ماهر يوسف يفتح النار علي ازدواجية الخطاب الديني: الأخلاق الحقيقية في الغرب وليست في شكل المرأة أو حجابها ما سر تعليقه بهذا التوقيت؟

الخطاب الديني .. ماهر يوسف . . في تعليق جريء ومباشر، عبّر الكاتب والمهندس ماهر يوسف عن رفضه للصورة النمطية التي يقدمها بعض رجال الدين عن المجتمعات الغربية، مؤكدًا أن تلك الصورة تفتقر إلى الدقة وتعتمد على تشويه ممنهج للحقيقة. وأشار يوسف إلى أن الغرب ليس كما يُصوّر داخل المجتمعات العربية، بل يتمتع بقيم أخلاقية وسلوكية متقدمة لا يتم الحديث عنها إلا نادرًا، في حين يجري اختزال الأخلاق في قضايا سطحية وشكلية، بعيدًا عن جوهر السلوك الإنساني السليم.
الغرب بين الواقع والتشويه المتعمد
قال ماهر يوسف إن رجال الدين في المجتمعات العربية نجحوا في ترسيخ صورة مغلوطة عن الغرب، تقوم على وصفه بالانحلال الأخلاقي، دون الالتفات إلى منظومة القيم المجتمعية التي تحكم سلوك الأفراد هناك. وأضاف أن هؤلاء لا يتحدثون عن احترام المواطن الغربي لمواعيد عمله، أو التزامه بالحفاظ على نظافة الشوارع، أو حرصه على مساعدة الضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة، وهي كلها مظاهر من السلوك الإنساني المتحضر.
أخلاق الغرب لا تُختزل في العلاقات الشخصية
أكد يوسف أن الأخلاق في المجتمعات الغربية لا تُختصر في العلاقات بين الرجل والمرأة، كما يصور البعض، بل تشمل احترام القانون، الصدق، دفع الضرائب، إتقان العمل، والحرص على النظام العام. وهذه القيم، بحسب قوله، تُعد من أسس الحياة اليومية لدى المواطنين في تلك الدول، في حين أن بعض المجتمعات العربية تُهملها تمامًا.
أخلاق مغيبة ومفاهيم مشوهة في المجتمعات المتخلفة
انتقد يوسف ما وصفه بـ"مفاهيم الأخلاق الضيقة" التي يروّج لها بعض رجال الدين في المجتمعات المتخلفة، حيث يتم تجاهل السلوكيات السلبية مثل الرشوة، الإهمال في المصالح الحكومية، النصب، غياب الشفافية، وتجاهل قواعد المرور، على اعتبار أنها لا ترتبط بالأخلاق. وقال إن الأخلاق، في تلك المجتمعات، تنحصر فقط في مظهر المرأة ولباسها، وتُختزل في قطعة قماش توضع على رأسها، بينما تُترك السلوكيات الحقيقية التي تضر بالمجتمع دون أي توجيه أو مساءلة.