فتاة الخير قتيلة .. ماذا حدث داخل المول الشهير؟

الحق والضلال

اختارت نجلاء طريق الكفاح والاعتماد على نفسها منذ طفولتها، لم تركن للراحة وصممت على الالتحاق بعمل شريف لرفع العبء عن كاهل والدها العامل البسيط؛ لتوفير نفقات دراستها، ومع ذلك لم تنسها رحلة البحث عن لقمة العيش، أن توهب جزءًا من وقتها وحياتها لعمل الخير، فتحولت إلى أيقونة للعمل الخيري في مدينة كفر الدوار، بمحافظة البحيرة؛ ليفجع الكثيرون بخبر مقتلها أثناء عملها داخل عيادة بمول شهير.

في منتصف نهار الثلاثاء الماضي، تواترت أنباء عن واقعة قتل داخل المول، فسارعت صديقات نجلاء للاتصال بها لمعرفة ماذا حدث ولم يأتيهن الرد.

"تليفونها كان مقفول، لكن برضه مجاش في بالي خالص إنها ممكن تكون الضحية، لغاية ما جالي الخبر، وكنت هقع من طولي من الصدمة تروي منار كيف تلقت صدمة وفاة صديقتها".

لم تهنأ نجلاء بفرحة نجاحها وتخرجها في كلية التجارة التي التحقت بتعليمها المفتوح، تقول صديقتها مي: "ملحقتش تفرح بتخرجها، نجلاء كانت محبوبة من كل الناس وكانت واهبة حياتها للتطوع وعمل الخير، وفي نفس الوقت بتكافح وتشتغل عشان توفر مصاريفها ومصاريف دراستها".

وأكملت مي: "مقتلها كان صدمة لينا كلنا، الجريمة وقعت في مول كبير وفي عز الضهر".

وانخرطت نجلاء في أنشطة تطوعية عديدة، بعضها كانت تنظمها بنفسها والبعض الآخر كانت بالمشاركة مع منظمين آخرين.

يقول هيثم عبدالعزيز -مؤسس أحد الفرق التطوعية: "نجلاء كانت بتشارك معانا في الفعاليات المختلفة، وآخر حاجة شاركت معانا فيها كان في العيد، كانت بتحب ترسم البهجة على وجوه الجميع".

ويقول أحمد الجنايني: "نجلاء أعرفها من 3 سنين، بداية معرفتي بها كنا بنجمع صدقات مع بعض لحالات مديونة وحالات مريضة، نجلاء كانت تسعى في الخير في كل الاتجاهات والله، وكانت من أطيب الناس ومكنش عندها أي مشكلة إنها تروح لأي حتة عشان بس تتيقن إن الصدقة طالعة لأهلها، ربنا يرحمها ويصبر أهلها ويجازيها خير عن سعيها وينتقم من اللي قتلها أشد انتقام".

وتصف "دنيا": "قتل نجلاء مش بس وجع قلوب أهلها وأصحابها، لا ده وجع كفر الدوار كلها، وجع كل حد سمع عن الحادثة دي، شكل أهلها وناسها وهما واقفين مش مصدقين إن بنتهم خلاص مش هيشوفوها تاني، شكل الصدمة على وشوشهم، شكلهم وهما واقفين وشايفين بنتهم غرقانة في دمها، شكل مامتها اللي لا حول لها ولا قوة، وهي قاعده تكذب كل اللي بيقول عليها اتوفت، شكلهم وجع قلوب كل اللي شافهم".

ولفت بعض أهالي كفر الدوار إلى خطورة بعض الأدوار داخل المول نظرًا لعدم شغل الكثير من الوحدات به، خصوصًا في الأدوار العليا، حيث تقع العيادة مسرح الجريمة في الطابق السادس.

تقول شيماء: "قلبي وجعني عليكي وجع، المول اللي حصل فيه الحادث قلت كذا مره، إن لو اتقتل فيه قتيل محدش هيحس، فيه كام دور كده حرفيًا عاملين شبه المغارة".

وكما لو كانت تشعر بدنو أجلها كتبت نجلاء على صفحتها قبل أسابيع قليلة من وفاتها: "وإن أتاكم خبر موتي فتصدقوا على روحي ولو بنصف تمر".

وذكر مصدر بالطب الشرعي أن التقرير المبدئي، يشير إلى أن الوفاة تمت بسبب إسفكسيا الخنق، واستخدم الجناة الإيشارب الذي كانت ترتديه المجني عليها وقت الحادث، كما تبين وجود كدمات متفرقة بالجسم، وتهتك بالرأس، ما يشير إلى قيام الجناة بالاعتداء عليها بالضرب قبل خنقها.
          
تم نسخ الرابط