​أشهر قصة اغتيال في تاريخ العرب..تسببت في قطع العلاقات مع قبرص

الحق والضلال

فى مثل هذا اليوم 18 فبراير من عام 1978 استطاعت أيدى الارهاب الغاشمة أن تغتال الفارس والأديب والسياسي يوسف السباعي
من حارة الروم بالدرب الأحمر، كان البدء، تلك الحارة الشعبية التي شهدت ميلاد الكاتب والأديب يوسف السباعي منذ مائة عام، وبالتحديد في 17 يونيو 1917، وبدأت رحلته الإبداعية مبكرًا، ففي مدرسة شبرا الثانوية كان يجيد الرسم وأعد مجلة حائط كان يرسمها ويكتبها ونشر فيها أولى قصصه عام ١٩٣٤م وعمره ١٧ عامًا، وكانت بعنوان "فوق الأنواء".

https://christian-dogma.com


أما قصته الثانية فكانت بعنوان "تبت يدا أبي لهب" ونشرها له أحمد الصاوي في مجلة "مجلتي" عام ١٩٣٥م ، وفي تلك الأثناء التحق بالكلية الحربية سنة 1935، وترقى لدرجة جاويش وهو مازال في السنة الثالثة من الدراسة، وبعد تخرجه تولى العديد من المناصب ، منها التدريس في الكلية الحربية بسلاح الفرسان، وأصبح مدرسًا للتاريخ العسكري بها عام 1943، ثم اختير مديرًا للمتحف الحربي عام 1949، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة عميد . 526453_10150929286011491_1911170100_n.jpg

https://christian-dogma.com


لم تأخذه الحياة العسكرية من عشقه للأدب حيث كان ينشر قصصه في مجلة "مسامرات الجيب" الأسبوعية، ومن بين هذه القصص "إني راحلة" التي تحولت فيما بعد لفيلم سينمائي يعد من علامات السينما الرومانسية.
بدأ يوسف السباعي من منتصف الأربعينيات من القرن العشرين بالتركيز على الأدب والكتابة، فنشر مجموعات قصصية وبعدها بدأ بكتابة الروايات، فقد أصدر العديد من الأعمال الرائعة التي زخرت بها المكتبات الأدبية، كما زخرت المكتبات السينمائية بقصصه المميزة التي ترجمت إلى أعمال فنية متميزة شارك فيها أشهر النجوم وألمعهم، فمن الروايات نذكر: نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبي، ، نحن لا نزرع الشوك، لست وحدك، ، اذكريني وغيرها.
وايضا قدم العديد من المسرحيات منها: أقوى من الزمن، أم رتيبة، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ناميش، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب، وغيرها.
وعندما وصل الرئيس السادات للحكم في السبعينيات عين السباعي وزيرًا للثقافة سنة 1973، كما صار رئيسًا لمؤسسة الأهرام ونقيبًا للصحفيين، وظل يشغل منصب وزير الثقافة حتى اغتياله.حصل السباعي على عدد من التكريمات والجوائز منها: جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس، وفي عام 1970 حصل على جائزة لينين للسلام، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من جمهورية مصر العربية، وفي عام 1976 فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي "رد قلبي" و"جميلة الجزائرية"، وأحسن حوار لفيلم رد قلبي وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة".

https://christian-dogma.com


ولم يكن السباعي يخاف من الموت فقد عاش فارسًا ومات واقفًا، وكيف يهاب الموت، وهو القائل "بيني وبين الموت خطوة سأخطوها إليه أو سيخطوها إلي فما أظن جسدي الواهن بقادر على أن يخطو إليهأيها الموت العزيز اقترب فقد طالت إليك لهفتي وطال إليك اشتياقي".
وفي الحادية عشرة صباح الثامن عشر من فبراير 1978 نزل يوسف السباعي من غرفته بأحد فنادق قبرص التي كان قد وصلها اليوم السابق لرحيله على رأس الوفد المصري المشارك في مؤتمر التضامن الأفرو- آسيوي السادس بصفته أمين عام منظمة التضامن الإفريقي الآسيوي، ليشتري بعض الصحف من منفذ بيع الكتب والجرائد المجاور للفندق، لكن لم تمهله رصاصات الغدر لممارسة طقوسه اليومية، ليفارق الحياة سريعاً وتناقلت وكالات الأنباء الخبر.
وقد تنبأ بموته على لسان بطل روايته "طائر بين المحيطين" التي صدرت عام ١٩٧١ قائلا: ماذا سيكون تأثير الموت علي؟ وعلى الآخرين؟ لا شيء ستنشر الصحافة نبأ موتي كخبر مثير ليس لأني مت بل لأن موتي سيقترن بحادثة مثيرة.28056082_10155514161236491_6121193313431263243_n.jpg

https://christian-dogma.com


وقد تاثرت العلاقات المصرية - القبرصية بعد هذا الحادث وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض علي القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية، حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم في كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد، واستجابت السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية ، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت إلى مقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين.

          
تم نسخ الرابط