من النشأة في بيت عسكري إلى قيادة الملفات الحساسة

صدام خليفة حفتر.. المسيرة العسكرية والدبلوماسية لنائب القائد العام في ليبيا

صدام خليفة حفتر
صدام خليفة حفتر

وُلد صدام خليفة حفتر عام 1991 في مدينة بنغازي، وهو الابن الأصغر للمشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي. سُمي "صدام" تيمنًا بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في انعكاس لتوجه والده القومي العربي خلال ثمانينيات القرن الماضي.

نشأ صدام في بيئة عسكرية صارمة، ما رسّخ لديه الانضباط والالتزام بالمؤسسة العسكرية منذ الصغر. ومع اندلاع ثورة 17 فبراير 2011، كان حاضرًا في المشهد، مشاركًا في الأحداث التي شكلت ملامح ليبيا الحديثة، ما أكسبه فهمًا مبكرًا لتعقيدات الساحة الليبية.

المؤهلات الأكاديمية والعسكرية

التحق صدام بالكلية العسكرية الملكية الأردنية، وتخرج عام 2017 برتبة نقيب. كما حصل على دورات عسكرية متقدمة في الداخل والخارج، شملت مجالات العمليات الخاصة، وإدارة الوحدات، والمدفعية، والاستخبارات العسكرية.

ومن أبرز محطاته التدريبية، دورة متقدمة في أمن المعلومات أتمها في روسيا، ما أضاف إلى خبراته العسكرية بعدًا تقنيًا وأمنيًا مهمًا.

التدرج في الرتب والمناصب

  • قيادة لواء طارق بن زياد: أسهم في تحويله إلى وحدة نخبة داخل الجيش الوطني.
  • سبتمبر 2023: ترقيته إلى رتبة لواء مع مجموعة من الضباط تقديرًا لمساهمتهم في عمليات الإنقاذ عقب فيضانات درنة.
  • عام 2024: تولى منصب رئيس أركان القوات البرية، ثم رُقي إلى رتبة فريق، ليصبح نائب القائد العام للجيش الوطني الليبي في 2025.

الدور الدبلوماسي والعلاقات الدولية

لم تقتصر مهام صدام حفتر على القيادة الميدانية، بل برز أيضًا كوجه دبلوماسي للقوات المسلحة الليبية، حيث قام بزيارات رسمية إلى دول كبرى وإقليمية مثل الولايات المتحدة، روسيا، الأردن، الإمارات، باكستان، وتشاد.

وخلال هذه الزيارات، أجرى مباحثات رفيعة المستوى حول التعاون العسكري، مكافحة الإرهاب، وتنسيق المواقف السياسية، ما يعكس الثقة التي يوليها له والده لإدارة الملفات الخارجية الحساسة.

الاهتمام بالمصالحة الوطنية والدين

إلى جانب مهامه العسكرية والدبلوماسية، أبدى صدام حفتر اهتمامًا واضحًا بملف المصالحة الوطنية، إدراكًا منه أن الاستقرار المستدام في ليبيا لا يتحقق بالقوة وحدها. كما يحرص على دعم ورعاية الأنشطة الدينية، وتشجيع الشباب على المشاركة في المسابقات القرآنية مثل مسابقة ذي النورين ومسابقة حفظة الأمة وأبطالها.

صدام خليفة حفتر

ما وراء الخبر

يمثل صدام خليفة حفتر نموذجًا لجيل جديد من القادة العسكريين في ليبيا، الذين يجمعون بين الصرامة العسكرية والحضور الدبلوماسي، مع وعي بأهمية الأبعاد الاجتماعية والدينية في تحقيق الاستقرار.

خلاصة القول

من بيت عسكري عريق، شق صدام خليفة حفتر طريقه سريعًا إلى قمة هرم القيادة العسكرية في ليبيا، جامعًا بين خبرة الميدان ودهاء الدبلوماسية، مع حرص على لعب دور في تعزيز المصالحة الوطنية ودعم القيم الدينية.

          
تم نسخ الرابط