اعرف من هى القديسة التي حررت فرنسا وأحرقت حية وهي ابنة 19 عامًا والمعروفه باسم جان دارك وكتبت عنها جريده اليوم السابع

الحق والضلال
مواضيع عامه
لا شىء أغلى من الحرية، من يعرفها جيدًا لا يمكنه العيش دونها، ولا شك أن الأوطان أغلى ما لدينا، وفى سبيلها قد يجاهد الإنسان ويضحى بنفسه، وتاريخ البشرية ملىء بحكايات التضحية من أجل الوطن، وهذه الحكايات لا تتوقف عند الرجال فقط، فقد قدم لنا التاريخ نماذج من نساء قاتلن بشرف وقوة وبسالة صفًا بصف بجوار الرجال، وكن فرسانا كأى رجل، ومن بين هؤلاء تقف القديسة جان دارك التى حاربت ووصلت إلى منصب قائد الجيش الفرنسى، الذى كان يحارب المحتل الإنجليزى ، ويسعى لعودة حكم فرنسا لأبنائها، وكانت وقتها مجرد فتاة صغيرة لأبوين فلاحين يعملان بالزراعة، وعمرها لم يتجاوز 16 عامًا


لكنها تعرف جيدًا معنى الشجاعة والحرية والبسالة والقتال من أجل الوطن، فقاومت وشكلت جيشًا وحاربت ورفضت الاحتلال وانتصرت عليه، ثم أوقعها ضعف غيرها فى شباك المحتل، فقبض عليها وأرسلت للمحاكمة، واتهمت بالزندقة، وهى أعظم تهمة قد يواجهها شخص خلال هذه العصور، ودافعت ببسالة عن نفسها، إلا أنها فى النهاية أدينت وتم الحكم عليها بالحرق وهى حية.

ولدت جان دارك فى القرن السادس عشر فى فرنسا لأسرة فقيرة تعيش فى إحدى قرى فرنسا وتعمل بالفلاحة، ووقتها لم تكن الأمور فى فرنسا تسير على نحو جيد سياسيًا، فمن ناحية كانت إنجلترا تحاول السيطرة عليها، ووضعها تحت ولايتها، وكانت تتبع سياستها المعروفة تاريخيًا باسم الأرض المحروقة ، فكانت تدمر الاقتصاد، وتثير الخلافات بين أبناء الأسرة الحاكمة، وتنشر الفتن والشائعات بين الشعب، فتدمر البلاد اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا فتصبح هى مؤهلة تمامًا للاستيلاء على السلطة، وهو ما كان على وشك الحدوث، خاصة مع ضعف الملك شارل السادس، ملك فرنسا، الذى فقد السيطرة، وأصبح عاجزًا عن الحكم، وهى الفرصة التى استغلها الملك هنرى الخامس، ملك إنجلترا، واستطاع السيطرة على عدد كبير من القرى بشمال فرنسا، ومات شارل السادس وحل محله ولده شارل السابع الذى عقد معاهدات مع الإنجليز مقابل حمايته، لكن الأوضاع ساءت، وتنازلت والدته عن العرش للملك هنرى الخامس، ملك إنجلترا، وورثته بدلًا من ابنها شارل.

وتقول بعض الروايات إن تنازلها عن الحكم لصالح هنرى وورثته يؤكد الشائعات القائلة إن قصة حب نشبت بينهما، وفرض الإنجليز الحصار على معظم قرى ومناطق فرنسا حتى أورليان، إحدى المدن التى استمرت فى موالاتها لفرنسا، والتى كانت تمثل موقعًا استراتيجيًا مهمًا لفرنسا، وكان مصير المملكة الفرنسية معلقًا بشكل كامل حول مصير أورليان.

