صفحات من حياة البطريرك الباكي !

صفحات من حياة البطريرك الباكي !
بطريرك ومجمع ومجلس !
في 14 فبراير ٤٤ جلس الانبا مكاريوس مطران اسيوط بطريركا باسم مكاريوس الثالث وكان مرشح معه اثنين من المطارنة وراهبان ومع جلوسه ولسمعته الطيبة في سنوات خدمته باسيوط توقع الجميع ان تشهد الكنيسة سنوات سلامة بعد صراع مرير بين الاكليروس والمجلس الملي وكان للبابا مكاريوس العديد من المشروعات الاصلاحية التي طبقها في اسيوط ومن تلك المشروعات توحيد اوقاف الاديؤة والبطريركية وعمل لجنة مختصة لادراتها
توحيد ادارة الشئون الكنسية في مجلس مصغر يرأسه البابا بنفسه
تعيين مرتبات محترمة للاكليروس والوعاظ والمرتلين وحظر رسامة الكهنة من غير خريجي الاكليريكية
وبعد سيامته بيوم اجتمع البابا مكاريوس مع اعضاء المجلس الملي وصلي لهم وبعدها باسبوع تنازل البابا عن ادارة الاوقاف للمجلس الملي ولكن هذا لم يجعل الباشوات بالمجلس يعملون لخدمة الكنيسة في هدوء فقد ارادوا السيطرة علي كل كبيرة وصغيرة بالكنيسة حتي الاكليريكية
علي الجانب الاخر كان المطارنة والاساقفة في حالة غضب مما فعله البابا من تسليم الامور للمجلس الملي فعقدوا مجمعا مقدسا برئاسة انبا بطرس مطران اخميم وسوهاج في 22 مايو 1944 وقرروا في بيان ثلاثة اشياء هامة
اولا المجمع المقدس هو السلطة التي تسوس الكنيسة ولا يستطيع البطاركة بدونها تقرير اي شئ وذلك كما نصت قوانين الرسل والاباء
ثانيا البطريرك قام بتسليم اوقاف الاديرة للمجلس الملي دون استشارة المجمع المقدس بل ان البابا لم يقبل الاجتماع بالمطارنة مما دعاهم لعقد المجمع من دونه
ثالثا المجلس الملي العام تعدي حدوده واثار الاضطراب بالكنيسة مع اصراره علي استلام الاوقاف وعدم اهتمام اعضاؤه بالاصلاح بل بالسلطة والدعاية
وهكذا وجد البابا مكاريوس الثالث نفسه وحيدا بين مجلس ملي يريد سلطة مطلقة ومجمع مقدس لا يسمع له وهكذا ضاعت الاحلام الاصلاحية وسط الخلافات فلملم البابا مكاريوس احزانه وذهب للبرية الي دير الانبا بولا بالصحراء الشرقية ومعه ثلاثة مطارنة من احباءه وطبعا لم يرضي الاقباط ببعد باباهم وطالبوا بعودته وبذل رئيس الحكومة احمد باشا ماهر جهدا مشكورا في ذلك وذهب وكيل المجلس الملي للبابا واسمه المنياوي باشا ولكنه اختلف مجددا مع البابا واصر علي مكاسب المجلس الملي وزادت ضيقة البابا مكاريوس وكان يمضي ايامه في دموع وتذلل امام الرب لعله يرفع عنه هذا الكأس وبدأ المطارنة يذهبون لزيارة البابا حتي عاد لكرسيه بعد نحو 3 شهور من المكوث بالدير وقرر انبا مكاريوس ان لا يصرف اي شيك من اموال الاوقاف ما لم يكن موقعا من البابا شخصيا ووصل الامر لرفع قضايا ضد البابا امام المحاكم المختلطة من قبل المجلس الملي .واضافت القضية ثقلا جديدا للبطريرك واعتكف في غرفته مصليا حتي تنيح في 31 اغسطس سنة 1945
بركة صلاته تكن معنا امين