مارتينا ونيفين إسكندر ابرزهم .. العائلات السياسية تعود لتفرض سطوتها بالوراثة في مجلس النواب 2025

مجلس النواب 2025 ..  مع اقتراب انتخابات البرلمان الأسر البرلمانية تواصل حضورها في مجلس النواب 2025.. عائلات سياسية تمتد جذورها لأكثر من قرن، من أباظة إلى السادات، والخبراء يحذرون من خطر التوريث النيابي دون كفاءة.
، تعود إلى الواجهة مجددًا ظاهرة «الأسر البرلمانية» في مصر، تلك الظاهرة التي تُعد جزءًا من ملامح الحياة السياسية منذ نشأة البرلمان المصري في القرن التاسع عشر. ورغم مرور عقود من التغيرات السياسية والاجتماعية، ما زالت عائلات بعينها تحافظ على حضورها داخل القبة التشريعية، لتورّث النفوذ السياسي والنيابي من الآباء إلى الأبناء، في مشهد يعكس مزيجًا من الخبرة المتوارثة والسلطة الاجتماعية.

وتُظهر مؤشرات القوائم الانتخابية لـ مجلس النواب 2025 أن العائلات السياسية الكبرى مثل أباظة، السادات، وأبو شقة لا تزال تحتفظ بمقاعدها، بينما برزت وجوه جديدة من نفس العائلات لتواصل رحلة التمثيل النيابي التي تمتد لعقود طويلة.
 

من أباظة إلى السادات.. تاريخ طويل من الحضور النيابي المتوارث

تُعد عائلة أباظة من أبرز وأقدم الأسر البرلمانية في مصر، إذ يعود تاريخها النيابي إلى عام 1824، حين بدأ إسماعيل أباظة ومحمد صادق أباظة مسيرتهما السياسية. ومنذ ذلك الحين، واصلت العائلة حضورها القوي داخل البرلمان المصري، وصولاً إلى مجلس النواب 2025، الذي يضم وجيه أباظة، فؤاد أباظة، وهاني أباظة، بالإضافة إلى يسرا أباظة في مجلس الشيوخ، ما يعكس استمرار الإرث السياسي الأباظي لأكثر من قرنين.

أما عائلة السادات في محافظة المنوفية، فقد رسّخت وجودها السياسي منذ أن دخل الرئيس الراحل محمد أنور السادات البرلمان نائبًا عام 1957 عن دائرة تلا، ليستمر حضور العائلة في الحياة النيابية عبر أجيال متعاقبة، ويظهر أبناؤها اليوم ضمن المرشحين البارزين في انتخابات مجلس النواب 2025.
 

 الخبراء: النفوذ العائلي سلاح ذو حدين داخل مجلس النواب 2025

يرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن استمرار ظاهرة الأسر البرلمانية في مجلس النواب 2025 ليس صدفة، بل انعكاس لبنية اجتماعية وثقافية راسخة، خاصة في المناطق الريفية، حيث تلعب العائلة دورًا مركزيًا في توجيه الناخبين. وأوضح أن الحكومة تاريخيًا اعتمدت على أصحاب النفوذ المحلي لتحقيق الاستقرار، وهو ما عزز من مكانة تلك الأسر سياسيًا.

ويؤكد صادق أن أكثر من نصف سكان مصر يعيشون في الريف، حيث تظل الولاءات العائلية أقوى من الانتماءات الحزبية، مما يجعل النفوذ الوراثي في مجلس النواب 2025 استمرارًا طبيعيًا لثقافة اجتماعية ممتدة.
 

 عمرو هاشم ربيع: العائلات البرلمانية ليست سلبية دائمًا

يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن ظاهرة العائلات البرلمانية لا يمكن وصفها بالسلبية المطلقة. فبعض العائلات تملك خبرات تشريعية عريقة، وتمارس دورها بكفاءة، بينما يصبح الأمر سلبيًا عندما يتحول المقعد النيابي إلى إرث اجتماعي بحت دون كفاءة حقيقية.

وأشار إلى أن بعض القوائم في مجلس النواب 2025 تضم احتياطيين من نفس العائلة، وهو ما وصفه بـ"العبث الانتخابي" الذي يضعف الأداء التشريعي ويقلل من فرص الكفاءات المستقلة.
 

عبدالناصر قنديل: الأسر البرلمانية وفرت للدولة الأمان الاجتماعي

من جانبه، أوضح الخبير البرلماني عبدالناصر قنديل أن الأسر البرلمانية كانت على مدار عقود ركيزة أساسية في بناء التجربة النيابية المصرية، مشيرًا إلى أن وجودهم ساهم في تحقيق نوع من الاستقرار والتواصل بين الدولة والمواطنين.

وأضاف أن مجلس النواب 2025 يشهد تطورًا جديدًا في هذه الظاهرة، مع دخول أكثر من فرد من العائلة الواحدة في الدورة نفسها، مثل أسرة السادات وأباظة وأبو شقة، معتبرًا أن هذا التعدد داخل الأسرة الواحدة قد يؤدي إلى تضارب المصالح أو ضعف التمثيل إذا غابت الكفاءة.
 

 رضا فرحات: المطلوب دماء جديدة داخل مجلس النواب 2025

أكد اللواء رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن ظاهرة «الأسرة البرلمانية» يجب ألا تُحارب، بل تُنظّم، موضحًا أن الديمقراطية الحقيقية تقوم على تكافؤ الفرص، وأن نجاح أحد أفراد العائلة يجب أن يكون نابعًا من ثقة الناخبين، لا من إرث انتخابي مغلق.

وأشار إلى أن مجلس النواب 2025 بحاجة إلى ضخ دماء جديدة من الشباب والكفاءات السياسية الحديثة، إلى جانب استمرار الخبرات العائلية الناجحة، حتى يتحقق التوازن بين الأصالة والتجديد داخل البرلمان المصري.
 

 انتخابات مجلس النواب 2025 تكشف استمرار التعدد العائلي في القوائم

القوائم الانتخابية لـ مجلس النواب 2025 تضمنت العديد من النماذج التي تعكس بوضوح استمرار ظاهرة التعدد العائلي، مثل ترشح الأشقاء أحمد ومجدي عبد المعبود، والأب وابنته عاصم الجزار ولاجين الجزار، والشقيقتين سميرة وأميرة الجنايني، فضلًا عن أبناء العائلات البارزة مثل فريد واصل ونصر أحمد فريد واصل.

ويرى محللون أن هذا النمط من الترشيحات يكرس النفوذ الاجتماعي أكثر من السياسي، لكنه في الوقت نفسه يعكس ثقة الناخبين في تاريخ تلك الأسر وقدرتها على تقديم خدمات حقيقية للمواطنين في دوائرهم.

 بين الإرث والخبرة.. هل يظل النفوذ العائلي حاضرًا في مجلس النواب 2025؟

مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب 2025، يبقى السؤال الأهم: هل ستظل ظاهرة الأسر البرلمانية جزءًا من المشهد السياسي المصري، أم أن الكفاءات الجديدة ستنجح في كسر هذا النمط التقليدي؟
الإجابة – كما يرى الخبراء – تعتمد على وعي الناخبين، وقدرة الأحزاب على تقديم بدائل حقيقية تعيد التوازن للحياة النيابية، وتفتح الباب أمام جيل جديد من الممثلين القادرين على تجديد الدماء داخل البرلمان.