أين قافلة الصمود الآن؟ وماذا حققت؟ ولماذا لم تُذكر في وقت يتصدر فيه اسم مصر مشهد الدعم الإنساني الحقيقي لقطاع غزة؟

أين قافلة الصمود الآن؟.. تساؤلات بعد مشهد المساعدات المصرية الضخمة لغزة ودور القاهرة الحقيقي

مئات الشاحنات المصرية
مئات الشاحنات المصرية إلى غزة

أسئلة عاد طرحها بقوة الشارع المصري والعربي، بعد أن شاهد الجميع خلال الأيام الماضية دخول مئات الشاحنات المصرية إلى غزة عبر معبري كرم أبو سالم وزكيم، محمّلة بالأغذية والدواء وألبان الأطفال، في تحرك إنساني منظم تحت إشراف الدولة المصرية، في حين غابت قافلة “الصمود” تمامًا، بعدما كانت تتصدر الأخبار قبل أسابيع.

مصر تتحرك على الأرض.. والمساعدات تتوالى

منذ يوم 23 يوليو، وحتى صباح 25 يوليو، دخل أكثر من 327 شاحنة مساعدات مصرية إلى قطاع غزة، تضم دقيقًا وألبانًا ومستلزمات طبية، في مشهد واضح للدور المصري الذي يتحرك بصمت وجهد حقيقي، لا شعارات.

وزارة الدفاع والهلال الأحمر المصري أشرفا على تجهيز القوافل، التي تُنقل ضمن آلية متكاملة بالتنسيق مع الجهات المعنية داخل القطاع، لتوصيل المساعدات للمستشفيات ومخازن الإغاثة.

قافلة الصمود.. المبادرة التي توقفت عند الحدود

في المقابل، يتساءل كثيرون الآن عن "قافلة الصمود" التي انطلقت من تونس ثم الجزائر وليبيا، بدعوى كسر الحصار عن غزة، لكنها لم تصل إلى معبر رفح يومًا، بل توقفت عند أبواب ليبيا بعد رفض رسمي من السلطات المصرية عبورها.

القافلة وُصفت وقتها بأنها "شعبية" لكنها ضمّت نشطاء أجانب ومواقف سياسية مثيرة للجدل، واتُهمت بأنها كانت مجرد استعراض إعلامي، هدفه إحراج مصر أكثر مما هو نصرة لغزة، خاصة أن توقيت انطلاقها كان تزامنًا مع تحركات مصرية رسمية لتأمين إدخال المساعدات ضمن إطار منضبط وقانوني.

من يُرسل الدعم ومن يرفع الشعارات؟

مشهد اليوم في غزة لا يمكن تجاهله:

  • مصر تُرسل مساعدات منظمة يوميًا
  • المساعدات تُدخل من معبرين رسميين بإشراف كامل
  • لا يوجد صخب ولا دعاية.. بل أفعال تتحدث

في حين أن قافلة الصمود، التي نالت تغطية إعلامية كبيرة وقتها، اختفت دون أن تصل إلى القطاع أو تُسلم شاحنة واحدة.

دعم إعلامي أم دعم فعلي؟

تحوّل سؤال "أين قافلة الصمود؟" إلى عنوان ساخر في بعض صفحات التواصل، بعدما بدأت صور الشاحنات المصرية تنتشر بكثافة، بينما لا وجود حقيقي للقافلة التي زعمت التوجه لغزة. ويطرح متابعون تساؤلًا واضحًا:

لو كانت النية حقيقية لدعم غزة.. فلماذا لم يتم التنسيق مع مصر، الدولة الوحيدة التي تفتح معابر القطاع وتتحمل عبء التحرك الميداني؟

زاوية مصر الرسمية.. الكرامة بالفعل لا بالشعارات

القيادة المصرية لم ترد على القافلة في حينها، بل اختارت الرد على طريقتها:

  • إرسال المساعدات دون إعلان سياسي صاخب
  • تفعيل غرف تنسيق مع منظمات دولية لضمان وصول الإمدادات
  • إدخال شاحنات غذاء ودواء يوميًا رغم التعقيدات الأمنية واللوجستية

وهذا هو الفرق الجوهري الذي تُدركه الشعوب اليوم: من يعمل على الأرض، ومن يلوّح بالشعارات من بعيد.

خلاصة القول

  • أين قافلة الصمود الآن؟ سؤال يكشف الفرق بين الفعل والكلام.
  • في الوقت الذي تتحرك فيه مصر بدعم منظم وإنساني لغزة، تغيب تمامًا القافلة التي وُلدت على الفيسبوك وتوقفت عند الحدود.
  • الدعم الحقيقي لا يحتاج لميكروفونات، بل يحتاج إلى قدرة سياسية، وتحرك دبلوماسي، وإرادة تنفيذية على الأرض.. وهذا بالضبط ما تقوم به القاهرة الآن.
          
تم نسخ الرابط