قصة والدة شيماء جمال بعد تهديد أعداء ابنتها بالسلاح علناً والقبض عليها
كأن المأساة لم تحدث، وكأن الزمن توقف لحظة الجريمة، فبعد سنوات من مقتل الإعلامية شيماء جمال، عادت القضية إلى الواجهة، ليس في المحاكم، بل على شاشات التلفزيون، عقب بث مسلسل "ورد وشوكولاتة"، الذي اعتبره الكثيرون رمزًا صارخًا ومؤثرًا لجريمة هزت الرأي العام المصري.
لم يقتصر تأثير المسلسل على تحريك مشاعر المشاهدين فحسب، بل أعاد فتح جرح لم يلتئم في قلب الأم.
تحدثت ماجدة الحشاش، والدة شيماء جمال، وكأن الأحداث وقعت بالأمس. حملت كلماتها ألمًا قديمًا، وغضبًا مكبوتًا، ومشاعر أم لم تنسَ ابنتها رغم مرور الزمن وإغلاق القضية.
من التعاطف إلى التريند

في البداية، أثار ظهور هذه الأم موجة تعاطف واسعة. كان يُنظر إليها كامرأة فقدت ابنتها في حادثة مأساوية، تتحدث بصدق وعاطفة، وبحزم في بعض الأحيان.
لكن مع استمرار ظهورها، تغيرت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي:
– رآها البعض أمًا مفجوعة تسعى لتأكيد حقوقها .
واتهمها آخرون بالمبالغة أو السعي خلف الأضواء.
ووصف فريق ثالث الوضع بأنه "هوس التريند".
وهنا، بدأ الخيط الرفيع بين التعبير عن الألم والوقوع في فخ الترند.
عندما سُلِّط الضوء عليها
حوّلت سلسلة من التصريحات، واللغة العدائية، والتلميحات إلى حيازة سلاح، هذه الشخصية المتعاطفة إلى متهمة بعد القبض عليها بسبب تصريحات نُسبت إليها بشأن حيازة سلاح وتهديدات.
خلال التحقيق، نفت والدة شيماء جمال امتلاكها سلاحًا ناريًا أو ترخيصًا له، مدعيةً أن تصريحاتها السابقة لم تكن سوى محاولات إكراه وتهديدات نابعة من خلافات شخصية.
كشف فحص السجل الجنائي عن إدانات سابقة، مما استدعى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة قبل أن تقرر النيابة العامة إطلاق سراحها بكفالة ونقلها لقضاء المزيد من الأحكام.
أما الجانب النفسي... فهو ألم لم يُغلق
يعتقد أخصائيو الصحة النفسية أن هذه الأحداث مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالصدمة الأولية.
فقدان الابنة، حتى بعد تحقيق العدالة، لا ينتهي بصدور الحكم. فالتمثيل الدرامي للقصة قد يُعيد إشعال المشاعر، مُثيرًا الغضب والتمرد والرغبة في المواجهة وكلها آليات دفاع نفسية.
وكما يُشير الخبراء، فإن وسائل التواصل الاجتماعي لا ترحم؛ فما يبدأ تعاطفًا قد يتحول سريعًا إلى هجوم، والكلمات التي تُقال في لحظة غضب قد تُستخدم كدليل ضد الضحية.









