أسرار الزلزال الذي أطاح برئيس «الأمن الوطني» وائتلاف «دعم الدولة»

تخلّت الأحزاب تباعًا عن ائتلاف دعم الدولة المصرية، أو بمسماه الجديد "دعم مصر"، الذي أطلقه العضو بمجلس النواب، اللواء سامح سيف اليزل، ليصبح الائتلاف على شفا الانهيار، في أقل من 24 ساعة من إعلان وزير الداخلية، تغييرات جذرية بجهاز الأمن الوطني، وإقالة رئيس الجهاز ومساعديه.
وطبقًا لمقاييس المشهد السياسي الحالي، هل تخلّت الدولة عن دعم سيف اليزل؟ سؤال يناقشه "البرلمان" قبل انعقاد مجلس 2015 المرتقب.
إقالة حجازي ورفاقه تبعه انسحاب الأحزاب من "دعم مصر"
اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، اعتمد مساء أمس السبت، حركة تنقلات بالوزارة، التي شملت عددًا من القيادات، جاء على رأسها تعيين اللواء محمود شعراوي، مساعدًا لوزير الداخلية لقطاع الأمن الوطني "أمن الدولة" بدلًا من اللواء صلاح حجازي الذي تم نقله ليكون مساعدًا لقطاع الأمن الاقتصادي، كما شملت الحركة نقل اللواء هشام طلبة بدوي البستاوي، من نائب رئيس قطاع الأمن الوطني بدرجة مدير عام، إلى مساعد الوزير لقطاع المنافذ "ندب"، ونقل مساعد الوزير، مدير إدارة عامة بقطاع الأمن الوطني، إلى مساعد الوزير لمصلحة أمن الموانئ، واللواء نادر أحمد إبراهيم جنيدي من مساعد الوزير_ مدير إدارة عامة بقطاع الأمن الوطني إلى مساعد الوزير _مدير أمن الإسكندرية، واللواء فهمي محمد فهمي مجاهد، من مساعد الوزير_ مدير إدارة عامة بقطاع الأمن الوطني إلى مساعد الوزير_ مدير الإدارة العامة لشرطة ميناء القاهرة الجوي.
وبعد أقل من 24 ساعة من إقالة معظم قيادات جهاز الأمن الوطني، أعلن حزبا "مستقبل وطن" و"الوفد" انسحابهما من ائتلاف "دعم مصر"، بعد رفض حزب المصريين الأحرار الانضمام إليه، رغم أنه كان أهم أضلاع قائمة "في حب مصر" الأساسية، التي كانت كتلة صلبة عوّل عليها اليزل مهمة تشكيل تحالف الأغلبية.
قوبل ائتلاف "دعم مصر" بهجوم عنيف من قبل شخصيات برلمانية تتمتع بثقل جماهيري، أبرزهم مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، والإعلامي توفيق عكاشة، ونائب الدقي والعجوزة، عبدالرحيم علي، بل وصل الحد إلى تشبيه رئيسه اللواء سامح سيف اليزل، بالمهندس أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني المنقضي، ورجل الإخوان، خيرت الشاطر، في سعيهما للسيطرة على غالبية أعضاء برلمان 2015.
قال محمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن، إن الحزب لن يشارك في ائتلاف "دعم مصر"، وسيقوم بعمل هيئة برلمانية مستقلة تحت قبة البرلمان، مضيفًا: "مصر بتاعتنا غير مصر بتاعتهم، ولن أسمح لشباب الحزب تحت قبة البرلمان أن يشاركوا في توزيع التورتة وحد يقول يمين يمين شمال شمال".
وكذلك حسم حزب الوفد موقفه اليوم الأحد، بعد اجتماع الهيئة العليا للحزب، التي قررت رفض الانضمام إلى ائتلاف "دعم مصر"، الذي يرأسه اللواء سامح سيف اليزل، خلال الاجتماع الذي حضره 53 عضوًا، بالإضافة للدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب.
كشف الحقيقة
حقيقة ائتلاف "سيف اليزل" تكشفت حينما أعلن اللواء بدوي عبداللطيف، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، تلقيه اتصالًا هاتفيًا من أحد الجهات السيادية بالدولة، لمطالبته بالانضمام إلى ائتلاف دعم الدولة في أسرع وقت ممكن.
قال اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، إن جهاز الأمن الوطني، لديه مكتب خاص، ومجموعة عمل مختصة بالتعامل مع نواب مجلس النواب، وهذا أمر متبع منذ نشأة الجهاز، خاصة أنه المنوط بمتابعة الملفات الساسية الداخلية للبلاد.
أضاف قطري، لـ"البرلمان"، أن "الأمن الوطني" الجهاز المفضّل لدى وزير الداخلية ورئيس الجمهورية، وأداته القوية في حماية الدولة من الجريمة السياسية، ولا يمكن أن يكون هناك أبدًا انفصال بين وزير الداخلية ومساعد الوزير لمنصب أمن الدولة.
أشار الخبير الأمنى، إلى أن الإطاحة برئيس جهاز الأمن الوطني، ربما يرجع إلى إخفاق في تحقيق رؤيته، أو تقصير في أداء مهامه، أو خروج الإداء عن نمط الحرص الشديد المتبع منذ ثورة 30 يونيو، وعدم ظهوره أمام الرأي العام بصورة المتداخل في السياسة.
أضاف الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن اللواء سامح سيف اليزل، رئيس ائتلاف "دعم مصر" لا يتحرك في ملف تشكيل تحالف يحظى بالأغلبية داخل مجلس النواب المرتقب من فراغ، لكن وفق أوامر وتعليمات يتلقّاها من أجهزة سيادية، أحدها جهاز أمن الدولة.
أكد ربيع، لـ"البرلمان"، أن هناك ربط واضح بين الإطاحة برئيس جهاز الأمن الوطني، وانهيار تحالف "دعم مصر" خلال 24 ساعة، بإعلان انسحاب بعض الأحزاب منه، مشيرًا إلى أن هناك أجهزة بالدولة دعمت اليزل ثم تخلّت عنه لحسابات جديدة.