أين اختفى فنانو ثورة 25 يناير ؟ 977522


5 سنوات مرت على قيام ثورة 25 يناير، التي نزل فيها عدد كبير من الفنانين الذين آمنوا بمبادئ وأهداف الثورة، وقرروا مشاركة المواطنين في تظاهرهم نحو النظام، مطالبين بإسقاطه، متأملين في أن المستقبل القادم ربما يحمل لهم أوضاعًا كثيرة.

وبين هؤلاء النجوم الفنانة بسمة التي شاركت في الثورة، وكان موقفها منها واضح منذ البداية، ونادت مع الثوار بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، والوعي السياسي والمجتمعي لكل أفراد الشعب، وكانت الثورة المناسبة التي التقط فيها بسمة بعمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ثم زواجها منه، حتى إنجابها منه لطفلتها "نادية". وكانت هذه العوامل كافية لابتعادها عن الساحة الفنية بعد فيلم واحد صحيح ، لتعود مجددًا مع مسلسل الداعية عام 2013، ليكون آخر ظهور فني لها، قبل أن يتم منع عرض مسلسلها أهل إسكندرية الذي شاركت في بطولته مع الفنانين عمرو واكد، وهشام سليم، وتباينت أسباب منعه حتى هذه اللحظة بين موقف أبطال العمل السياسي والثوري، وكذلك موقف مؤلفه بلال فضل، والنهاية كانت استمرار وجود الحلقات في الدرج، ولم يتابعها المشاهد إلى الآن.

اللافت أن بسمة لم يعد لها أي تواجد إعلامي سواء في الفن أو في إبداء أي مواقف وآراء سياسية، بل إنها لا ترد على مكالمات الصحفيين، لتظل بعيدة عن هذه الأجواء. وأيضًا عمرو واكد الذي كان ضمن أوائل الفنانين الذين نزلوا لميدان التحريرمنذ اليوم الأول للثورة، رافضًا الحديث بشكل كبير لوسائل الإعلام لأنه يرى أن الموضوع أكبر من مجرد شو إعلامي، ولكن واجه واكد هجومًا شديد، وتصريحات يتم نسبها إليه منها أنه يتبرأ من كونه مصري، وهو ما دفع البعض للمطالبة بسحب الجنسية المصرية منه، حتى خرج ليؤكد أنها تصريحات لم يدلي بها، مشددًا على وطنيته واعتزازه ببلده وانتماءه لها.

وبعد انتهاء الثورة شارك واكد في مجموعة من الأعمال منها فيلم قصير ضمن العشر أفلام التي يتضمنها 18 يوم الذي تم عرضه في مهرجانات سينمائية، ولم يُطرج حتى الآن في دور العرض، كما قدم مسلسل أبواب الخوف ، والجزء الثالث من لحظات حرجة ، وأيضًا فيلم الشتا اللي فات الذي تطرق بدرجة ما لأوضاع في الثورة، وكذلك مسلسل الزوجة الثانية ، ثم أهل إسكندرية الذي طاله المنع من العرض، وأخيرًا فيلم القط الذي لم يحقق نجاح في السينما.

وأرجع البعض ذلك لهبوط نجومية واكد لدى الجمهور، وخلال هذه السنوات شارك واكد في أفلام أجنبية منها لوسي ، لذا يتواجد بين مصر والخارج لتصوير وقراءة الأعمال التي يترشح للمشاركة فيها. والقائمة تضم أيضًا الفنانة جيهان فاضل التي كانت تحرص على اصطحاب طفليها معها بميدان التحرير لتعلمهم أن يقولوا آرائهم بحرية شديدة، وأن يتحملوا عقبات ذلك، التي أكد أن مشاركتها في الثورة جاءت خشية منها على مستقبل البلد، وكان أكثر المشاهد تأثيرًا فيها طوال أيام الثورة دماء الشهداء التي تسيل أمامهم.

جيهان ابتعدت عن الساحة الإعلامية واكتفت بتواجدها من خلال أعمال فنية آخرها كان من خلال مسلسل تحت السيطرة مجسدة شخصية والدة فتاة مدمنة قدمتها الممثلة الشابة جميلة عوض، وإن كان أداءها جاء باهتًا ومبالغ فيه في بعض الأحيان، من ناحية أخرى عادت جيهان لللإعلام حينما انتشرت تغريدة من حساب مزيف لها عبر تويتر ، أذاعها أحمد موسى في برنامجه على مسؤوليتي لتخرج وتؤكد أنه ليس حسابها الحقيقي، وتنفي كل التهم التي تم الصاقها بها. أيضًا المخرج خالد يوسف، الذي أكد أن نزوله للميدان جاء بناء على مواقفه الرافضة لسيطرة نظام طوال هذه السنوات، مطالبًا بتغييره، مشيرًا إلى أنه عبر عن فكره هذا وتنبأ بقيام الثورة من خلال أعماله السينمائية منها هي فوضى ، و حين ميسرة ، وغيرها.

