مأساة إنسانية لأسرة قبطية تهز الشارع المصري : ماذا حدث في بني سويف أشعل غضب الأهالي- فادي يوسف يناشد الكنيسة بسرعة التدخل ماذا قال؟

الكنيسة .. فادي يوسف .. في منشور مؤلم كتبه الصحفي فادي يوسف على حسابه الشخصي عبر "فيسبوك"، أعاد تسليط الضوء على واحدة من أبشع وقائع العنف الأسري التي شهدتها محافظة بني سويف، حيث فقدت سيدة تُدعى "منال نجيب" حياتها نتيجة اعتداء وحشي تعرضت له على يد زوجها، وسط معاناة طويلة عاشتها هي وأطفالها الأربعة داخل منزل لم يعرف الاستقرار أو الأمان.
الواقعة، التي بدأت فصولها المأساوية قبل سنوات، انتهت بالحكم على الزوج بالسجن سبع سنوات فقط، ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا الحكم غير كافٍ ولا يعكس حجم الألم الذي تعرضت له الضحية وأبناؤها.
فادي يوسف كتب في منشوره:
"شايفين الصورة دي؟ أسرة بتبتسم رغم كل المعاناة اللي شافوها بسبب أب قاسي، حاول بكل الطرق يطفّي ضحكتهم. الأم، منال نجيب، اتجوزت إنسان بلا رحمة. اعتدى عليها بكل الطرق، وضربها وأهانها وحرَمها وولادها من كل أشكال الحياة الطبيعية. بناتها بيقولوا إنه حتى كان بيرفض يصرف عليهم أو يسمح لهم بالتعليم."
الأم الراحلة كانت تحمل عبء الأسرة بالكامل، تعمل ليلًا ونهارًا لتوفر لأطفالها الطعام والتعليم والحب، وكانت تمثل لهم الأب والأم في وقتٍ واحد، قبل أن يتجسد الكابوس الأكبر في صباح شتوي بشهر يناير، حينما صعدت إلى سطح المنزل، وتعرضت لهجوم عنيف من زوجها الذي اعتدى عليها بشكل مروّع، وأغلق الباب على أطفالها، لترقد في المستشفى مصابة في رأسها، وتفارق الحياة بعد شهر متأثرة بما لحق بها.
تهديد مستمر وحكم لا يبرد القلوب
الحكم الذي صدر على الجاني بالسجن لمدة 7 سنوات فقط، لم يُرضِ أسرتها ولا المتضامنين مع قضيتها، خاصة أن بناتها ما زلن يتلقين تهديدات من والدهن، وسط غياب مظلة حماية حقيقية تضمن لهم الأمان بعد فاجعة فقدان والدتهم.
"سبع سنين؟! ده يستحق الإعدام مليون مرة"، كتب فادي، مطالبًا بتدخل عاجل من الدولة لحماية الأبناء، وتوفير محامين متطوعين للدفاع عنهم وإعادة النظر في الحكم، وضمان سلامتهم النفسية والجسدية.
مناشدة للمجتمع والكنيسة والدولة
المنشور حمل نداءً صريحًا لكل الجهات المعنية: الدولة، والكنيسة، والمجتمع المدني، من أجل احتواء الأبناء ودعمهم وتوفير الرعاية الكاملة لهم، مشددًا على أن بنات منال وأخوهن الصغير أصبحوا مسؤولية مجتمعية، لا يمكن السكوت عن معاناتهم أو تركهم يواجهون مصيرًا مجهولًا.
منال نجيب.. بطلة في صمت
منال نجيب، رغم أنها لم تكن معروفة إعلاميًا، أصبحت رمزًا لكل أم ضحت وواجهت وصبرت على قسوة الحياة وظلم شريك الحياة. رحلت منال، لكن قصتها ستظل جرس إنذار يدق في وجه كل أشكال العنف الأسري، وسط مطالبات قوية بتشديد العقوبات على الجناة، وتوسيع مظلة الحماية القانونية والاجتماعية لضحايا هذا النوع من الجرائم.