لم تكن جان دارك وقتها بعيدة عن الأحداث رغم صغر سنها، فكانت تبلغ من العمر ستة عشر عامًا، ولم يكن يشغلها سوى بلدها، وخروج الإنجليز منها، فطلبت يومًا من قائد الحامية ما يعادل المحافظ فى زمننا التى تقع بها الأذن لها بالذهاب إلى البلاط الملكى، فرفض طلبها بسخرية لكنها لم تستسلم، فعادت بعد عدة أشهر وكررت الطلب، وكانت قد تنبأت خلال الطلبين بأن قوات الإنجليز سوف تنسحب من بعض المناطق، فتحققت نبوءتها، وهو ما دعم موقفها، فأصبحت تشارك فى الاجتماعات العامة للقادة، وحصلت على تأييد لزيارة البلاط الملكى كما أرادت، وسافرت بالفعل ووصلت إلى البلاط الملكى، وطالبت من الملك شارل المشاركة فى الحرب ضد إنجلترا على هيئة فارسة للقتال، وقامت بجمع التبرعات لشراء السيوف والدروع والخيول استعدادًا للحرب، واستطاعت أن تهب للفرنسيين أملًا جديدًا فى الانتصار على إنجلترا، وأن تضفى حالة من الراحة والطمأنينة بين صفوف الجيش، وفى الشوارع بين عامة الناس، كما أن كل رجال البلاط الملكى اعتبروها مصدر الأمل الوحيد لنظام كان على وشك الانهيار إلا قلة قليلة منهم كانوا يخشون من نبوءتها، وتوجسوا من استغلال الإنجليز لذلك، واعتبارها مهرطقة، والحكم على شارل، ملك فرنسا، بأن نظامه يعتمد على السحرة والمشعوذين، خاصة أنها قالت ذات يوم إنها رأت فى منامها أنها كانت وحيدة فى أحد الحقول وحضر إليها ميخائيل، رئيس الملائكة، وكاترينا الإسكندرانية، والقديسة مارجريت الذين طلبوا منها إجلاء الإنجليز من البلاد، وإعادة ولى العهد إلى ريمس من أجل تتويجه ملكًا، وأنها بكت حين غادروا، إذ كانوا غاية فى الجمال، وهو ما دفع الملك شارل بإرسال لجنة دينية لاختبار إيمان جان دارك، فكتبت اللجنة تقريرها بأنها مسيحية متدينة لا غبار عليها.

قادت جان دارك ببسالة حروب فرنسا ضد إنجلترا، ورفعت اللواء وعرفت بأنها مخططة ماهرة ومحللة استراتيجية خبيرة، وحقق الجيش الفرنسى نجاحًا كبيرًا خلال توليها قيادته، وأدى انتصارها فى أورليان إلى العديد من المقترحات لاتخاذ المزيد من الإجراءات الهجومية على مواقع الإنجليز، وانتشرت الشائعات حول محاولة الجيش الفرنسى بقيادتها استعادة باريس ونورماندى، واستطاعت جان دارك إقناع شارل بمنحها حق مشاركة قيادة الجيش مع دوق ألونسون جان الثانى، كما حصلت على إذن ملكى للسماح لها بتنفيذ خطتها المتمثلة فى استعادة الجسور الواقعة على طول اللوار، تمهيدًا لاستعادة ريمس وتتويج شارل السابع، وانطلقت بالفعل وحررت ريمس وغيرها من القرى والمناطق التى كانت تابعة للاحتلال، ونالت وقتها كثيرًا من الاحترام والتقدير من قادة الجيش، وبعد هذه الانتصارات بقيادتها عقد الفرنسيون هدنة مع الإنجليز، مما جعل دور جان دارك يتضاءل، ولكن الهدنة انتهت سريعًا ورحلت جان إلى كومبيين للمساعدة فى الدفاع عن المدينة فى وجه الحصار الانجليزى البورغندى المشترك، واشتبك الطرفان، ودفعت نتيجة هذا الاشتباك جان دارك، التى تم أسرها بعدما حاولت قواتها الهجوم على أحد معسكرات البورغنديين، وأُسقطت من على فرسها بوساطة أحد الرماة، وتمكنوا من القبض عليها، وكان الشائع وقتها أن تقوم أسرة الأسير بتقديم فدية مقابل تحريره، لكن المحكمة رفضت ذلك، فحاولت الهرب عدة مرات، وقفزت فى إحدى هذه المحاولات من برج يبلغ ارتفاعه 21 مترًا، وتم نقلها إلى مدينة أراس البورغندية، بعدها تمكنت الحكومة الإنجليزية من شرائها من فيليب، دوق بورغندى. بدأت محاكمة جان دارك فى مقر محكمة الاحتلال الإنجليزى بتهمة الهرطقة والزندقة، لكنها بالطبع كانت محاكمة بدوافع سياسية، كما كانت محاكمة غير نظامية أو شرعية، حيث حاكمها الأسقف بيير كوشون، الذى لم يكن له سلطة محاكمتها بموجب القانون الكنسى، كما أن المحكمة عملت على جمع الأدلة ضدها، لكنها فشلت فى ذلك، ولم تحصد دليلًا واحدًا على إدانتها بالهرطقة، كما انتهكت المحكمة حقها فى الحصول على مستشار قانونى، ورفضت الطلب، مما دفع جان دارك للدفاع عن نفسها، الأمر الذى فعلته بمنتهى البسالة والشجاعة، ولم يتملكها الخوف لحظة واحدة، ولعل أشهر ما يدل على ذلك سؤالها هل تعرفين إذا ما كنت بنعمة من الله؟ وكانت إجابتها: إذا لم أكن، فلعل الله يضعنى هناك، وإذا كنت، فلعل الله يحفظنى ، وكان السؤال فخًا من علماء الدين، حيث إن عقيدة الكنيسة تقول إنه لا يوجد أحد يعلم يقينًا إذا ما كان بنعمة من الله، فإن أجابت جان بنعم تكون قد أدانت نفسها بتهمة الهرطقة، وإن أجابت بلا تكون قد اعترفت بذنبها، لكنهم ورغم قلة الأدلة ودفاعها عن نفسها وإثبات تدينها فى النهاية أدانوها وأصدروا الحكم بحرق جسدها وهى حية.

