بعد تداول فيديو صادم لمعلمة تهرب من مطاردة أولياء الأمور داخل مدرسة

«صرخة ضمير وسط فوضى الطرحة».. خالد منتصر وسحر الجعارة يفضحان الاعتداء الطائفي على معلمة مسيحية رفضت الغش وهربت من جنون الجهل

خالد منتصر وسحر الجعارة
خالد منتصر وسحر الجعارة يفضحان الاعتداء الطائفي على معلمة

أثار فيديو مسرب لمعلمة مسيحية تتعرض للاعتداء اللفظي والمطاردة من قبل عدد من أولياء الأمور داخل إحدى المدارس، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما رفضت المعلمة السماح بالغش داخل لجنة امتحانية، فكان العقاب أن تحوّلت إلى هدف للهجوم والإهانة، ليس فقط لأنها أدّت واجبها، بل لأنها "ليست محجبة".

المشهد المروّع دفع المفكر والطبيب خالد منتصر إلى كتابة منشور غاضب عبر صفحته الرسمية، وصف فيه الفيديو بأنه كارثي ويثير الاشمئزاز من شدة الانحطاط، مشيرًا إلى أن ما حدث ليس مجرد تعدٍّ فردي، بل جرس إنذار مرعب على حال المجتمع.

خالد منتصر: وطن يحتضر

وقال خالد منتصر: "فيديو الاعتداء على تلك المدرسة المسيحية من أمهات البنات المؤمنات المتغطيات وشتيمتها بألفاظ سافلة، فقط لأنها منعت الغش في لجنة مراقبة.. الفيديو لا أريد وضعه لأنه يثير الاشمئزاز من شدة انحطاطه، هو نبوءة مفزعة".

وأضاف منتصر: "لو لا وجود الشرطة لشاهدنا نهشاً وسحلاً وقتلاً كما حدث مع الشيخ حسن شحاته الشيعي.. هل سيسترنا الله كل مرة؟ لقد وصلنا إلى مرحلة من الضبعية.. الشعب المتدين بطبعه اختزل الدين في الطرحة واللحية".

وتابع باستشهاد مؤلم من رواية نجيب محفوظ، قائلاً: "سأكتب أن القيم مهدرة ولكن الأمن مستتب".

سحر الجعارة: التعليم ينهار والقيم تدهس

من جانبها، كتبت الكاتبة الصحفية سحر الجعارة على صفحتها:

"إذا قرر فنان أن يجسد الرعب الذي تشعر به سيدة مسيحية وهي تهرب من المحجبات اللاتي يحمين الغش ويمنعوها من أداء واجبها، فلن يجد أبلغ من هذه الصور."

وأضافت: "في مجتمع يشكو فيه الطلبة من تشديد الرقابة، ويستخدمون أحدث وسائل الغش الجماعي، قل بملء فمك: باطل يطارد الحق.. متأسلمة مغيبة تلاحق ضمير مسيحية.. التعليم يفشل في أوراق الامتحانات بينما الكاميرات تلاحق الطلبة الغشاشين."

وأكدت الجعارة أن ما حدث هو "معركة حول الهوية.. ويُستخدم فيها الدين لإرهاب الآخر."

غياب الرد الرسمي حتى الآن

حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تصدر وزارة التربية والتعليم أو أي جهة مسؤولة بيانًا رسميًا يكشف تفاصيل الحادث، أو اسم المدرسة، أو الإجراءات المتخذة. وهو ما دفع خالد منتصر لمناشدة كل من يعرف مكان المدرسة أن يُبلغ عنه، قائلاً: "من لديه معلومة عن المدرسة التي حدثت فيها هذه المصيبة فليرسلها لي فورًا."

نصائح واجبة أمام ما حدث:

  • السكوت على الطائفية هو مشارَكة فيها: إذا لم يكن هناك تحقيق رسمي ومحاسبة علنية، فإن التواطؤ المجتمعي يغذي الكراهية.
  • الدفاع عن التعليم يبدأ من حماية المعلم: احترام المعلم، أياً كان دينه أو شكله، هو حجر الأساس لأي إصلاح تعليمي حقيقي.
  • لا تسكت لو كنت شاهد: إذا رأيت أو عرفت بموقف مشابه، بادر بالإبلاغ والمساعدة، ولا تنتظر أن تصل الأمور إلى الكارثة.
  • إعادة تدريب أولياء الأمور على القيم: الغش ليس شطارة، والتعدي على مدرس ليس بطولة.. المجتمع كله يحتاج لإعادة تأهيل قيمي.
  • لا تقل مصر بخير إلا حين ترى القانون يُطبّق على الجميع دون استثناء.

خلاصة القول:

ما حدث مع المعلمة المسيحية التي تم الاعتداء عليها فقط لأنها رفضت الغش، ليس حادثًا عابرًا، بل مشهد يلخص أزمة وطن يعيش حالة من الانهيار القيمي الخطير. صرخة خالد منتصر وسحر الجعارة ليست إلا محاولة لإنقاذ ما تبقى من الضمير العام، قبل أن يُمحى تمامًا تحت أقدام الطائفية والجهل.

          
تم نسخ الرابط