مساعدات فوق الركام.. وتقديرات تشير لتصعيد إنساني غير مسبوق

جيش الاحتلال يفتح أجواء غزة لإسقاط المساعدات الأجنبية.. بدء الإنزال الجوي اليوم

قرار جيش الاحتلال
قرار جيش الاحتلال بالسماح بإسقاط المساعدات من الجو في غزة

يبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة، السماح رسميًا للدول الأجنبية باستخدام الأجواء فوق قطاع غزة لإسقاط المساعدات الغذائية والطبية جوًا، في تطور اعتبره مراقبون اعترافًا غير مباشر بتفاقم الكارثة الإنسانية داخل القطاع، وبعد ضغوط دولية متواصلة.

وبحسب ما أوردته إذاعة جيش الاحتلال، فإن القرار يشمل فتح المجال الجوي أمام طائرات شحن عسكرية ومدنية تابعة لبعض الدول الأجنبية لتنفيذ عمليات إسقاط مساعدات جوا إلى غزة، ابتداء من اليوم، على أن تُجرى تلك العمليات بتنسيق مباشر مع الجيش الإسرائيلي وبمرافقة طائرات استطلاع.

تحركات دولية عاجلة وضغوط إنسانية

جاءت الخطوة بعد تحذيرات شديدة اللهجة من مؤسسات دولية، على رأسها برنامج الأغذية العالمي، الذي أكد أن أزمة الجوع في غزة "وصلت إلى مستويات غير مسبوقة"، مطالبًا بضرورة "وقف فوري لإطلاق النار"، وإدخال الإغاثة دون تأخير.

من جهتها، قالت مستشارة الاستجابة الإنسانية بمنظمة أوكسفام إن "الوضع في قطاع غزة تجاوز مرحلة الكارثة"، مؤكدة أن جيش الاحتلال لا يكتفي بالقصف، بل يتعمد "حرمان السكان من الغذاء والمياه والدواء".

وأضافت أن المنظمة تمتلك أكثر من 110 آلاف شحنة جاهزة، لكن إسرائيل تمنع إدخالها، مما دفع إلى اللجوء إلى خيار الإسقاط الجوي للمساعدات كحل مؤقت لتجنب المجاعة الجماعية.

إسقاط جوي بضوابط.. والمخاوف قائمة

مصادر إسرائيلية نقلت عن مسؤول أمني تأكيده أن "جيش الاحتلال سيسمح مؤقتًا بإسقاط المساعدات على غزة من الجو خلال اليومين المقبلين"، على أن تتم مراقبة العملية عن كثب، تجنبًا لوصول المساعدات إلى الفصائل المسلحة.

لكن منظمات إغاثية عبّرت عن مخاوف من أن تكون هذه الخطوة مجرد "تسكين مؤقت" للأزمة، مشددة على أن الإنزال الجوي لا يمكن أن يعوض الحاجة إلى ممرات إنسانية برية دائمة وآمنة، مع ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

هل تمثل بداية تحول في سياسة الاحتلال؟

ويرى مراقبون أن سماح جيش الاحتلال لأول مرة بهذا النوع من العمليات قد يكون بداية لتحولات في طريقة التعاطي الإسرائيلي مع الضغوط الدولية، خاصة مع تزايد الانتقادات العلنية من حلفاء تقليديين، واتهامات بتعمد تجويع السكان.

وتسود حالة من الترقب في الأوساط السياسية والحقوقية لما ستسفر عنه هذه التطورات، خاصة مع إعلان بعض الدول نيتها تنفيذ أولى عمليات الإسقاط خلال الساعات المقبلة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

خلاصة القول

قرار جيش الاحتلال بالسماح بإسقاط المساعدات من الجو في غزة، يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي بلغت ذروتها. وعلى الرغم من أنه تحرك متأخر، إلا أنه يمثل خطوة اضطرارية أمام الضغط العالمي، ويبقى السؤال: هل تكون هذه الخطوة مقدمة لفتح معابر دائمة، أم مجرد حل إعلامي مؤقت لتخفيف الانتقادات الدولية؟

          
تم نسخ الرابط