نموذج نادر للمحبة والتضحية يُكرَّم في الكنيسة القبطية بالمنيا الجديدة

تكريم الدكتورة مادونا صبري.. لماذا أطلقت الكنيسة خدمة باسمها؟ وماذا قال أبونا يوساب عن محبتها؟

تكريم الدكتورة مادونا
تكريم الدكتورة مادونا صبري.. لماذا أطلقت الكنيسة خدمة باسمها

في لفتة إنسانية وكنسية مؤثرة، قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكريم الدكتورة مادونا صبري بولس، من خلال إطلاق خدمة كنسية تحمل اسمها، وذلك تقديرًا لمسيرتها الإنسانية وخدمتها المتميزة، خاصة في مجال رعاية المرضى ومساعدة زملائها في المجال الطبي. جاء هذا القرار من قِبل نيافة الأنبا موسى، أسقف الشباب، بهدف تخليد ذكراها واستمرار تأثيرها في نفوس المؤمنين.

وأوضح أبونا يوساب عزت، كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة وأستاذ المعاهد الدينية والكلية الإكليريكية بالقاهرة والمنيا، في تصريحات خاصة لموقع "الحق والضلال"، أن هذا التكريم ليس مجرد تخليد لاسم الدكتورة مادونا، بل هو اعتراف كنسي برسالة المحبة التي كانت تحملها في قلبها، والتي انعكست بشكل واضح على حياتها وخدمتها.

لماذا أطلقت الكنيسة خدمة باسم الدكتورة مادونا؟

جاء قرار إطلاق خدمة باسم الدكتورة مادونا كنوع من الاعتراف والتقدير لما قدمته من أعمال إنسانية وروحية استثنائية. وأكد أبونا يوساب أن "الخدمة الكنسية الحقيقية تنبع من محبة صادقة، وهذا تحديدًا ما جسّدته الدكتورة مادونا طوال حياتها"، مضيفًا أن نيافة الأنبا موسى، المعروف بحرصه الدائم على تشجيع الشباب والخدام، أراد أن يُخلد نموذجًا يستحق الاقتداء به، لتبقى ذكراها مُلهمة لكل من يعرفها.

وأشار أبونا يوساب إلى أن الخدمة في الكنيسة هي امتداد لمحبة المسيح، مُذكّرًا بطلب السيد المسيح من بطرس الرسول ثلاث مرات، حيث أكد له أن أساس الخدمة هو المحبة الكاملة والبذل، وهو ذات الأساس الذي عاشته الدكتورة مادونا صبري بكل تفاصيل حياتها، وكانت تمارسه يوميًا في عملها الطبي والإنساني.

كيف ربط أبونا يوساب بين الخدمة والمحبة في حياة الدكتورة مادونا؟

قال أبونا يوساب في مداخلته: "المحبة الملتهبة في القلب هي أعظم شهادة يمكن أن يقدمها الإنسان في حياته وخدمته، وهذا بالضبط ما رأيناه في حياة الدكتورة مادونا". وأشار إلى عبارة الدكتورة الشهيرة بأن "من يدخل كلية الطب فهو مدعو من الله لخدمة المرضى"، مؤكدًا أن الدكتورة مادونا تعاملت مع دراستها وعملها كوزنة سماوية استثمرتها بأمانة وإخلاص، لتثمر في حياة كل من تعامل معها.

وأوضح أن تكريم الكنيسة للدكتورة مادونا ليس مجرد عمل رمزي، وإنما هو تجسيد عملي لقيم المحبة والتضحية والعطاء التي تزرعها الكنيسة في نفوس أبنائها، وتحثهم دائمًا على الاقتداء بنماذج روحية وإنسانية مثلها.

كنيسة المنيا الجديدة تحتفي بنموذج فريد في الخدمة

تسعى الكنيسة دائمًا لتشجيع أبنائها على خدمة الآخرين بمحبة صادقة، ولذلك فإن إطلاق خدمة باسم الدكتورة مادونا صبري جاء كحافز قوي للشباب للاقتداء بها، ولتبقى سيرتها منارةً روحية وإنسانية يتعلم منها الجميع معنى الخدمة الحقيقية التي لا تقوم على الذات بل على المحبة الصافية والتواضع الحقيقي.

خلاصة القول

إن تكريم الدكتورة مادونا صبري من الكنيسة بإطلاق خدمة تحمل اسمها ليس مجرد احتفال عابر، بل اعتراف كنسي بقيمة المحبة والتفاني في الخدمة التي عاشت بها الدكتورة مادونا. الكنيسة أرادت بهذا التكريم أن تؤكد لكل أبنائها أن المحبة الحقيقية هي جوهر الخدمة المقبولة أمام الله.

          
تم نسخ الرابط