القاضي هشام الشريف يسأل ويفتح باب الرحمة

مشهد إنساني يهز قاعة المحكمة.. ماذا فعل القاضي هشام الشريف حتى لقّبوه بـ«القاضي الذي أبكى الجميع»؟

القاضي هشام الشريف
القاضي هشام الشريف يسأل ويفتح باب الرحمة

في واقعة إنسانية مؤثرة هزت جنبات محكمة جنوب القاهرة بباب الخلق، سُلطت الأضواء على القاضي هشام الشريف بعد موقف نادر أبكى الحضور وتحوّل إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا بعد أن نشر نشطاء على فيسبوك صورة له مرفقة بقصة هي الأشد إنسانية في تاريخ القضاء المصري، كما ينشرها موقع الحق والضلال.

بداية القصة.. سيدة غارمة تواجه الحبس

تعود القصة إلى إحدى الجلسات التي نظر فيها القاضي هشام الشريف قضية تبديد مالي لطرف امرأة في أواخر الأربعينات من عمرها. السيدة كانت متهمة بتبديد مبلغ مدوّن في إيصال أمانة، وكانت محبوسة بسبب عدم سداد كفالة. اللافت في القضية أنها لم تكن مجرد دعوى عادية، بل كشفت عن أزمة إنسانية تمر بها سيدة فقيرة تعول ثلاث بنات، وجدت نفسها مهددة بالحبس بسبب دين بسيط.

القاضي هشام الشريف يسأل ويفتح باب الرحمة

سأل القاضي السيدة عن سبب عدم سداد المبلغ المدعى به وقدره 7 آلاف جنيه، فأجابت وهي تبكي أن المبلغ الحقيقي هو 1000 جنيه فقط، كانت قد اقترضتها من أحد التجار وبدأت تسددها بـ60 جنيهًا شهريًا، إلا أن ظروفها تدهورت، مما أدى إلى توقفها عن الدفع ورفع التاجر الدعوى ضدها.

لم يقف القاضي هشام الشريف عند الرواية فقط، بل توجه للمحامية وسألها عن صحة كلام السيدة، فأكدت أنها لا تعرف الحقيقة، وهو ما دفع القاضي للبحث في تفاصيل القصة.

مبادرة داخل قاعة المحكمة.. منديل القاضي يتحول لصندوق تبرعات

رفع القاضي الجلسة، وقبل دخوله غرفة المداولة وجّه حديثه للمحامين قائلًا: "أنا عارف إنكم أهل فضل، ومش هتتأخروا عن الست دي". ثم أخرج منديلًا من جيبه، ووضع فيه مبلغ 500 جنيه قائلاً: "ده كل اللي معايا.. والباقي عندكم".

وبالفعل، استجاب الحضور، وتبارى المحامون في التبرع حتى تجاوز المبلغ 8000 جنيه. وفي تلك الأثناء، غادرت المحامية القاعة لتستأذن والدها صاحب الدين، فعاد الرد بالموافقة على استلام 500 جنيه فقط، وهو ما وافق عليه القاضي بابتسامة قائلًا: "يبقى خدت الـ500 بتوعي والباقي من فضل الناس وربنا يجازيكم خير".

نهاية القصة.. القاضي الذي أبكى الحضور

أعاد القاضي هشام الشريف باقي المبلغ إلى السيدة قائلاً: "وهذه من الله لكِ". وعلت الهتافات في قاعة المحكمة بالتكبير والدعاء، في مشهد وصفه الحاضرون بأنه لا يُنسى. ومنذ ذلك الحين، لُقب القاضي بـ«القاضي الذي أبكى الجميع»، وأصبح اسمه مرادفًا للرحمة والعدالة الحقيقية.

خلاصة القول

ما فعله القاضي هشام الشريف ليس مجرد موقف قضائي، بل درس حقيقي في الإنسانية داخل قاعات العدالة. لقد أعاد للناس الثقة بأن في هذا الوطن قضاة لا ينطقون فقط بأحكام القانون، بل يملكون قلوبًا تنبض بالرحمة.

          
تم نسخ الرابط