نفذ الحكم فى 30 مايو 1431، وكان عمرها تسعة عشر عامًا، حيث ربطت بعمود فى السوق القديم بمدينة روان، وقبل إضرام النار فيها طلبت من كاهنين أن ينصبا صليبًا أمامها، كما قام جندى إنجليزى بصنع صليب صغير وضعته قرب ثوبها، وبعد موتها قام الجنود بإزالة الحطب المتفحم ليكشفوا جسدها، كى لا يقول أحد العامة إنها هربت بمعجزة، ثم أحرقت الجثة مرتين حتى صارت رمادًا ألقوه فى نهر السين، بعدها لم تستقر الأمور فى فرنسا سياسيًا إلا بعد انتهاء حرب المائة عام بين فرنسا وإنجلترا عقب وفاة جان دارك بـ 22 عامًا، حيث أذن البابا كاليستوس الثالث ببدء إجراءات بطلان محاكمة جان دارك ، وتم التحقيق مع كل من اشترك فى محاكمتها، وبرأتها المحكمة من تهمة الزندقة، وبعدها بعامين أعلنتها الكنيسة قديسة، لترد اعتبار هذه الفارسة الشجاعة.وكتبت ايضا كتبت – أماني موسى ربما كلنا سمعنا في المدرسة أو خارجها عن اسم جان دارك، وشاهدنا أفلامًا تروي سيرتها، ويعتبرها البعض قديسة أيضًا فمن هي جان دارك وما هي قصتها؟ وكيف تحولت من طفلة صغيرة لا شأن لها بأمور الحرب لأشهر بطلات فرنسا على الإطلاق؟ هذا ما سنورده بالسطور المقبلة. عذراء أورليان جان دارك تلقب أيضًا بعذراء أورليان، هي ابنة جاك دارك وإيزابيل روميه، كان والداها يعملان بالفلاحة في قرية صغيرة تُدعى دومريميه فيما يعرف حاليًا باسم إقليم فوج في منطقة لورين غرب نهر الميز. قادت الجيش الفرنسي محققة عدة انتصارات على الجيش البريطاني وُلدت لعائلة من الفلاحين في الوسط الشرقي من فرنسا عام 1412، وتوفيت في 30 مايو 1431، وتُعدّ بطلة قومية فرنسية وقديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وقادت الجيش الفرنسي إلى عدة انتصارات مهمّة خلال حرب المئة عام مع إنجلترا، ممهدة بذلك الطريق لتتويج شارل السابع ملكًا على البلاد. الإعدام حرقًا في سن الـ 19 قُبض عليها بعد ذلك وأُرسلت إلى الإنجليز مقابل المال، وحوكمت بتهمة "العصيان والزندقة"، ثم أُعدمت حرقًا بتهمة الهرطقة عندما كانت تبلغ 19 عامًا. إحراق قرية دارك وهي طفلة كان والد جان يمتلك أرضًا زراعية، كما كان يقوم بتحصيل الضرائب ويترأس لجنة الرقابة المحلية، وكانت عائلة دارك محافظة على ولائها للتاج الفرنسي على الرغم من إحاطة أراضي البورغنديين بها، وتعرضت قرية دارك لعدة غارات خلال طفولتها أدّت إحداها إلى إحراق القرية. رؤيا للملاك ميخائيل السبب وراء قيادتها للجيش الفرنسي وكشفت دارك عن رؤيا لها حين كانت صغيرة، حيث ظهر لها الملاك ميخائيل والقديسة مارغريت الذين طلبوا منها إجلاء الإنجليز من البلاد وإعادة ولي العهد إلى ريمس