ظاهرة سماوية تأسر الأنظار

زخات شهب البرشاويات تزين سماء أغسطس في عرض فلكي مدهش رغم سطوع القمر

زخات شهب البرشاويات
زخات شهب البرشاويات

شهدت سماء شهر أغسطس 2025 ليلة الثلاثاء عرضًا فلكيًا استثنائيًا مع وصول زخات شهب البرشاويات إلى ذروتها، حيث رصد علماء الفلك ما يصل إلى 60 شهابًا في الساعة، مع توقعات ببلوغ المعدل 100 شهاب من مواقع الرصد المثالية، وفق بيانات مرصد "روديفيش" شرق ألمانيا.

ورغم روعة المشهد، حد ضوء القمر شبه المكتمل، المعروف هذا الشهر باسم "قمر الحفش"، من وضوح الرؤية، إذ تزامن صعوده مع اقتراب الشهب من الغلاف الجوي للأرض.

أصل الظاهرة الفلكية

تعود زخات البرشاويات إلى الحطام الذي يخلفه المذنب 109P/سويفت-تاتل، والذي يكمل دورته حول الشمس كل 133 عامًا.

عندما تدخل جسيمات الغبار الناتجة عنه الغلاف الجوي بسرعة تصل إلى 60 كيلومترًا في الثانية، تحترق لتشكل خطوطًا ضوئية لامعة تعرف بالشهب.

وتعد هذه الزخات من أسرع الشهب وأكثرها بريقًا، وقد وثقتها سجلات تاريخية تعود إلى نحو ألفي عام، وحملت اسمها نسبة إلى كوكبة برشاوس التي يُعتقد أنها نقطة انطلاقها في السماء.

أفضل أوقات مشاهدة البرشاويات

يؤكد خبراء الفلك أن أفضل فرصة لرؤية الشهب تكون قبيل الفجر مباشرة، حيث يكون السماء أكثر ظلامًا.

لكن في هذا العام، قلص سطوع القمر إمكانية مشاهدة العدد الكامل من الشهب.

ويتوقع فين بوريدج، مسؤول الاتصالات العلمية في المرصد الملكي بغرينتش، أن تتحسن ظروف الرصد في ليالي 16 و17 أغسطس بعد اكتمال القمر، مع استمرار إمكانية مشاهدة الشهب حتى 26 أغسطس وإن بمعدل أقل، خاصة في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي.

مشاهدة الشهب بالعين المجردة

لا تحتاج متابعة زخات البرشاويات إلى معدات فلكية متخصصة، إذ يمكن رؤيتها بالعين المجردة.

وينصح الخبراء باختيار أماكن مظلمة، واستخدام إضاءة حمراء خافتة بدلًا من الضوء الأبيض للحفاظ على تأقلم العين مع الظلام، وتجنب النظر لشاشات الهواتف لتفادي فقدان القدرة على الرؤية الليلية.

ما وراء الخبر

زخات شهب البرشاويات ليست مجرد حدث فلكي، بل هي تجربة بصرية وروحية تذكرنا باتساع الكون وسحره، وتمنح الهواة والمصورين الفلكيين فرصة سنوية لتوثيق واحدة من أجمل الظواهر السماوية على الإطلاق.

خلاصة القول

رغم تأثير ضوء القمر هذا العام، استطاعت زخات البرشاويات أن تقدم عرضًا فلكيًا مدهشًا يزين سماء أغسطس، مؤكدة مكانتها كواحدة من أكثر الظواهر الفلكية انتظارًا في العام.

          
تم نسخ الرابط