قداسة البابا تواضروس يعزي الأنبا أنطونيوس مرقس بعد نياحتة بعد سنوات من العطاء للكنيسة القبطية
أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس، اليوم السبت، نياحة مثلث الرحمات نيافة الحبر الجليل الأنبا أنطونيوس مرقس، مطران إيبارشية جنوب إفريقيا، عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد حياة طويلة مكللة بالخدمة الروحية والكنسية في القارة الإفريقية.
حياة مكرسة للكنيسة وخدمة إفريقيا
ولد الأنبا أنطونيوس مرقس في 4 سبتمبر 1936 بالقاهرة، ودرس الطب حتى حصل على بكالوريوس الطب عام 1959، قبل أن يختار طريق الرهبنة في وادي النطرون عام 1975. وكرّس حياته للكنيسة منذ سنوات الشباب، متفانيًا في خدمة الشعب الأرثوذكسي في مختلف دول إفريقيا.
تم رسامته ككاهن باسم القس أنطونيوس، ثم أسقفًا عامًّا لشؤون إفريقيا في 13 يونيو 1976 على يد البابا شنوده الثالث. ومنذ ذلك الحين، خدم الأنبا أنطونيوس الكنيسة في كينيا وأسمرة وإثيوبيا وإريتريا، ونشط كمندوب للكنيسة القبطية في المؤتمرات الإفريقية، متمكنًا من اللغة الأمهرية، وناشطًا في نشر التعليم الكنيسي وتعميق الخدمة الروحية بين أبناء الكنيسة.
كلمات قداسة البابا تواضروس الثاني في رثاء الأنبا أنطونيوس
قال البابا تواضروس الثاني:
"لقد عاش الأنبا أنطونيوس مرقس ما يقرب من نصف قرن أبًا وراعيًا صالحًا لأبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في إفريقيا، حاملاً اسم المسيح ونعمته وعراقة الكنيسة وغناها الروحي، وكرّز في جميع أرجاء القارة شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا."
وأضاف البابا:
"كرّس نيافته حياته للرب بكل حب، من القاهرة إلى أقصى جنوب القارة، ولم تطفئ الظروف الصعبة محبته للكنيسة ولا حرارة خدمته، وندعو الله أن ينعم عليه بالراحة الأبدية في فردوس النعيم. خالص العزاء لمجمع كهنة إيبارشيته وشعبها ولكل أبناء الكنيسة ومحبي الأنبا أنطونيوس."

إرث طويل في خدمة الكنيسة والتعليم الروحي
يُذكر أن الأنبا أنطونيوس مرقس كان مؤسسًا لخدمة الكرازة في إفريقيا، حيث ساهم في تأسيس المدارس والكنائس والمؤسسات التعليمية التابعة للكنيسة، وعمل بلا كلل لتعزيز دور الكنيسة في نشر القيم الروحية والتعليمية بين المجتمعات المحلية في مختلف الدول الإفريقية.
كانت حياته مثالًا على التفاني في خدمة الكنيسة والشعب، وظل نموذجًا للأب الروحي الحنون والموجه للمؤمنين، محافظًا على تراث الكنيسة الأرثوذكسية ونشر قيمها في إفريقيا بعيدًا عن أي تحديات أو صعوبات.
رحلة حياة مثمرة في خدمة الكنيسة
تُعد نياحة الأنبا أنطونيوس مرقس فقدًا كبيرًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خاصة في القارة الإفريقية، إذ ترك إرثًا من العمل الكنسي والتعليم الروحي والمبادرات الإنسانية التي ستستمر آثارها على أجيال قادمة. وكانت حياته شاهدة على إخلاصه للكنيسة، وإيمانه العميق، وحبه للشعب المسيحي في إفريقيا والعالم.
- الكنيسة
- قداسه البابا تواضروس
- نياحة الأنبا أنطونيوس مرقس
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- البابا تواضروس
- الكنائس
- الأنبا أنطونيوس





