هل تتذكرون الطبيبة القبطية التي ساعدت المرضى بلا مقابل ورفضت الزواج إعلان رسمي عن خدمة باسم مادونا صبري بولس في أسقفية الشباب "الكنيسة ترد الجميل"

مادونا صبري بولس
مادونا صبري بولس

مادونا صبري بولس .. الكنيسة .. في صمت ملائكي وسيرة ناصعة، رحلت الطبيبة مادونا صبري عن عالمنا في صبيحة 26 يناير 2011، أي قبل يومين فقط من اندلاع ثورة 25 يناير، لكنها تركت خلفها إرثًا إنسانيًا لا يُنسى، وقصة ملهمة عن الخدمة والتكريس والمحبة.
 


بداية رحلة التفوق.. من طب القصر العيني إلى خدمة الآخرين


تخرجت مادونا صبري في كلية طب القصر العيني، دفعة 2009، بتقدير جيد جدًا مرتفع، وأتمّت سنة الامتياز بكفاءة عالية. لكنها لم تكتف بالطب كعلم ومهنة، بل حولته إلى رسالة خدمة وعطاء، اختارت أن تعيشها كل لحظة في حياتها.
 


خادمة محبة في مدارس الأحد.. قلبها كان مع الطلبة والمحتاجين


منذ شبابها، خدمت مادونا في مدارس الأحد بأسرة لوقا الطبيب، حيث كانت تُعدّ المواد التعليمية وتنسق الكورسات الدراسية للطلبة. وكانت تهتم بكل تفاصيل الخدمة: من توفير العظام والأجهزة التعليمية لزملائها في كلية الطب، إلى المتابعة اليومية لاحتياجاتهم العلمية والعملية.
 


مبادرة غير مسبوقة لخدمة المرضى المحتاجين


أنشأت مادونا جروبًا خاصًا على صفحتها، ضم عددًا من الأطباء في تخصصات مختلفة، وكانت تتلقى من خلاله طلبات من مرضى محتاجين، فتربط الحالة بالطبيب المناسب، وتنسق مواعيد الكشف، بل وتساعد المرضى في الوصول إلى الطبيب. كانت همزة وصل بين الوجع والرحمة، بين الحاجة والمحبة.
 


"اللي يدخل طب.. ربنا داعيه لخدمة المرضى"


كانت هذه المقولة الخاصة بمادونا صبري من أشهر العبارات التي رددتها دائمًا، وقد أصبحت شعارًا غير رسمي لكل من عرفها أو خدم معها. بالنسبة لها، لم يكن الطب مهنة بقدر ما كان دعوة إلهية ورسالة خالدة.
 


سند لزملائها في المستشفى.. تحل الأزمات بصبر ومحبة


تميزت مادونا بحبها الصادق ودعمها الدائم لزملائها. لم تكن تتأخر عن حل أي مشكلة تواجههم، سواء كانت إدارية أو مهنية أو شخصية. كانت تُعرف في محيطها بأنها الأخت الكبرى، اليد التي تمتد بسرعة، والقلب الذي يحتضن الجميع.
 


"أنا بنت الملك.. ولسه الملك ما جاش"


رفضت مادونا أكثر من عرض للارتباط، وكانت تُجيب دائمًا بكلماتها الشهيرة: "أنا بنت الملك، ولسه الملك ماجاش". عبارة بدت غامضة للكثيرين، لكنها اليوم تُفهم في ضوء حياتها التي كانت مكرسة بالكامل لله ولخدمة الآخرين.
 


ليلة انتقالها.. صلاة مكتومة ووداع هادئ


في الليلة السابقة لرحيلها، توجهت مادونا إلى الله قائلة: "يارب كده كفاية.. أنا عايزة أجي ليك". لم تكن تشكو من أي مرض أو عرض صحي، لكنها شعرت بقرب موعد لقائها مع من اختارته عريسًا لها. وفي صباح 26 يناير 2011، أسلمت الروح بسلام مفاجئ وغامض، كما لو كانت تعرف الموعد مسبقًا.
 

 


بعد رحيلها.. خدمة مادونا صبري تستمر في أسرة لوقا الطبيب


بعد انتقالها، تأسست خدمة باسمها في أسرة لوقا الطبيب، اعترافًا بدورها وتخليدًا لذكراها. وقد قام الأنبا موسى أسقف الشباب بتسجيل هذه الخدمة رسميًا في أسقفية الشباب باسم: خدمة مادونا صبري، لتظل أعمالها حيّة حتى بعد رحيلها.

ميلادها ووداعها.. تواريخ تخلدها السماء
من مواليد عام 1986

انتقلت إلى السماء في 26 يناير 2011

رحلت قبل انطلاق ثورة 25 يناير بيومين فقط

لكن يُقال إن الثورة اشتعلت فعليًا في مساء اليوم الذي وصلت فيه لعريسها السماوي
 

 

مادونا.. الطبيبة التي لم تعش لنفسها، بل لعشرات المرضى وآلاف المحبين


رحلت مادونا صبري جسديًا، لكن ذكراها باقية في قلوب كل من عرفها أو خدم معها. قصة حياتها ليست فقط سيرة لطبيبة ناجحة، بل حكاية قديسة عصرية عاشت الطب كرسالة، واعتبرت كل مريض هو وجه للمسيح نفسه.

 

          
تم نسخ الرابط