أسرة الطفل إسماعيل ضحية حادث الاختطاف بالغربية تحكى تفاصيل تعذيبه ووفاته
"اليوم السابع" التقى بأفراد أسرة الطفل لسرد تفاصيل الجريمة البشعة التي تعرض لها "إسماعيل" والتى كانت سببا فى حزن أبناء القرية عليه بسبب ما حدث له من جريمة بشعة.
يقول محمد السيد والد الطفل لـ"اليوم السابع"، إن الواقعة حدثت فى يوم 9 يونيه الماضى، حيث خرج نجله للعمل بالتوك توك، وتأخر عن المنزل، الأمر الذى آثار حالة من القلق بين أفراد الأسرة.
وأضاف: قمنا بالبحث عن الطفل فى شوارع القرية بالكامل وعثرنا عليه بعد 18 ساعة فى قطعة أرض على أطراف القرية لم نتوقع أن يكون بها، ووجدناه موثقا بالحبال بطريقة بشعة، وتم نقله لمستشفى طنطا الجامعى فى حالة خطيرة، وتسببت طول فترة توثيقه بالحبال إلى انقطاع الدم عن الأطراف وتم بتر قدمه اليمني وكف يديه، وإجراء عملية شق حنجرى وترقيع بالجلد، قائلا" ابني اتبهدل جدا خلال 3 شهور وكان بيموت بالبطيء حتى مات الإسبوع الماضى.
وأشار إلى أن لديه 6 أبناء 3 بنات أكبرهم مريم ومنه وكان إسماعيل الأوسط ومصطفى ومحمود توأم وأصغرهم أسيل ويعد إسماعيل أكبر أولاده من الصبيان، وكان إسماعيل يخرج للعمل معه لمساعدته فى توفير لقمة العيش للأسرة، حيث يعمل على توك توك.
وأشار الأب نظرا للظروف المعيشية الصعبة والظروف المادية قمنا بشراء توك توك، وكنت أعمل سائقا على سيارة نقل وأسافر لعدة أماكن، فيما يقوم نجلي إسماعيل بالخروج بالتوك توك والعمل به فى القرية ليساعدنى فى توفير لقمة العيش والدخل له ولزوجتى وأولادى ووالدتى.
وأكد أن نجله المتوفي كان محبوب بالقرية ويعرفه أصحاب التكاتك ويعمل معهم فى القرية، وكان لا يتأخر يوما عن المنزل ولو حدث يوما وتأخر يكون واقفا مع زملائه ثم يعود للمنزل.
وأضاف أنه كان يحذر نجله من الخروج خارج حدود القرية بالقرية نظرا لكثرة الحوادث التي وقعت فى الفترات الماضية، خوفاً عليه من أى مخاطر أو يتم تسليم التوك توك فى مركز الشرطة، خاصة وأن قريتهم تقع على الطريق المؤدى لمحافظة كفر الشيخ، ويحيط بها عدد من القرى الكبيرة.
وتابع الأب أننا لم نتوقع أن نجد إسماعيل فى مكان العثور عليه، ورغم وجود تلك المنطقة فى القرية كنا نسمع عنها فقط ولكن نخاف أن نتوجه إليها، مبينا أنه عثر على نجله مكبل اليدين ومكبل القدمين ثم قام القاتل بربط يديه بقدميه برقبته فى مشهد بشع قاصدا أن يقتل الطفل وإذاقته العذاب قبل موته.
وقال ابني كان متكتف زي الكرة وتوسل له الطفل أن يتركه ليعود للمنزل ويسرق هو التوك توك ويهرب ولكن لم تشفع له توسلاته وأصر المتهم على توثيقه وتعذيبه حتى الموت.
وأضاف أنه تم نقله للمستشفى فى حالة حرجة وخضع لعدة عمليات جراحية، وضاع مستقبله بعد بتر قدمه اليمني وكف يديه وأصبح غير قادرا حتى خدمة نفسه بنفسه، مؤكدا أن نجله لم يكن بمثابة الأبن ورغم صغر سنه كان يعتبره صديقه.
وأكد أن الطفل أصيب بصدمة عصبية بعد إفاقته من التخدير، وانهار وكان ينفعل على أقاربه مطالبا إياهم بإحضار قدمه ويديه له مرة أخرى ولم يكن يتوقع بأن تحدث به هذه الجريمة البشعة.
وتابع "ربنا لما بيدي للإنسان حاجة وياخدها منه ميزعلش وربنا بيعوض المؤمن اللي بيصبر على البلاء، مبينا أن الأسرة بعد نشر استغاثات للمسئولين على مواقع التواصل الإجتماعي لكي يعامل إسماعيل نفس معاملة طفل المحلة المخطوف حضر رئيس مدينة قطور وتم نقل نجلي للمستشفى ولم تصرف المحافظة أي تعويضات أو مساعدات للأسرة.
وقال اتبهدلت بإسماعيل طول الـ 3 شهور اللى فاتت وكنت بتمني حد من المسئولين يهتم بإسماعيل، كنا بنعانى معاناة صعبة فى رحلة علاج نجلي ومفيش مسئول فى المحافظة فكر يسأل عليه ويشوف هو محتاج إيه لكن ابني راح عند اللي خلقه.
وأكد أن أخر حديث نجله معه قبل ساعة من وفاته حيث قال له نجله" يابابا انا عايز حقي من اللي عمل فيا كدا"، مبينا أن وليد الفولي المستشار القانوني تطوع للدفاع عن حق نجلي ويسعي للحصول على حق إسماعيل ومباشرة القضية ومتابعة تحقيقات النيابة العامة.
وطالبت مريم محمد الشقيقة الكبري للطفل إسماعيل بالقصاص لنجلها من القاتل، وشقيقي أوصي بالقصاص من القاتل وتقطع يديه وقدمه أسوة بما فعله به.
أما عمة الطفل فطالب بالقصاص من القاتل بعدما قتل ابن شقيقي، مؤكدة أن الأسرة كانت تبحث لساعات طويلة عن "إسماعيل" حتى عثرنا عليه موثقا فى أطراف القرية، وذهبنا به للمستشفى، وكانت حالته صعبة بعد إجراء عمليات البتر.
وأضافت أننا كنا نقوم بخدمته ومساعدته وكان يشعر بالخجل ويقول لي "معلش يا عمتي بتعبك معايا" وكان يتألم من التعب، وكان يقول أنه لم ولن ينسي شكل القاتل وكان يدعو الله عليه مطالبا بعودة والد الطفل إسماعيل لعمله مرة أخرى حتى يتمكن من توفير لقمة العيش للأسرة المكونة من 9 أفراد.
من ناحية أخرى قال وليد الفولي المستشار القانوني للدفاع عن حق الطفل "إسماعيل" لـ"اليوم السابع" أن النيابة العامة استدعت المتهم من محبسه بعد وفاة الطفل ووجهت له تهمة ضرب أفضي إلى موت، مشيرا أن المتهم يقضي فترة حبس احتياطي 45 يوما على ذمة القضية.
وأضاف بأنه يجهز أوراقه لرفع دعوى تعويض بالحق المدني بأسماء الورثة ضد المتهم، مؤكدا أنه سيقف بجانب أسرة الطفل حتي ينال المتهم عقابه وتحصل الأسرة على التعويض المناسب.