محمد أبو حامد ايكتب لائتلافات السياسية

الحق والضلال

التحالف والائتلاف السياسى، بشكل عام، يعنى اتحاداً مؤقتاً بين مجموعتين أو أكثر، وخاصة الأحزاب السياسية، من أجل الحصول على تأثير أعظم أو نفوذ أكثر من الجماعات والأحزاب المنفردة عندما تريد تحقيق أهدافها، وبالتركيز على الغايات والأهداف المشتركة يستطيع جميع الأعضاء بناء قوتهم والحصول على الفائدة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهذا يمكن تحقيقه من خلال دمج الأصوات فى الهيئات المنتخبة وتوحيد الموارد، وبالعمل معاً فإن المجاميع تكون قادرة على تحقيق قدر أكبر من الإنجازات مما لو عملت بمفردها، وبوجود أهداف معينة مثل الفوز بالانتخابات أو تمرير قانون ما أو تشكيل تحالف حكومى فإن عمر هذا التحالف يتحدد بتحقيق تلك الغايات.

ستتيح التحالفات للأحزاب والأفراد اكتساب النفوذ والتأثير، وبالتالى الحصول على شىء لم يكن بمقدورهم الحصول عليه بمفردهم، كما أنها تزودهم بالأساليب اللازمة لبناء منظماتهم وتوسيع أساس دعمها، فالشركاء فى التحالف بإمكانهم التعلم من بعضهم البعض واكتساب مهارات جديدة وتوسيع دائرة اطلاعهم وإمكاناتهم، كما أن تحالف الشركاء المختلفين سيعطى تنوعاً. عند الانضمام إلى ائتلاف أو عند إنشائه هناك عدد من التحديات التى يجب أخذها بنظر الاعتبار والتخطيط لاجتيازها ومنها:

■ تحديد النقطة الرئيسية والأهداف والغايات: غالباً أعضاء التحالف يفشلون فى الاتفاق على الأهداف المشتركة إما من خلال الإلغاء (أى عدم مناقشتهم هذا الأمر أبداً) أو من خلال عدم التوافق (العضو الأول يفكر فى شىء والآخر يفكر فى شىء مختلف). الفشل فى إيجاد نقطة رئيسيه واضحة والفشل فى تحديد أهداف واقعية ممكنة لكى يتعامل معها التحالف يمكن أن يسبب خلافاً وبالتالى يؤدى إلى انشقاق داخل التحالف.

■ الاندفاع: أعضاء التحالف الذين يملكون أسباباً مختلفة دفعتهم إلى الانتماء إلى التحالف أو الذين لديهم مستويات اندفاع مختلفة يمكن أن يخلقوا حالة عدم رضى داخل التحالف، من الممكن أن يكونوا يعملون من أجل أهداف مختلفة.

■ سلطة صنع القرار: يجب أن يكون هناك فهم واضح للآلية التى يتم بها صنع القرار الذى سيُتخذ داخل التحالف، وأيضاً تحديد أى من الأطراف سيسيطر على موارد معينة.

■ آليات حل النزاع: يجب أن تكون لدى الشركاء فى التحالف طريقة مقبولة لحل النزاعات التى قد تنشأ داخل التحالف، وأن تكون هذه الآلية أو الطريقة جاهزة مقدماً لمواجهة أى خلاف ممكن ظهوره.

■ إدامة الثقة: الشركاء فى التحالف يجب أن يؤمنوا بأن كل الأعضاء صريحون ومنفتحون فى التعامل مع التحالف.

■ التشارك فى أعباء العمل: الشركاء فى التحالف يجب أن يكون لديهم إحساس بأن كل الشركاء فى التحالف يتشاركون أعباء العمل بطريقة منصفة وأن ما يقدمونه على مستوى الطموح بحيث يحقق هدف التحالف.

■ الروابط الضعيفة: كما يحصل فى أى منظمة، سوف تكون هناك نقاط ضعف داخل التحالف، لأن التحالفات هى جهود مشتركة، فإن نقاط الضعف هذه هى بشكل رئيسى تأتى من العضو الواحد.

■ الاتصال: الشركاء أو الأعضاء فى التحالف الواحد يحتاجون إلى أن ينشئوا خطوط اتصال فعّالة بين الشركاء فى التحالف الواحد وبينهم وبين الناس.

■ السمعة والظهور: الشركاء فى التحالف الواحد يجب أن يشعروا بأنهم يحصلون على الشهرة والسمعة التى يستحقونها.

■ الخلاف حول الأولويات: الأعضاء المختلفون فى التحالف الواحد يمكن أن تكون لديهم تصورات مختلفة للأولويات داخل التحالف، فى بعض الأحيان يمكن أن يصل الاختلاف فى هذه الأولويات إلى حد التضارب أو حتى التناقض، من المهم أن يتشارك كل الشركاء فى تقسيم الأولويات وأن يتفقوا على العمل من أجل تحقيق الهدف المشترك.

■ الأجندات الخفية: يجب على الشركاء فى التحالف أن يكونوا واضحين فيما يرجون تحقيقه من هذا التحالف وأن لا تكون أولوياتهم غير معروفة لباقى الشركاء.

■ من خلال الانضمام إلى تحالف، من الممكن أن تخسر المجموعة أو الحزب هوياتهم الشخصية، وقد تقترن المجموعة أو الحزب أيضاً بالنواحى السلبية لأولئك الأعضاء الآخرين.

الوطن

          
تم نسخ الرابط