اختفاء الهاتف المصرى سيكو شاهد اين

الحق والضلال
موضوع
فبراير العام الماضي كان الموعد الرسمي لإطلاق أول هاتف محمول صنع في مصر، وهو الحدث الذي شغل حيزا كبيرا من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية، لا سيما أن الأولى تأتي من منطلق دافع وطني لدعم الصناعة المحلية، أما وسائل الإعلام الإقليمية فكانت تنظر للتجربة المصرية على أنها فريدة وفي حال نجاحها ستنتقل العدوى إلى الدول المجاورة، وكانت البداية بأن المكون المحلي عبارة عن 45% صنع في مصر، بينما بقية المكونات صنعت في الصين، وهو ما افتخرت به الشركة المصرية لصناعات السليكون "سيكو" المالكة لأول هاتف "مصري"، بعدما حظيت بدعم كبير على المستوى الحكومي والخاص.
اليوم نحن أمام فرصة لتقييم التجربة بعد مرور عام كامل على صدور المنتج الذي يوصف بأنه أول موبايل مصري، وبناء على جولة قامت بها "التحرير" في عدد كبير من المتاجر التي تبيع الهواتف للفئات المتوسطة، لم تجد دعمًا من التجار للموبايل المصري، وبرره التجار بأنه غير منافس للهواتف الصينية التي تتطور بمعدل كبير في الشكل والإمكانات، اما الأسعار فهي ليست لصالح المنتج المصري على الإطلاق، لذلك هوامش أرباحهم ومعدلات تدوير رأس المال تكون أكبر في الهواتف الصينية والكورية ذات الماركات الشهيرة.
كان وزير الاتصالات السابق المهندس ياسر القاضي، أكبر الداعمين لإطلاق أول هاتف مصري، وذلك منذ أكثر من عامين في جولته إلى الصين وكانت التحرير مرافقة له وقتها، ورأينا كيف كان القاضي يقوم بجولات داخل مصانع مختلفة بمرافقة المهندس محمد سالة، رئيس مجلس إدارة شركة سيكو، للاطلاع على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في هذه الصناعة، وتم توقيع العديد من البروتوكولات التي تكلل بنجاح وتم تأجيل تنفيذها أكثر من مرة، وفي النهاية صدر الموبايل المصري بدعم حكومي كبير.
اقرأ أيضًا: باستثمارات 400 مليون جنيه إطلاق الهاتف المصري سيكو رسميًا
وقت الإطلاق وجه المهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التهنئة للشعب المصري بإطلاق أول هاتف محلى الصنع بنسبة تصنيع محلى تزيد على 45%، يتم تصنيعه بالمنطقة التكنولوجية بمحافظة أسيوط، وقال القاضي: نشعر بفخر كبير حيث تم بذل جهد كبير لإخراج الهاتف إلى النور .

https://christian-dogma.com



وأضاف الوزير فى كلمته وقتها أن هذه الخطوة لتعميق صناعة الإلكترونيات التى بدأت بمبادرة عظيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى لتصنيع الإلكترونيات مصر تصنع الإلكترونيات ، فى محورين هما التصميم الإلكتروني والتصنيع.

وأشار الوزير إلى أن حجم صناعة الإلكترونيات فى العالم بلغ 2.5 تريليون دولار تسيطر عليها 4 دول فقط، وتعد مصر هى الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى بدأت تصنيع الهاتف الذكي الذى سيتم تصديره لأسواق السعودية والإمارات والكويت وكينيا وموزمبيق، لافتًا إلى أن المصنع سيكون بالمنطقة التكنولوجية بأسيوط، وسيعمل به نحو 500 شاب من بينهم إداريون ومهندسون، سافر معظمهم إلى الصين لنقل الخبرات الخاصة بعمليات التصنيع، وهو ما تم بمنتهى الاحترافية حيث يتم التصنيع للسوق المحلى والتصدير للخارج بما يدر العملات الصعبة.
اقرأ أيضًا: لدعم التصنيع المحلي فودافون توقع اتفاقية تعاون مع سيكو

في يونيو الماضي أعلنت شركة "سيكو مصر" عن تصدير أول شحنة من الهواتف المحمولة من مصنعها بالمنطقة التكنولوجية بأسيوط لدولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفة أنها باعت حتى وقتها نحو 200 ألف موبايل، ولكن إلى اليوم لم تعلن الشركة حجم المبيعات التي حققتها خلال عام.
وطرحت "سيكو" هواتفها المحمولة منذ عام بالتعاون مع إحدى الشركات الصينية الموردة لخط إنتاجها، بأسعار تبدأ من 200 جنيه لهاتف Mini 3 ، و850 جنيهًا لهاتف Plus 2 3G ، و1000 جنيه لهاتف Plus 2 4G ، و2000 جنيه لهاتف Diamond 2 ، بينما أعلى فئاتها هو هاتف Nile X بسعر 4200 جنيه.

https://christian-dogma.com



وبرغم ما حظي به الهاتف المصري من دعاية على مدى عام، على أمل أن يكون وسيلة لجذب عملة أجنبية بالتصدير، فإنه حتى الآن لم يثبت نجاح يؤهله للخروج عن السوق المصري، فهل تعيد الشركة المصرية النظر في سياستها تجاه تحديث المنتج المصري والنظر على أسعار المنافسين وإمكاناتهم؟ وأن تعتمد على ابتكار منتج حقيقي يليق باسم مصر في منافسة شرسة.

هذا الخبر منقول من : التحرير

          
تم نسخ الرابط