من أجل تتويجه ملكًا، وقالت جان دارك بأنها بكت حين غادروا، إذ كانوا غايةً في الجمال. وبعد حصار الجيش الإنجليزي لمدينة جان دارك، استطاعت دارك أن تقنع الملك شارل السابع بتزويدها بجيش لإنقاذ المدينة، وكان المدهش هو تمكنها بالفعل من إجبار القوات الإنجليزية على الانسحاب وفك الحصار وغيرت اتجاه حرب المائة عام ضد الإنجليز، وبعدها توجت الوصى شارل السابع، داخل كنيسة تحت اسم الملك شارل السابع. مقابلة ضابط فرنسي: الله أمرني أن أنقذ فرنسا وبحسب ما تذكر بعض المصادر التاريخية، أنه في عام 1429 أعترضت جان دارك طريق أحد ضباط الجيش الفرنسى ويدعى "روبير دى بود ريكود"، وقالت له: أنا جان دارك, إن الله أمرنى أن أنقذ فرنسا فخذنى فى الحال إلى الملك، وللوهلة الأولى ظن الضابط أن الفتاة بها جنون وغير عاقلة، ولكنه تيقن بعد ذلك من جدية حديثها، ومن ثم اصطحبها إلى الملك، وقد اتفق الجميع على إخفاء شخصيته عنها كاختبار لها, ولكنها استطاعت التعرف عليه وحددت شخصيته من بين الجموع المتحشده وتقدمت إليه قائلة: أنت الملك وإذا فعلت ما سأقوله لك, فأن الإنجليز سوف يُطرَدون من فرنسا، ويعترف بك الجميع ملكًا. الملك يقتنع بـ دارك ويوليها قيادة الجيش لطرد الإنجليز واقتنع الملك بها ووافق على ان تقوم بقياده الجيش الفرنسى, وقررت جان دارك أن تقود جيشها لنجدة أهل مدينه أورليان التى كانت محاصرة من قبل الجيش الإنجليزي، وأرتدت جان دارك زى القائد العسكرى وتوجهت بجيشها إلى أورليان وبعد معارك استمرت ثلاثة أيام تمكنت من طرد الإنجليز، وباتت دارك بطلة في عيون الشعب الفرنسي. أسرها ومحاكمتها بتهمة السحر ومن ثم سعت إلى تحرير أجزاء أخرى من فرنسا، وعليه تتم تتويج الملك شارل السابع ملكًا شرعيًا لفرنسا في يوليو 1429. حرقت حية في ساحة عامة وهي ابنة 19 عامًا إلى أن تم أسرها على أيدي الجيش الإنجليزي ومثلت أمام إحدى المحاكم الكنسية بتهمة الهرطقة، وتقرر حرقها باعتبارها ساحرة! وفي 30مايو 1431 اقتيدت جان دارك إلى ساحة السوق ببلدة روان، وبينما كان أحد الجنود يوثق يديها الى المحرقه كانت تقول إن كل ما فعلته كان بأمر من الله. إعلانها قديسة بعد مرور قرن على حرقها حية! بعد حرق دارك، استمرت الحرب لمدة 22 عامًا، وحافظ شارل السابع على حكمه، وأعاد محاكمتها بعد 25 سنة من وفاتها، وأبطل الحكم، وأعطى لأسرتها لقبًا نبيلًا ومنحهم شعارها، وبعد مرور قرون أعلن البابا بندكت الخامس عشر أن جان دارك قديسة وذلك فى 16 مايو 1920، لتصبح واحدة من أكثر القديسين شهرةً فى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.


          
تم نسخ الرابط