حياته كانت صلاة وخدمة.. والكنيسة تكرّمه كل عام في مثل هذا اليوم

الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة.. في تذكار نياحته: لماذا يُعد من أعظم قديسي الكنيسة؟ وما سر الآيات التي ظهرت بعد رحيله؟

الأنبا أبرآم أسقف
الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة.. سيرة قديس عاش للفقراء

في تذكار نياحة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة، الذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 10 يونيو من كل عام، يُسترجع تاريخ أحد أعظم قديسي مصر في العصر الحديث، رجل اشتهر بعطائه غير المحدود، وتواضعه الشديد، وقداسته التي شهد بها الجميع، حتى من خارج الكنيسة.

وُلد القديس العظيم عام 1829 ميلاديًا باسم بولس، في عزبة جلدة بمركز ملوي بمحافظة المنيا، ونشأ في بيت تقي أحب الكنيسة منذ صغره، فدخل الكُتاب وتعلم التراتيل والعلوم الدينية، ليبدأ رحلته الروحية مبكرًا.

من شماس صغير إلى أسقف محبوب

أظهر الشاب بولس نبوغًا لافتًا، ما دفع الأنبا يوساب أسقف صنبو إلى سيامته شماسًا على كنيسة بلدته، ثم التحق بدير المحرق وهو في التاسعة عشرة من عمره، ليرتدي زي الرهبنة تحت اسم الراهب بولس غبريال المحرقي.

عُرف بين الرهبان بحياته الهادئة المنعزلة، وروحه المتواضعة، ما جعله محبوبًا من الجميع. ثم اختاره البابا كيرلس الخامس لاحقًا ليكون أسقفًا على إيبارشية الفيوم والجيزة، بعد نياحة الأنبا إيساك، وتمت سيامته باسم الأنبا أبرآم.

خادم الفقراء وأب البسطاء

خلال سنوات خدمته كأسقف، ذاع صيت الأنبا أبرآم كراعٍ للفقراء ومحب للخير، فلم يكن يحتفظ بأي مال في دار الأسقفية، بل كان يوزعه بالكامل على المحتاجين. حوّل مقر إقامته إلى مأوى للمشردين والجائعين، ورفض أن يُقدّم له طعامٌ يختلف عما يُقدَّم للفقراء.

كان يقول دائمًا: "إذا لم يكن لي ما أعطيه، أعطيتهم قلبي وصلاتي."

نياحة الأنبا أبرآم وآيات ظهرت بعد رحيله

في مثل هذا اليوم من عام 1914 (3 بؤونة 1630 ش)، رقد الأنبا أبرآم في الرب، وشيّعه إلى مثواه أكثر من 10 آلاف شخص من المسلمين والمسيحيين، في جنازة مهيبة. ودُفن في دير السيدة العذراء بالعزب بمحافظة الفيوم، وهو المكان الذي أصبح مزارًا روحيًا يشهد زيارات يومية.

ومنذ نياحته، سجلت الكنيسة العديد من الآيات والعجائب المنسوبة لتشفّعاته، منها شفاءات، واستجابات صلوات، وتدخلات إلهية في مواقف مستحيلة.

لماذا يُعد من أعظم قديسي الكنيسة؟

  • لأنه عاش الإنجيل على الأرض دون أن ينادي به فقط.
  • لأنه خدم الجميع دون تفرقة، وسخّر حياته للفقراء والمساكين.
  • لأنه كان نموذجًا حيًا للتواضع، حتى في أعلى درجات المسئولية الكنسية.
  • لأنه لم يسعَ إلى مجد شخصي، بل خدم الله في صمت.

خلاصة القول

في تذكار نياحة الأنبا أبرآم، لا تذكر الكنيسة سيرة رجل فقط، بل حياة قديس لا تزال تثمر حتى بعد رحيله. من الفيوم خرج نور، ومن العطاء ولد قديس، ومن الصلاة المستمرة ظهرت آيات لا تنتهي. ويبقى الأنبا أبرآم علامة فارقة في تاريخ الكنيسة القبطية، وشفيعًا حيًا في قلوب المؤمنين.

          
تم نسخ الرابط