هل ستتأثر حماس بتصاعد أزمة الإخوان الداخلية؟

بالتزامن مع بداية إنتخابات البرلمان المصري، تصاعدت وتيرة الخلافات الداخلية في حركة الإخوان المسلمين وزادت حدتها لتطفو على السطح وتظهر من خلال وسائل الإعلام المختلفة بشكل علني وواضح، وتضعنا أمام عدة تساؤلات أهمها هل ستؤدي تلك الخلافات لأعمال عنف وشغب بالشارع المصري، وما موقف حركة حماس "ذراع الإخوان في فلسطين" من تلك الخلافات والإنشقاقات بالحركة.
الخبير في شؤون الحركات الاسلامية أحمد بان أكد أن جماعة الإخوان المسلمين تواجه الظرف الأصعب عبر تاريخها لأنها لم تعرف هذا اللون من إنقسامات أعضائها على المستوى الرأسي والأفقي من قبل على حد قوله.
وأضاف بان لـ"دنيا الوطن ":" لأول مرة نشهد صراع فريقين وتراشق اتهامات عبر وسائل الإعلام وتنازع للسيطرة على منابر إعلامية ومحاولات لتأكيد السيطرة على الجماعة من قبل كلا الفريقين على الهواء مباشرة".
وأشارعضو الإخوان السابق أن الصراع داخل الحركة بين مجموعتين، مجموعة درجت على استبطان العنف دون التوسع فيه، مقابل مجموعة أخرى سلكت مسار العنف بوحي وتعبئة من المجموعة القديمة ولم تستطع كبح جماح هذا العنف عبر عمليات نوعية يراد لها أن تطور من خلال هذه المجموعة إلى عسكرة كاملة لنشاط الجماعة إستغلالا لذكرى 25 يناير الخامسة ومحاولة لإشعال فوضى عارمة في البلاد لتعيد خلط الأوراق وتسمح بعودة الجماعة لسدة الحكم.
وأوضح قائلاً: " العامل الحاسم في الأحداث هذه المرة أن الكثير من قيادات جماعة الإخوان في قبضة السلطات المصرية وقواعد الجماعة مشتتة بين قيادتين تتنازعان للسيطرة على الجماعة لهذا لا أتوقع أن تخرج الجماعة في وقت قريب من هذه الأزمة".
يذكر أن المجموعتان المتنازعتان داخل حركة الإخوان هم المجموعة الاولى والتي سميت برجال الحرس القديم أو المجموعة التاريخية برئاسة محمود عزت نائب المرشد والمفوض بالقيام بأعمال المرشد العام في ظل القبض على مرشد الجماعة محمد بديع ، بالإضافة إلى محمود حسين الأمين العام للجماعة وإبراهيم منير نائب المرشد في التنظيم الدولي ومسؤول مكتب الرابطة في لندن ووثيق الصلة بالسلطات البريطانية.
والمجوعة الثانية والتي تم تدشينها في فبراير من عام 2014 على خلفية الغضب من تصرفات مجموعة لندن ويرأسها محمد عبدالرحمن المرسي وأمينها العام محمد كمال الموصوف بأنه "عبد الرحمن الثنبي الجديد" بالإشارة إلى مسئول النظام الخاص في عهد حسن البنا المؤسس.
وفيما يخص موقف حركة حماس فتوقع بان خلال حديثه مع مراسلة " دنيا الوطن " أن لا تتدخل حماس في هذا الشأن قائلاً:"حماس تنأى بنفسها عن هذا الصراع لانها لا تعلم إلى من ستؤول النتيجة، وبالتالي لا تستطيع حماس أن تؤيد فريق على حساب فريق لانها لا تريد أن تخسر دعم الإخوان في حال تعافي الحركة من جديد".
أما الباحث في قضايا الإرهاب في ألمانيا جاسم محمد فقد رأى أن الخلافات الداخلية في حركة الإخوان المسلمين سوف تصب في مصلحة الحكومة المصرية.
وأضاف محمد لـ"ـدنيا الوطن ": من المعروف أن حركة الإخوان المسلمين دائماً ما يكون لها دور في تصعيد الشارع المصري في كل إنتخابات لهذا فمن المتوقع أن تترجم خلافاتهم لشغب أو عنف متوقع" .
وأشار إلى أنه لا يتوقع أي تدخل من قبل حركة حماس في هذه الخلافات موضحاً أن هنالك إتفاق على إيجاد إحترام متبادل وعدم تدخل في الشأن الداخلي بين حماس ومصر وهناك طرف راعي لتحسين تلك العلاقة وهي السعودية.
وأضاف محمد: " هناك مزاج عام في الشارع المصري أنه لا عودة للإخوان إلى الحكم وفي نفس الوقت حركة حماس حريصة على إستمرار العلاقة الجيدة مع الحكومة المصرية ولكنها لن تتخلى عن الإخوان نظراً للعلاقات التنظيمية والعقائدية التي تربطهما".
وأشار إلى أن حركة حماس في الوقت الحالي تحاول أن توازي بين علاقتها بالدولة الشقيقة مصر وبين علاقاتها داخل التنظيم الدولي الإخوان المسلمين. وحول مدى تأثير هذه الخلافات على حركة حماس ،قال القيادي في الحركة يحيى موسى: " ذلك كلام مردود ، وفيما يتعلق بحركة كالإخوان المسلمين كبيرة تعد بالملايين ، من الطبيعي أن يكون أراء هنا وهناك وتباينات تعتبر أمور طبيعية في الحركات"،مضيفا:" أما فيما يتعلق بحركة حماس فليس لها اي صلة تنظيمية بحركة الاخوان المسلمين"، لافتا إلى أن حركة حماس هي حركة تحرر وطني فلسطيني ميدان عملها فلسطين. وتابع: "حماس علاقاتها التنظيمية محصورة بالعمل الفلسطيني فقط وهي عصية على الانشقاقات والهزات التي حصلت لحركة فتح وباقي الحركات و القوى الفلسطينية".
نقلا عن دنيا الوطن