الفيديو : حكايات من دفتر الشرطة النسائية
القوات الخاصة النسائية
تدريبات شاقة في ساحات التدريب واقتحام الموانع والمبانى واستخدام الذخيرة الحية؛ إنهن القوات الخاصة النسائية سيشاركن في ساحات مواجهة البؤر الإرهابية والإجرامية وتحرير الرهائن، وهى مهام جديدة ستسند إليهن عقب تخريج أول دفعة من المعهد القومى للقوات الخاصة تاريخ طويل للنساء في جهاز الشرطة يضرب بجذوره في عبق التاريخ وصولًا إلى العصر الفاطمى.
الشرطة النسائية في العصر الفاطمى
الحاكم بأمر الله وضع اللبنة الأولى لإنشاء أول جهاز للشرطة السرية في العصر الفاطمى يضم أغلبه من العناصر النسائية لحفظ الأمن وكشف خفايا المتآمرين على السلطة في عام 390 هجريًا، 1000 ميلاديا.
وأسس الجهاز من الجواسيس والمرشدين، ومعظمه من النسوة والعجائز في شتى المجتمعات لمعرفة ما يدور فيها لحماية أرواحهم وممتلكاتهم ومطاردة اللصوص؛ تحت اسم أصحاب الأخبار وفى عام 394 هجريا، انخفضت معدلات الجرائم وخاصة السرقات، حتى إذا مر شخص ورأى شئ ساقط على الأرض خاف أن يلتقطه خوفا من الشرطة السرية حتى يعود إليه صاحبه ويأخذه واحتار الناس في سر معرفة الحاكم أسرار البلاد والعباد حتى ظنوا أن لديه جهاز كشف الأسرار .
جهاز كشف الأسرار
وفى يوم طالب الناس أن يتركوا بيوتهم مفتوحة وهو كفيل بحفظ أموالهم وفى الصباح التالى، أبلغ الناس بسرقة عدد كبير من مساكنهم وقصدوا الحاكم سويعات وأحضر جهاز كشف الأسرار وكان على هيئة تمثال أبو الهول وفى داخله رجل لا يظهر للعيان وطلب الحاكم كل من سرق مواصفات المفقودات والإدلاء بها للتمثال، فأرشد الأخير عن الجناة، وتحركت قوات الدرك وقبضت على اللصوص وبتفتيش بيوتهم عثر على المسروقات وسلمت لأصحابها، وأمر الحاكم بشنق المتهمين لمنع تكرر ذلك.
تطهير الجهاز
ويؤكد المؤرخون أن الحاكم بأمر الله، أول من أدخل النساء في خدمة الشرطة السرية، وفى عام 398 هجريا، قاد الحاكم بأمر الله حملة تطهير في الجهاز "أصحاب الأخبار" – الشرطة السرية- نتيجة بعض المنحرفين والكذب في التقارير عن المواطنين وابتزازهم ماليا.
وفى عام 399 هجريا، قتل أصحاب الأخبار لكثره إيذائهم الناس والاستيلاء على أموالهم، وبمرور 6 سنوات تم إصدار قرار بمنع خروج النساء بالطرقات، وفى عام 405 هجريا، تم حل الجهاز في عهد الخليفة المستنصر بالله نهائيًا.
الكونستبل
قرون مضت وتعاقبت الاجيال، وفتحت "مدرسة البوليس" أبوابها لقبول الفتيات فتخرجت فتيات عملن على رتبة "الكونستبل ممتاز"، فأصبحت النساء جزءا لا يتجزأ من جهاز الشرطة عام 1953.
وفى عام 1984، أسس اللواء عبد الكريم درويش، القسم النسائى بأكاديمية الشرطة ـــ آنذاك الوقت ـــ لتخرجهن والعمل في الإدارات الخدمية للجمهور، ومضت سنوات قليلة حتى أغلق القسم لعدم جدواه.
الشرطة النسائية حديثا
وفى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، فتحت أكاديمية الشرطة أبوابها لقبول الفتيات، وليعملن في إدارات العلاقات الإنسانية والمرور والأحوال المدنية والموانئ وشرطة السياحة والخدمات الطبية واستمر الوضع قائما حتى صدر القرار الوزارى رقم 2285 لسنة 2013 في شهر مايو بإنشاء إدارة مكافحة العنف ضد المرأة لمواجهة ارتفاع معدلات جرائم العنف والتحرش.
ومع مطلع عام 2018، توسعت الوزارة بقبول الفتيات بقسم الضباط المتخصصين وكذا من حملة الماجستير والدكتوراه لأول مرة بتاريخها، يتلقين تدريبات على الاشتباك بالذخيرة الحية والقتال، والمحاضرات وكل شئ ينطبق مع الرجال ماعدا المبيت في مكان مخصص لهن.
15 مايو 2018، كان على موعد مع مفاجأة من نوع خاص أعدتها وزارة الداخلية، بتخريج أول دفعة للقوات الخاصة النسائية ــــ من دفعة معهد معاونى الأمن ــــ من المعهد القومي لتدريب القوات الخاصة، للاشتراك في المداهمات واقتحام البؤر الإجرامية والإرهابية في طفرة أمنية وضعتهن في المقدمة، وأثبتن قدراتهن على العمل الصعب.
وفى منتصف الشهر الماضى، خرجت حملات تقودها فتيات على مواقع التواصل الاجتماعى آخرهم حملة شرطية مصرية ، تطالبن بفتح كلية الشرطة لقبول الفتيات من حملة شهادة الثانوية العامة والأزهرية للالتحاق بكلية الشرطة ولا يقتصر قبولهن على قسم المتخصصين.
وقالت كلارا ميلاد شابة من الإسكندرية، إن أسرتها تعرضت لحادث سرقة، وبمساعدة رجال الشرطة في ضبط الجناة، كانت بداية اختمرت من خلالها فكرة الالتحاق بكلية الشرطة وتضيف كلارا ميلاد: الفتيات تقتصر فرصتهن بالالتحاق بقسم الضباط المتخصصين، ولكن إذا فتحت الأبواب لقبول حملة الثانوية العامة يكون فرصتهن أكبر، حاليا النساء تشارك في كافة قطاعات وزارة الداخلية، والعديد من الدول تعتمد على العنصر النسائي نتيجة لدورها الناجح.
وأردفت كلارا؛ أنشأنا حملة تقدم مقترح لتطوير الشرطة النسائية داخل مصر وإتاحة الفرصة لهن للالتحاق ونيل الشرف العسكري.





هذا الخبر منقول من : موقع فيتو