نار الاستشهاد لا تُطفئ النور.. بل تُشعل القداسة في عيون المؤمنين
«جبار في الحياة وبعد الاستشهاد».. الذكرى الـ12 لاستشهاد القس مينا عبود شاروبيم تُحيي مسيرته ونور معجزاته المستمر

في الذكرى الثانية عشر لاستشهاد القس مينا عبود شاروبيم، تحدثنا نحن موقع الحق والضلال مع “كيرلس عربي” أحد أعضاء خدمة الشهيد مينا عبود شاروبيم، المسؤولة عنها “تاسوني مريم”، و يتجدد حضور هذا البطل الروحي في قلوب الأقباط وكل من عرف سيرته أو لمس معجزاته. ما زال صوته يُسمع، وما زال نوره يضيء القلوب، لأنه لم يكن فقط كاهنًا، بل كان مصباحًا حيًا للرب يسوع المسيح، يشع بإيمان ثابت وشجاعة نادرة.
يقول القديس يعقوب السروجي: "لما كان في العالم، استنار بالله كالمصباح، ولهذا لم يجعله الموت مظلمًا في القبر.. ذلك اللهيب الباعث اضطرم فيه، وبعد موته أظهر قوته" – الميمر 35.
هذه الكلمات تنطبق تمامًا على الشهيد القس مينا عبود، الذي عاش بإيمان لا يتزعزع، واستشهد وهو ثابت في اعترافه بالمسيح، فكان نوره يملأ المكان، حتى بعد رحيله، وظهر ذلك في الشهادة الحيّة لمعجزات لا تنقطع، تشهد بها يوميًا وسائل التواصل الاجتماعي والمزارات التي يقصدها الآلاف.
شجاعة لا تنكسر أمام الطغاة
القس مينا عبود لم يكن مجرد كاهن، بل كان جبارًا في الإيمان، كما وصفه القديس يعقوب السروجي: "كان جبارًا لما كان حيًا، ولما كان ميتًا: قوته لم تقلّ عن العمل حتى أثناء الموت". لقد وقف في وجه العنف حاملاً صليب المسيح في قلبه، وقدم حياته ذبيحة حب، رافضًا أن ينكر مخلصه.
المزار يشهد.. والمعجزات تروي
منذ استشهاده، توافد الآلاف إلى مزار القس مينا عبود، ولم تتوقف بركاته، فكل من قصد المزار أو طلب شفاعته، نال نعمة، وامتلأت صفحات السوشيال ميديا بشهادات حية عن شفاءات، وفتح أبواب مغلقة، وتعزيات سماوية لا تُفسَّر إلا بشفاعة هذا الشهيد البسيط والقوي.
ويشهد الجميع أن الشهيد مينا عبود ما زال حيًا بروحه في وسط الكنيسة، ويظهر حضوره في تفاصيل كثيرة، وكأن الرب أراد أن يثبت لنا أن من مات من أجله، لا يموت أبدًا، بل يحيا في المجد.

كما قال في حياته.. “طوّل بالك، ينصلح حالك”
لم يكن الشهيد القس مينا عبود يترك أحدًا دون كلمة تعزية، أو إرشاد. حتى كلماته العفوية أصبحت أقوالاً مأثورة ترددها قلوب محبيه، وأشهرها: "طوّل بالك، ينصلح حالك". هي ليست مجرد عبارة، بل تعبير عن إيمان كامل أن يد الرب تعمل دائمًا، حتى لو تأخر الفرج، فالله لا يتخلى عن أولاده.
شهيد لم يفقد حياته.. بل وجدها
كما قال القديس أغسطينوس: "من مات من أجل المسيح، لم يفقد حياته، بل وجدها". هذا ما نراه في حياة وذكرى القس مينا عبود، الذي وإن غاب بالجسد، إلا أن حضوره الروحي بات أقوى، وذكرى استشهاده صارت عيدًا إيمانيًا لكل من تألم وطلب قوة من السماء.
وقد عبّر الشماس الإكليريكي كيرلس عربي عن هذا المعنى بكلمات مؤثرة في هذه الذكرى، مستشهدًا بأقوال القديس يعقوب السروجي، ومؤكدًا أن الشهيد مينا عبود: "كان نورًا للعالم والجميع شافوا نوره، ولما استشهد، ربنا بدّل ظلام القبور بنور معجزاته، ومزاره يشهد يوميًا بمعجزات لا تُحصى".
خلاصة القول:
القس مينا عبود شاروبيم لم يكن كاهنًا عاديًا، بل شهيدًا حيًا لا تزال شفاعته تعمل وسط المؤمنين. في الذكرى الثانية عشر لاستشهاده، تزداد معجزاته، ويزداد حضوره الروحي، ويؤكد الرب من خلاله أن دماء الشهداء ليست نهاية، بل بداية حياة ممتلئة من النور والقوة الإلهية.
- الشهيد مينا عبود
- القس مينا عبود شاروبيم
- الذكرى 12 لاستشهاد مينا عبود
- معجزات القس مينا عبود
- الشهداء الأقباط
- يعقوب السروجي
- شفاعة الشهداء
- الكنيسة القبطية
- مزار الشهيد مينا عبود