ظاهرة طبيعية تتكرر ولا تحمل أي مؤشرات للخطر
انحسار مياه البحر بمحطة الرمل بالإسكندرية بسبب المد والجزر والضغط الجوي

شهدت منطقة محطة الرمل في قلب مدينة الإسكندرية صباح اليوم حالة من انحسار مياه البحر بالإسكندرية، إذ بدت الرمال مكشوفة أمام أعين المارة في منطقة اعتاد الجميع أن تغمرها المياه طوال الوقت. الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي أثارت القلق بين المواطنين، بل أطلقت بعض التكهنات غير العلمية التي ربطت بين الظاهرة واحتمال وقوع تسونامي وشيك.
رأي الخبراء: التفسير العلمي الواضح
لكنّ الحقيقة – كما يؤكد العلماء – أبعد ما تكون عن هذه المخاوف. الدكتور عمرو حمودة، رئيس مركز الحد من المخاطر البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، أوضح أن انحسار مياه البحر بالإسكندرية يرجع إلى تداخل ثلاثة عوامل طبيعية:
- المد والجزر اليومي، وهو حركة طبيعية مرتبطة بجاذبية القمر والشمس.
- المد والجزر الشهري عند اكتمال القمر أو المحاق، مما يزيد من حدة الانخفاض والارتفاع في منسوب البحر.
- الضغط الجوي المرتفع، الذي يخلق ما يُعرف علميًا بـ"التأثير البارومتري العكسي"، فيؤدي إلى تراجع مؤقت في مستوى المياه.
- ويشير حمودة إلى أن اجتماع هذه العوامل الثلاثة في وقت واحد يجعل الانخفاض ملحوظًا، لكنه يبقى مؤقتًا ويعود المنسوب سريعًا إلى طبيعته.
بين الشائعة والحقيقة
ظاهرة انحسار مياه البحر بالإسكندرية ليست جديدة، فقد سُجلت في العامين الماضيين بنفس الموقع تقريبًا. إلا أن تداول الأخبار عبر وسائل التواصل، أحيانًا بلا تدقيق، يضخم من الحدث ويثير الذعر بين الناس.
خبراء المعهد القومي لعلوم البحار شددوا على ضرورة توخي الحذر في نشر مثل هذه الأخبار، والرجوع إلى المصادر العلمية الموثوقة، بدلًا من الانجراف وراء الشائعات التي تستغل مخاوف المواطنين.
قراءة علمية دقيقة
لإثبات أن الظاهرة طبيعية، قدم المعهد القومي لعلوم البحار رسومًا بيانية صادرة عن محطات الرصد، تُظهر بوضوح أن التراجع الأخير يقع ضمن نطاق التذبذبات الطبيعية المتوقعة حتى السادس من أكتوبر. هذا يعني أن ما رآه المواطنون لم يكن مفاجئًا، بل متوقعًا علميًا، ومسجلاً بدقة.


ما وراء الخبر: دلالات الظاهرة
من منظور أوسع، يُبرز انحسار مياه البحر بالإسكندرية أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بالعلوم البيئية والبحرية. الظواهر الطبيعية كثيرًا ما تُفسر خطأ على أنها إنذار بكارثة، في حين أنها جزء من دورة طبيعية ثابتة.
كما تطرح هذه الحوادث تساؤلات حول دور الإعلام ومسؤوليته في نقل الحقائق بموضوعية، والتفريق بين الظاهرة الطبيعية والشائعة المغرضة.
معلومات حول انحسار مياه البحر بالإسكندرية
- الظاهرة طبيعية وتحدث بفعل المد والجزر والضغط الجوي.
- تكررت في الأعوام الماضية بنفس المنطقة.
- لا تشكل خطرًا على السواحل أو حياة المواطنين.
- محطات الرصد البحرية سجلت التغيرات وتوقعتها مسبقًا.
- عودة المياه إلى منسوبها الطبيعي تحدث سريعًا بعد الانحسار.
نصائح للمواطنين
- لا داعي للهلع عند مشاهدة تراجع البحر؛ فهو طبيعي ومتكرر.
- يُفضل متابعة بيانات المعهد القومي لعلوم البحار كمصدر علمي موثوق.
- الامتناع عن مشاركة الأخبار المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- توعية الأبناء بأن هذه الظواهر ليست مؤشرًا على الكوارث الطبيعية.
خلاصة القول
ظاهرة انحسار مياه البحر بالإسكندرية التي شهدتها منطقة محطة الرمل ليست أكثر من انعكاس للتوازن الطبيعي بين القمر والشمس والغلاف الجوي. ورغم ما أثارته من جدل على مواقع التواصل، فإنها تذكير بأهمية العلم في مواجهة الخوف، وبدور الإعلام المسؤول في طمأنة الناس بدلًا من إثارة البلبلة.
- انحسار مياه البحر بالإسكندرية
- محطة الرمل
- المد والجزر
- الضغط الجوي
- الظواهر الطبيعية
- المعهد القومي لعلوم البحار
- الإسكندرية اليوم
- تراجع البحر
- أخبار الإسكندرية
- تسونامي مصر