أحمد". وقالت نبيلة مندور، إن سبب اختفائها عن الأضواء هو أنه لم يسأل عنها احد طوال هذه الفترة إعلاميا، والضيف احمد لم يمتلك سيارة، وكانت حياتي بعد الضيف احمد حربا للحفاظ على بيتي وابنتي ونجحت في هذا الحمد لله، وكان والده عمدة وجده قاضي شرعي لسبع بلاد.نقلا عن سينما دوت كوم