تحول كبير في هندسة الدفاع

تعيين إميل جرجس مايكل لقيادة الابتكار الدفاعي في وزارة الدفاع الأمريكية

تعيين إميل جرجس مايكل
تعيين إميل جرجس مايكل وكيلاً لوزارة الدفاع الأميركية

إميل جرجس مايكل أصبح محور اهتمام الولايات المتحدة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعيينه وكيلاً لوزارة الدفاع للبحث والهندسة، ثم تكليفه بإدارة «وحدة الابتكار الدفاعي»، في خطوة تُعد من أهم التحولات داخل البنتاغون منذ إعادة هيكلته عام 2017. ويأتي هذا التعيين ليعكس رؤية جديدة تعتمد على قادة من خارج الإطار التقليدي للمؤسسة العسكرية، ممن يمتلكون خبرة عميقة في التكنولوجيا المتقدمة وأساليب الابتكار السريع.

تعيين تاريخي يعكس تحولًا في استراتيجية الابتكار الدفاعي

يُعد منصب وكيل وزارة الدفاع للبحث والهندسة أحد أخطر المناصب التكنولوجية داخل الحكومة الأميركية، إذ يوجّه مسار الذكاء الاصطناعي العسكري، والأنظمة غير المأهولة، والدفاع السيبراني، والمشروعات الاستراتيجية لـ«داربا».

اختيار إميل جرجس مايكل لهذا الموقع لم يكن مجرد تغيير إداري، بل تحوّل جذري يستهدف نقل عقلية «وادي السيليكون» إلى داخل وزارة الحرب الأميركية، عبر تبني سرعة التنفيذ، وتسريع التجارب، وتحويل الابتكار إلى سلاح استراتيجي مباشر.

خلفية فريدة: مهاجر قبطي يشق طريقه إلى قمة الهرم الدفاعي

وُلد إميل جرجس مايكل في القاهرة عام 1972 داخل أسرة قبطية قبل أن يهاجر صغيرًا إلى الولايات المتحدة، حيث شكّلت تجربة الهجرة جزءًا أساسيًا من تكوينه السياسي والفكري.

جمع مايكل بين إيمان أميركي تقليدي بالفرصة الفردية، وبين إدراك عميق لأخطار انهيار الدول ومؤسساتها، وهو ما منحه رؤية مختلفة عن كثير من المسؤولين الأميركيين الذين نشأوا في بيئة مستقرة.

هذه الخلفية جعلته أكثر اهتمامًا بالأمن القومي وقدرة الدولة القوية على حماية الأقليات، وهو ما انعكس لاحقًا في اندماجه داخل برامج الدفاع الأميركي.

المسار الأكاديمي والسياسي: من هارفارد إلى ستانفورد

درس مايكل في جامعة هارفارد حيث تولّى رئاسة نادي الجمهوريين، ثم انتقل إلى كلية الحقوق بجامعة ستانفورد، ليغوص في عالم التكنولوجيا والاقتصاد السياسي الحديث.

وفي ستانفورد، تبلور توجهه البراغماتي داخل الحزب الجمهوري، الذي يمزج بين الرأسمالية التقنية والابتكار السريع، وهو ما جعله خيارًا مثاليًا لقيادة سباق التكنولوجيا العسكرية الأميركية.

المسيرة المهنية: خبرة 25 عامًا في التكنولوجيا العالية النمو

بنى إميل جرجس مايكل مسيرة قوية في عالم الشركات التقنية، حيث عمل في:

  • «غولدمان ساكس» في الخدمات المصرفية الاستثمارية.
  • شركة «تيل مي نتووركس» المتخصصة في التعرف على الصوت، والتي بيعت لـ«مايكروسوفت» بـ800 مليون دولار.
  • شركة «كلاوت» لتحليل النفوذ الرقمي.
  • شركة «أوبر» كنائب رئيس أول للأعمال، حيث جمع استثمارات بقيمة 20 مليار دولار، وقاد توسعها في الصين وصفقة دمجها مع «ديدي».

هذه الخلفية جعلته واحدًا من أكثر العقول التجارية قدرة على إدارة الابتكار وقيادة التحولات التكنولوجية الضخمة.

من وادي السيليكون إلى البنتاغون: رأس المال المخاطر يدخل وزارة الدفاع

عُيّن مايكل عام 2014 في «مجلس أعمال الدفاع»، ليصبح أول شخصية بخبرة واسعة في الشركات الناشئة تنضم إلى المجلس.

وبفضل خبرته في الذكاء الاصطناعي، البلوك تشين، الأنظمة الرقمية، والتقنيات اللوجيستية، اعتبره فريق ترامب الشخصية القادرة على تحويل التفكير العسكري الأميركي نحو نماذج الابتكار السريع.

وفي مايو 2025 صادق مجلس الشيوخ على تعيينه وكيلاً لوزارة الدفاع للبحث والهندسة، ثم أصبح قائمًا بأعمال مدير «وحدة الابتكار الدفاعي».

رؤية إميل جرجس مايكل لمستقبل البنتاغون

تشير المؤشرات داخل وزارة الدفاع الأميركية إلى أن مايكل يتجه إلى ثلاثة محاور رئيسية حتى عام 2030:

1- نظام الابتكار السريع

تحويل البنتاغون إلى نموذج أقرب لشركات التكنولوجيا، عبر التجارب المتكررة واتخاذ القرار الفوري.

2- إعادة توجيه «داربا» نحو الذكاء الاصطناعي العسكري الكامل

ليس فقط كأداة تحليل، بل كعنصر قتالي مستقل قادر على العمل ذاتيًا.

3- عسكرة البيانات

تطوير أنظمة ميدانية تعتمد على بيانات لحظية شبيهة بنموذج «أوبر» في تتبع الحركة، ولكن في ساحات العمليات العسكرية.

ما وراء الخبر: لماذا كان تعيين إميل جرجس مايكل قرارًا مفصليًا؟

التعيين لم يكن مجرد اختيار شخصية ناجحة، بل اعتراف بأن مستقبل القوة العسكرية الأميركية يعتمد على الابتكار والسرعة، لا على البيروقراطية.

وتمثل شخصية مايكل مزيجًا من الفكر المحافظ، والرؤية التكنولوجية الحديثة، وتجربة الهجرة، ما يجعله نموذجًا جديدًا لقيادة البنتاغون في عصر المنافسة التكنولوجية مع الصين وروسيا.

معلومات حول إميل جرجس مايكل

يُعرف مايكل بقدرته على تخطي النموذج التقليدي للإدارة الأميركية، ويعد من أبرز رجال الأعمال الذين جلبوا خبرتهم المباشرة في التكنولوجيا إلى قلب الأمن القومي الأميركي.

وهو يؤمن بأن قوة الجيش الأميركي ليست مجرد تفوق عسكري، بل ركيزة للاستقرار العالمي وحماية الأقليات.

خلاصة القول

يمثل تعيين إميل جرجس مايكل وكيلاً لوزارة الدفاع الأميركية للبحث والهندسة خطوة استراتيجية تعيد رسم مستقبل الابتكار العسكري الأميركي. فالرجل الذي يأتي من قلب الشركات التكنولوجية العملاقة يقود اليوم أخطر منصب تكنولوجي في الحكومة، في مرحلة تتحدد فيها ملامح القرن الأميركي المقبل.

          
تم نسخ الرابط