تحركات جديدة تثير الجدل الإقليمي

الولايات المتحدة تستعد لإنشاء قاعدة عسكرية في دمشق ضمن اتفاق أمني

تأسيس قاعدة عسكرية
تأسيس قاعدة عسكرية أمريكية في دمشق

الولايات المتحدة تستعد لإنشاء قاعدة عسكرية في دمشق، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" عن ستة مصادر مطلعة، في خطوة تعد الأولى من نوعها داخل العاصمة السورية منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عقد. الخطوة الأمريكية تأتي في إطار اتفاق أمني تتوسط فيه واشنطن بين سوريا وإسرائيل، ما يعكس تحولًا جذريًا في السياسة الإقليمية بالشرق الأوسط.

واشنطن تبدأ ترتيبات وجود عسكري داخل سوريا

أكدت المصادر أن الولايات المتحدة تسعى لتأسيس وجود عسكري منظم في قاعدة جوية بالعاصمة دمشق، بهدف دعم تنفيذ اتفاق أمني جديد، يشمل ترتيبات ميدانية بين سوريا وإسرائيل. هذا الاتفاق، الذي يجري برعاية مباشرة من الإدارة الأمريكية، من المتوقع أن يؤدي إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح في أجزاء من الجنوب السوري.

وتشير التقارير إلى أن القاعدة العسكرية ستكون بمثابة نقطة إشراف لوجستية وتنسيقية، تمكّن واشنطن من مراقبة تنفيذ الاتفاق وضمان استقراره ميدانيًا، بما يمنع أي خروقات قد تعيد التوتر بين الأطراف.

موقع الحق والضلال يرصد التحول في الموقف السوري

بحسب ما نقلته المصادر لـ"رويترز"، فإن تأسيس القاعدة يعكس تحولًا واضحًا في العلاقات بين دمشق وواشنطن بعد سقوط نظام بشار الأسد العام الماضي وصعود القيادة الجديدة برئاسة أحمد الشرع، التي تبدو أكثر انفتاحًا على التفاهم مع الغرب.

ويرى محللون أن هذا التطور قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون بين الولايات المتحدة وسوريا، خاصة بعد رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق في إطار ما وصفته واشنطن بـ"فرصة حقيقية للسلام".

لقاء مرتقب بين ترامب والشرع في البيت الأبيض

وفي سياق متصل، أكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم استقبال نظيره السوري أحمد الشرع في واشنطن الأسبوع المقبل، لبحث تنفيذ بنود الاتفاق الأمني ومناقشة مستقبل العلاقات بين البلدين.

وقالت ليفيت: "الرئيس اتخذ قرارًا تاريخيًا برفع العقوبات عن سوريا، ونحن نرى تقدمًا ملموسًا نحو السلام في ظل القيادة السورية الجديدة".

ما وراء الخبر

هذا التحرك الأمريكي المفاجئ يعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط، حيث يشير خبراء إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى كبح النفوذ الإيراني في سوريا من خلال تعزيز وجودها العسكري وتنسيقها المباشر مع دمشق الجديدة.

كما يمثل هذا الاتفاق خطوة غير مسبوقة نحو تهدئة التوتر بين سوريا وإسرائيل، وهو ما قد يفتح الباب أمام اتفاقيات أمنية أوسع تشمل دول المنطقة.

معلومات حول الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

منذ بداية الألفية، لعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في صياغة المعادلات السياسية والعسكرية بالمنطقة. وجودها في العراق والخليج وشرق المتوسط منحها نفوذًا واسعًا، إلا أن المشهد السوري الجديد قد يمنحها فرصة لإعادة ترتيب أولوياتها الإقليمية وفق توازنات جديدة أكثر استقرارًا.

خلاصة القول

تأسيس قاعدة عسكرية أمريكية في دمشق ليس مجرد خطوة أمنية، بل تحول استراتيجي يعكس رغبة الولايات المتحدة في إعادة بناء علاقاتها بالمنطقة على أسس جديدة.

ومع استقبال ترامب للرئيس الشرع قريبًا، يبدو أن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة مختلفة، عنوانها الرئيسي هو السلام عبر التوازن لا الصراع.

          
تم نسخ الرابط