شفيع المفقودات في الذاكرة

الكنيسة القبطية تحتفل بتذكار استشهاد القديس الأنبا ونس الأقصري غدًا

 القديس الأنبا ونس
القديس الأنبا ونس

القديس الأنبا ونس يحظى بمكانة خاصة في قلوب الأقباط، ومع حلول يوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بتذكار استشهاده، وسط حضور روحي كبير داخل المزار الخاص به بمحافظة الأقصر، حيث تُرفع الصلوات والتسابيح تكريمًا لسيرته العطرة.

الاحتفال بتذكار الشفيع المحبوب

ووفق ما سجله موقع الحق والضلال نقلاً عن كتاب التاريخ الكنسي (السنكسار)، فإن القديس الأنبا ونس يُعرف بأنه شفيع المفقودات، ويُكرَّم سنويًا لما اشتهر به من شجاعة وإيمان راسخ منذ طفولته المبكرة.

وتحتفل الكنيسة بتذكار استشهاده بكل خشوع، إذ يعتبره المؤمنون واحدًا من أبرز قديسي صعيد مصر لما قدمه من مواقف إيمانية قوية في سنوات حياته القصيرة.

نشأته وسيرته الروحية

وُلِد القديس الأنبا ونس في مدينة الأقصر، وكان طفلًا يتيمًا يعيش حياة بسيطة تملؤها الفضيلة.

أطلق عليه اسم يؤانس بعد أن نال نعمة الشموسية، وتميز منذ صغره بحب الكنيسة والصلاة والصوم وحضور القداسات.

كان محبًا للطقوس الكنسية ويحفظ الألحان، ويشارك في عمل القربان صباح الجمعة والأحد، بينما يعتمد باقي الأيام على خبز الحنون الذي كان يحصل عليه من الجيران.

الاستشهاد في عهد دقلديانوس

عُرف القديس الأنبا ونس بشجاعته رغم صغر سنه، إذ كان يشجع المؤمنين على الثبات في الإيمان المسيحي أثناء الاضطهاد الروماني في عصر الإمبراطور دقلديانوس.

تعرض لتعذيب شديد مرات عديدة، وكان الله يشفي جراحه، حتى أُعدم بحد السيف، حيث قُطِعت رأسه الطاهرة في يوم السبت 16 هاتور من القرن الرابع الميلادي.

وبعد استشهاده، تعرف المؤمنون على جسده من ملابسه، فبحثوا عن رأسه ووجدوها عند جذع نخلة بحري المدينة، ثم كفنوه ودفنوه في مدافن تعرف باسم أم قرعات.

ما وراء الخبر

تجسد سيرة القديس الأنبا ونس قيمة الإيمان البسيط الذي يحمل قوة روحية عظيمة، إذ أنه طفل صغير جسد معنى البطولة والثبات رغم العذابات.

ويعود الاهتمام المتجدد بسيرته إلى ما يمثله من قدوة للأطفال والشباب على حد سواء، إضافة إلى ارتباطه الروحي لدى كثيرين بصفة “شفيع المفقودات”.

معلومات حول القديس الأنبا ونس

  • القديس الأنبا ونس يعد أحد أشهر قديسي الصعيد.
  • تميز بحياة نسكية رغم عمره الصغير.
  • يُحتفل بتذكاره سنويًا في 16 هاتور.
  • يُعرف بين المؤمنين بلقب شفيع المفقودات.
  • له مزار بارز في الأقصر يقصده المصلون لطلب البركة.

خلاصة القول

يظل القديس الأنبا ونس رمزًا للإيمان الصادق والشجاعة الروحية، وتواصل الكنيسة القبطية تخليد تذكاره تقديرًا لسيرته المضيئة.

ومع احتفال الغد، يعود المؤمنون للتأمل في حياته القصيرة التي تحولت إلى شهادة خالدة في تاريخ الكنيسة.

ويستمر حضوره الروحي في مزار الأقصر، حيث تُرفع الصلوات تكريمًا لهذا القديس الطفل الشهيد.

          
تم نسخ الرابط