ويعد يوسف أكثر الفنانين والمبدعين الذين منحوا الحياة السياسية اهتمام أكبر من الفنية، إذ توقفت مشروعاته الفنية منذ الثورة، وكلما تم الإعلام عن عمل جديد، يعقبه خبر يفيد بتأجيله نظرًا لانشغال يوسف، الذي ترشح مؤخرًا لانتخابات مجلس الشعب، ثم فاز فيها، ولكنه واجه خلال الأيام القليلة الماضية أزمة كبيرة، حينما تقدم عميد جامعة الإسكندرية ببلاغ ضده يتهمه بالتحرش الجنسي بزوجته، بل وقام أحمد موسى في برنامجه أيضًا بعرض صورًا مخلة ليوسف وفي أوضاع غير لائقة، وهو ما دفع يوسف للتقدم ببلاغ ضد موسى، الذي فاجأ الجميع باعتذاره ليوسف. وحتى هذه اللحظة مازال النجم خالد الصاوي يؤمن بأهداف ومبادئ ثورة يناير، ويطمح لتحقيقها، ويعد هو النجم الأكثر حظًا بين فناني الثورة.

فمازال يمتلك الصاوي، من الجماهيرية والحب الكبير لأداءه، وهو ما يقف وراء نجاح أعماله إلى جانب عناصر أخرى، ويتبين ذلك من خلال مسلسلاته خاتم سليمان التي حقق نجاحًا مذهلا، تلاه بأعمال هي على كف عفريت ، و تفاحة آدم ، و الصعلوك الذي نال عنه مؤخرًا جائزة أحسن ممثل من مجلة دير جيست ، أيضًا تواجد سينمائيًا عبر أفلام الفاجومي ، الحرامي والعبيط ، الفيل الأزرق ، الجزير2 . فيما يعيش النجم خالد النبوي حالة نفسية سيئة هذه الأيام بسبب وفاة شقيقه وليد، من ناحية أخرى يتواجد النبوي من خلال بعض الحركات التي تدعم السياحة في مصر، وأخرى تناهض التحرش بعنوان "مصر محدش يتحرش بيها". إلى جانب تقديمه لبعض الأعمال أحدثها مسلسل "مريم" الذي فاز عنه بعدة جوائز كأحسن ممثل، ومن المقرر أن يعود النبوي بعدما يخرج من أحزانه لتصوير دوره في مسلسل "سبع أرواح". بينما كان أكثر النجوم الذين ينالون سخرية من المتابعين محمد عطية الذي فاز في الموسم الأول من برنامج اكتشاف المواهب الغنائية "ستار أكاديمي"، والذي شارك الفنانين والمواطنين الثورة في ميدان التحرير، ولكن كلما خرج تصريحًا على لسانه يفاجأ بقيام البعض بجمع صورًا له على هيئة لا تليق بالرجال، والتي فرض عليه البرنامج ارتدائها، ويعلق عليها المتابعين بأنه فشل في حياته الفنية، ويتحدث كالرجال رغم هذه الهيئة. أيضًا الفنانة خالد أبو النجا الذي شارك في ثورة 25 يناير، ويفاجئ الجمهور بين لحظة وأخرى بتصريحات وتغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد فيها بعض تصرفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما يثير الكثير من الجدل حوله، وتجد صدى قوي لدى المتابعين، وتقسمهم بين مؤيد ومعارض. خالد يتابع هذه الأيام ردود الأفعال حول فيلم "قدرات غير عادية" الذي جمعه بالمؤلف والمخرج داود عبد السيد بعد فيلم "مواطن ومخبر وحرامي"، الذي تم عرضه منذ سنوات. ومع هؤلاء الفنانون ظهرت النجمة شريهان لتعلن موقفها الرافض من النظام، وتساند المواطنين في الميدان، وهو ما فاجأ البعض خاصة أنه قليلة الظهور في الإعلام، وبعد انتهاء الثورة عادت شريهان لتعبر عن آرائها عبر حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي فقط. وكان من المفترض أن تعود للدراما التليفزيونية مع المؤلف محمد الحناوي، لكنها تراجعت عن هذه الخطوة. نقلا عن التحرير